"أرض" تعقد ندوة رقمية لمناقشة تداعيات تطبيع العلاقات مع الاحتلال وكيفية ردعه

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن- في إطار برنامج القضية الفلسطينية، عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، ضمن سلسلة ندوات "حوارات فلسطين في العمق"، ندوة رقمية بعنوان "التطبيع: بين الرد والردع"، يوم الاثنين 6 كانون الأول/ديسمبر. سعت الندوة لمناقشة أبعاد التطبيع، عبر مداخلات المتحدث الرئيسي عمر البرغوثي، المؤسس المشارك لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، والمحاورين د. أنيس قاسم، محام دولي مقيم في عمان ورئيس تحرير كتاب فلسطين السنوي للقانون الدولي، ورومانا روبيو، الكاتبة الإيطالية ومديرة التحرير فيThe Palestine Chronicle، حيث أدارت الجلسة المحامية الدولية، ومنسقة برنامج القضية الفلسطينية في منظمة النهضة (أرض)، فرانشيسكا ألبانيز.





ناقش المشاركون أبعاد التطبيع على المستويين الجزئي والكلي، بالإضافة إلى تداعياته على الساحة السياسية وعلى أرض الوقاع. حيث قدموا وجهات النظر حول الآثار المترتبة للتطبيع على مختلف الجهات الفاعلة مثل المجتمع المدني والمسؤولين الحكوميين الذين يرفضون تطبيع العلاقات، ويسيرون على نهج حقوق الإنسان دون الوقوع في السلوكيات التمييزية.





بدوره، تحدث البرغوثي عن موقف المجتمع المدني الفلسطيني الرافض للتطبيع. وشدد على أهمية "التخلص من احتلال العقل" في سياق أي حركة مناهضة للاحتلال وتطبيق المفهوم على الحركة من أجل الحقوق الفلسطينية. وأشار إلى دعوة حركة (BDS) لمقاومة التطبيع، وقال "على الرغم من أن المبادئ التوجيهية ليست ثابتة ويمكن أن تختلف في السياق، فإن محاربة التطبيع لا تشمل ولا ينبغي أن تشمل السلوك التمييزي تجاه الأفراد اليهود أو الإسرائيليين، حيث لا يدعم الجميع السياسات القمعية التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين".





وأوضح أن الهدف العام لحركة (BDS) هو الامتناع عن المشاركة في أي حدث أو نشاط حصل على دعم مؤسسي إسرائيلي، حتى يتم وقف الاستيطان والفصل العنصري".





وأشار البرغوثي أثناء المداخلات، إلى أن "نظام القمع الإسرائيلي ليس فقط عدو الفلسطينيين، بل هو عدو شعوب المنطقة بأسرها". لذلك دافع البرغوثي عن نهج متعدد الجوانب لمقاومة أو معارضة سياسة الاحتلال الاسرائيلي التمييزية كهدف مشترك.





وفي رده على سؤال حول اتفاقية "إعلان النوايا" بين الأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي "الكهرباء مقابل الماء"، وكيف يمكن للمجتمع المدني أن يؤثر على التغيير عندما يحدث التطبيع على المستوى السياسي الأعلى؟ أشاد البرغوثي بالأردنيين على وجه الخصوص قائلا " لقد خرج قطاع عريض من المجتمع إلى الشارع رفضا لهذه الاتفاقية، وخروجهم للشارع بحد ذاته هو عمل بطولي".





وسلطت روبيو الضوء على "فن الخداع" الإسرائيلي، حيث تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي "دفع أجندة التطبيع في المجتمع الدولي" على كل المستويات، وتسعى جاهدة للحفاظ على قوتها الاستعمارية على الأرض.





وبينت الدور "المنافق" للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتطبيع، حيث أدان الاتحاد الأوروبي علانية الاعتداءات الأخيرة على غزة، ومع ذلك فهو لا يزال مستهلكاً رئيسياً للمنتجات الإسرائيلية.





وعن علاقات الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي واتفاقية "الكهرباء مقابل الماء"، أشار قاسم إلى إصرار الاحتلال على استخدام قناة البحر الميت لتحلية المياه بدلاً من البحر الأحمر، لأن الأخير "سيعطي إسرائيل معاملة متساوية".





وبحسب قاسم، في هذه الحالة "التطبيع مع إسرائيل يعني تفوقها"، وأضاف "في العلاقة بين الكيان الإسرائيلي وأي دولة عربية ذات سيادة هي علاقة ليست بطبيعية وفيها أفضلية لهم على حساب الدولة الأخرى، وهذا يتفق مع الصهيونية التي قامت على أساس مبدأ أفضليتهم على الجميع"، وأشار إلى أنه "بعد اتفاقية كامب ديفيد، أصبحت قوانين المقاطعة في الدول العربية حبراً على ورق، لكن ما زالت بعض الدول العربية تلتزم بها مثل سوريا ولبنان وتونس".





وفي مداخلة للكاتبة الصحفية، لميس أندوني، أكدت على دور حركة (BDS) في "محاربة عجز الاحتلال ضد المُحتل"، وعلى أهمية تسليط الضوء على كل نجاح، لإحياء الأمل بين الشعب الفلسطيني. وتحدثت عن مخاطر قيام الأردن بربط الموارد الاقتصادية بدولة الاحتلال، ووضع أمن الطاقة وأمن المياه تحت سيطرة الاحتلال.





وفي الختام تحدث المشاركون عن الخطوات الإيجابية التالية. وشدد البرغوثي على أن "المهم الآن هو محاربة اليأس والإصرار على الأمل، وباستطاعتنا تغيير الواقع".





وخلص قاسم إلى أن حركة (BDS) هي احدى النضالات ذات المغزى الوحيد المتبقية، وتستحق الدعم لأنه ليس لأنها حركة أخلاقية ولكنها أيضاً حركة قانونية تلتزم بالقوانين الدولية للدفاع عن النفس في دفاعها عن الشعب الفلسطيني".






تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير