أ.د.وليد ابوحمور يكتب: هل يكون متحور اوميكرون نهاية جائحة كورونا؟

{title}
نبأ الأردن -





في ٢.٢١/١١/٢٦ أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور متحور جديد لفيروس كورونا وهو متحور اوميكرون. انتابت العالم مشاعر الخوف والرهبة من هذا المتحور و خاصة أن فيروس كورونا كان قد حصد حياة أكثر من ٥ مليون شخص و قد أصاب مليارات من الناس ولايزال..





ما نعرفه عن متحور اوميكرون أنه سريع الانتشار والعدوى وأنه يملك القدرة على تجاوز وتخطي المناعة المكتسبة عند الانسان سواء المناعة المتشكلة بعد اللقاح أو الاصابة بالفيروس وبذلك لايكون للمناعة المكتسبة دور كبيرفي حماية الإنسان من الإصابة مجدداً بالفيروس.





ماذا عن شدة الإصابة بتمحور اوميكرون؛-
التقارير الأولية تفيد بأن شدة الإصابة قد تكون أقل وطأة عند البالغين وبالمقابل تشير التقارير العلمية بأن الإصابة هي أشد وأقوى عند الأطفال بحيث تم تسجيل زيادة ملحوظة في عدد الحالات التي تستدعي دخول المستشفيات عند الأطفال أكثر من السابق وكذلك تسجيل ازدياد في عدد حالات متلازمة التهابات الأعضاء المتعدده عند الأطفال بسبب كورونا أو ما نسميه بالعربي متلازمة مسك (Multisystemic Inflammatory Syndrome in Children)





بعد ظهور متحور اوميكرون توقع علماء الفيروسات والأوبئة أن اوميكرون سيكون نهاية جائحة كورونا.
في اعتقادي الشخصي هذا التوقع هو تفائل مبالغ فيه إلى حدٍ ما و أرى من قراءة الواقع العلمي الحالي بأنه وعلى الأرجح سيكون هناك ظهور لمتحورات جديدة متتالية، ولكن فيما اذا ستكون هذه المتحورات أشد أو أخف حدة وضراوة فإن هذا بعلم الله تعالى (لا يستطيع احد ان يتنبئ).





لتوضيح ذلك لابد لنا من التطرق لسلوكيات وطبيعة هذا الفيروس عن طريق النقاط والمفاهيم التالية:





سلوك الفيروسات والمتحورات:





الفيروسات عادة ما تمر في مرحلة المتحورات و خاصة فيروسات (RNA) التي ينتمي إليها فيروس كورونا. هذه المتحورات تزداد ظهوراً عندما يزداد انتشار الفيروس بين الناس.معظم المتحورات التي تنتج بسبب الطفرات الوراثية لا يكون لها تأثير مهم على سرعة انتشار الفيروس أو شدة الإصابة به وهي ما نسميها الطفرات الصامتة (Silent) و لكن في حالات نادرة ولأسباب جينية معينة قد يحدث تغيير كلي أو طفرة خاصة في المادة الوراثية مما يؤدي لانتاج متحور خاص سريع الانتشار واشد في الاصابه كما هو الحال في متحور دلتا او سريع الانتشار كما هو في حالة اوميكرون.
هذه الطفرات والتحورات ليست مبرمجة من قبل الفيروس بل هي نتيجة أخطاء تحدث خلال عملية التكاثر والنسخ الجيني داخل الجسم.



ماهي السيناريوهات القادمة المحتملة لتطور الفيروس :





١. الحاله المتفائلة : أن يكون عبئ متحور اوميكرون اخف شده على الأفراد و على القطاع الصحي..
٢. الحالة الأقل تفاؤلاً: أن يكون فقط أشد في الاصابه
٣. الحاله الأكثر تفاؤلًا: أن يكون متحور اوميكرون نهاية هذه الجائحة.





تعتمد السيناريوهات الثلاثة السابقة على العوامل التالية:
١. نسبة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في العالم بما فيها الجرعة المعززة وهذا ينطبق على جميع دول العالم دون استثناء. حسب الإحصائيات العالميه المعتمده فإن
نسبة الذين تلقوا جرعتين في جميع دول العالم هم فقط (٥٠٪؜)، و نسبة الذين تلقوا الجرعة المعززه هم فقط (٧٪؜). وقد أثبتت الدراسات أن المناعة المكتسبة تضعف مع الوقت ويكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بعذ ٦ شهور من أخد اللقاح ، لذلك فإن نسبة كبيرة من سكان العالم هم معرضين للإصابة و هذا يعطي فرصة أكبر لفيروس كورنا للتكاثر و بالتالي ازدياد احتمالية حدوث الطفرات الجينيه والمتحورات..وبناءً عليه فإن الجرعة المعززة هي ضرورية لإنعاش الذاكرة المناعية ضد هذا الفيروس.





٢. توفير العلاجات المعتمدة لفيروس كورونا عن طريق الفم لمنع تطور الإصابات إلى حالات حرجة تستدعي دخول المستشفيات ومن ثم إرهاق القطاع الصحي. وهنا من الضرورة بأن أنوه بأنه و قبل فترة زمنية قريبة كانت قد أعلنت شركة فايزر (pfizer) وشركة ميرك (Merck) عن توصل كل منها إلى انتاج دوائين يعطيان عن طريق الفم وهما PAXLOVID و Molnupiravir. وهذا يعتبر انجاز علمي في معالجة مرضى كورونا حيث أن الإعطاء الباكر للأدوية الفموية السابقة له فعالية مدروسة ومثبتة في منع تدهور الحالة المرضية وبالتالي التقليل من دخول المستشفيات أو العناية الحثيثة. وبالتأكيد فإن قدرة النظام الصحي على توفير هذه الأدوية وإجراء الفحوصات الباكرة له دور كبير في هذا المجال …





٣- التزام المجتمع في الاجراءات الاحترازية لمنع الاصابه في فيروس كورونا. رغم التعب والإرهاق الذي أصيبت به المجتمعات من الإغلاق المتكرر و القيود الاحترازية، ورغم التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لتلك القيود فإنها لاتزال ضرورة ملحة للسيطرة على الفيروس ومحاربته.،





أي سيناريو هو الأقرب إلى الواقع:
الموضوع هو نسبي أكثر من كونه مطلق ، وجواباً واحداً لن يملأ ثغرات هذا السؤال …فبطبيعة الحال والواقع لابد أن يتفاوت مدى تأثير متحور كورونا بين دولة و أخرى بناء على اختلاف وتفاوت العوامل السابقة بين الدول…





فهل يكون متحور اوميكرون نهايه لهذه الجائحة ؟
بعيداً عن التكهنات والتوقعات فإن الواقع الحالي وكيفية التعامل معه هو بلاشك من سيرسم الإجابة المستقبلية وليس متحور اوميكرون. لدلك لا بد
من العمل على أرض الواقع بحكمة (التوزيع العادل في اللقاحات بين الدول وكذلك توفير العلاجات للبشريه كافه) كذلك. تحمل الافراد والمجتمعات في تحمل المسؤليه في اخذ اللقاحات والالتزام في اتباع الاجراءات الاحترازية بدون كلل حتى نصل إلى النهاية المرجوة…
نرجو من الله التوفيق والسلامة..
ودمتم





الأستاذ الدكتور أبو حمور
إستشاري الوبائيات


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير