هل يتأجل كأس أمم إفريقيا؟

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن- قبل قرابة شهر من موعد إقامة كأس الأمم الإفريقية، لا تزال الشكوك تحوم حول إقامتها، إذ أكدت الصحافة العالمية أن البطولة ستتأجل، بينما أوضح "كاف" أنه لم تتم مناقشة تأجيل "أمم إفريقيا" أو إلغائها.





بالتزامن مع هذه الأنباء، تقدمت رابطة الأندية الأوروبية بطلب رسمي إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، توضح خلاله صعوبة إرسال اللاعبين الأفارقة المحترفين في الأندية الأوروبية للمشاركة في البطولة مع منتخبات بلادهم، بسبب عدم وجود بروتوكول صحي واضح للمسابقة الإفريقية.





وانتقد قطاع كبير من النقاد الرياضيين موقف "الأندية الأوروبية"، خاصة أن اللجنة المنظمة للبطولة الإفريقية أعلنت في نوفمبر الماضي عن البروتوكول الصحي الخاص بـ"أمم إفريقيا"، خوفا من تفشي كورونا بين صفوف الفرق المشاركة.





ويتضمن البروتوكول إنشاء بطاقة صحية يدخل بها المشجع لملعب المباراة، وستتكون البطاقة الصحية (Health pass) من فحص كورونا لم يمر عليه سوى 48 ساعة للأشخاص الذين لم يحصلوا على لقاح، أما الذين حصلوا على لقاح كامل سيكون عليهم عمل فحص كورونا بحد أقصى 7 أيام قبل المباراة.





ويجب على المشجع حجز التذكرة على المنصة المخصصة لها، وسيتم التحقق من البطاقة الصحية قبل دخول الملعب عن طريق الهاتف الذكي أو الورق الآمن، أما الحكام واللاعبين والمسؤولين المشاركين في المباراة سيتم إخضاعهم لفحص كورونا (PCR) قبل المباراة بـ 24 ساعة فقط.





جزء من كبير الانتقادات يتعلق بعدم احترام رابطة الأندية الأوروبية لـ"أمم إفريقيا"، والمحاولات المستمرة للضغط على "كاف" من أجل تأجيلها أو إلغائها.





يذكر أن خطاب رابطة الأندية الأوروبية، يأتي بالتزامن مع تسجيل الدوري الإنجليزي الممتاز 42 حالة إصابة بكورونا خلال الأسبوع الجاري فقط (رقم قياسي)، وتأجيل عدد من المباريات، كان آخرها لقاء مانشستر يونايتد وبرينتفورد.





ومع ذلك لم يُطرح خيار تأجيل المسابقة الإنجليزية تماما، مما دفع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لوصف موقف "الأندية الأوروبية" بـ"المتعنت"، معتبرين أن هناك "محاولة لإيقاف البطولة الإفريقية بأي شكل".





استعداد الكاميرون





وفي سبتمبر الماضي، أشارت تقارير صحفية إلى أن الكاميرون تواجه عددا من الأزمات في الاستعداد لاستضافة النسخة الـ 33 من أمم إفريقيا، لكن أوضح مصدر من "كاف" أنه "لم ولن تتم مناقشة تأجيل البطولة، خاصة أنها تأجلت قبل ذلك مرتين، مما يعني أن تأجيل الثالث سيكون تمهيدا لإلغاء البطولة".





وفي تصريحات سابقة لموقع "سكاي نيوز عربية"، زف الرئيس السابق للجنة تطوير الكرة بـ"الكاف"، الكابتن عبد المنعم شطة، خبرا سعيدا للجماهير التي تنتظر البطولة الإفريقية، قائلا: "تواصلت مع (كاف) والاتحاد الكاميروني للعبة، وتأكدت أن الأمور تحت السيطرة وأن البطولة ستقام في موعدها على الأراضي الكاميرونية".





وتابع: "كما تواجدت لجنة مكونة من أعضاء (فيفا) و(كاف) بالكاميرون، لمتابعة الاستعدادات الأخيرة لاستضافة البطولة، ورصدوا الأزمات التي تواجه (أمم إفريقيا) 2021، وبالأخص أزمتي البنية التحتية والتسويق، على أن يتم حل هذه المشكلات في أسرع وقت ممكن".





"الحرب الأهلية"





وفي تقريرها حول أزمة أمم إفريقيا، تطرقت "دويتشه فيله" الألمانية، إلى إحدى الأزمات المنسية التي تواجه الكاميرون قبل استضافة البطولة الإفريقية، وهي الحرب الأهلية التي اندلعت في 2017 ومستمرة حتى الآن، في المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية بالكاميرون، والتي يشكل قاطنوها 20 بالمئة من السكان.





وأشار أحد التقارير الصادرة عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن أطراف النزاع "ارتكبت انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في عام 2020، بما في ذلك الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة، كما وقعت عمليات قتل جماعي في المناطق التي تشهد اشتباكات بين قوات الحكومة الكاميرونية وجماعات انفصالية مسلحة".





وفي عام 2021، بدأ استخدام عبوات ناسفة في هذا الصراع المسلح بالمناطق الناطقة بالإنجليزية في الكاميرون، مما أثار القلق والخوف حول مصير البطولة الإفريقية التي تقام على 6 ملاعب، من بينها ملعب ليمبي الذي يقع بإحدى المناطق الناطقة بالإنجليزية، وملعب "بافوسام" الذي يقع بالقرب من حدود إحدى مناطق الصراع.





وعلى الرغم من أن "ليمبي" هي واحدة من المدن القليلة الهادئة نسبيا في المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية، فإن هجومين بالقنابل خلال إحدى المسابقات الكروية بالكاميرون، أحدهما أدى إلى إصابة ضباط شرطة، يسلط الضوء على ضعف المدينة.





وأعلنت جماعة مسلحة تسمى "قوات عمل الفاكو" مسؤوليتها عن واحدة على الأقل من تلك العبوات الناسفة. علاوة على ذلك، نشطت المجموعة نفسها مؤخرا في بويا، عاصمة المنطقة الجنوبية الغربية والقريبة من "ليمبي".





الرئيس الجديد لـ"كاف"





وتولى الجنوب إفريقي، باتريس موتسيبى، منصب رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في مارس الماضي، ويسعى جاهدا لنجاح أول "أمم إفريقيا" في عهده، بالتزامن مع إعلانه عن خطط مستقبلية لتطوير المسابقات الإفريقية حتى تحقق عوائد مالية أكبر.





موتسيبي هو رجل أعمال في الأساس، ويدرك جيدا "لغة الأموال"، ويعلم أن تأجيل أو إلغاء البطولة الإفريقية قد يعرض "كاف" لدفع تعويضات مالية ضخمة تصل إلى ملايين الدولارات للاتحاد الكاميروني لكرة القدم، الذي بذل قصارى جهده حتى تقام أمم إفريقيا في موعدها.





موقف "الكاف" كان ضعيفا، عندما تم الإعلان عن موعد كأس العالم للأندية الجديد، والذي يتعارض مع أمم إفريقيا، إذ يقام مونديال الأندية خلال الفترة من 3 وحتى 12 فبراير 2022، بينما يقام كأس الأمم الإفريقية خلال الفترة من 9 يناير وحتى 6 فبراير المقبلين.





وتحدث مسؤولو "كاف" آنذاك أنهم خاطبوا "فيفا" من أجل السماح للاعبين المشاركين مع منتخباتهم في البطولة الإفريقية بالانضمام إلى فرقهم مباشرة بمونديال الأندية.





تضارب المواعيد مع مونديال الأندية، والحرب الأهلية، والبروتوكول الطبي، وضغط رابطة الأندية الأوروبية، كل هذه الأزمات وأكثر تهدد مصير "أمم إفريقيا"، التي يعني تأجيلها أو إلغاؤها فشل "كاف" في أول اختبار قوي وحقيقي بولاية موتسيبى، واستمرار تجاهل "فيفا" للبطولات الإفريقية للعبة.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير