عينٌ على القدس يرصد تصاعد اعتداءات الاحتلال على الأقصى وتحريضه لزيادتها

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن- سلّط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني الاثنين، الضوء على تصعيد اعتداءات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك وتحريض المستوطنين والمتطرفين على مزيد من الانتهاكات له.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد لقيام جنود الاحتلال بإعدام شاب مقدسي بالرصاص في منطقة باب العمود بالقدس المحتلة، ما يظهر وحشية الاحتلال وعدم احترامه لأي حق من حقوق الإنسان.
وقال التقرير إن جيش الاحتلال نشر فيديو قال فيه بأن الشاب حاول القيام بعملية طعن ضد مستوطن، وبعدها أطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه ووقع أرضاً، ولم يشكل أي تهديد عليهم، ورغم ذلك استمر جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص عليه ومنعوا طواقم الإسعاف من الاقتراب منه، وتركوه ينزف حتى استشهاده.
المقدسي فؤاد العباسي الذي شاهد عملية إطلاق النار، قال إنه شاهد الشاب "مرمياً على الأرض، وقام برفع نفسه قليلاً وكان صاحياً، ومن ثم اتى المجند والطلق نحو خمس رصاصات عليه ما أدى إلى استشهاده".
وأضاف: "كان بإمكانهم اعتقاله وعدم قتله" مؤكدا ان ما حدث كان إعداماً.
وأوضح التقرير بأن قوات الاحتلال قامت عقب الحادث بإغلاق أبواب البلدة القديمة في القدس وأبواب المسجد الأقصى المبارك، وألقوا القنابل الصوتية صوب المتواجدين في منطقة باب العمود واعتدوا عليهم. ولفت إلى أن هذا التصعيد الأمني من قبل الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة رافقه تصعيد ديني وسياسي بعد أن قام وزير الشؤون الدينية الإسرائيلي ماتان كاهانا بإشعال شمعة الحانوكا الخاصة بعيد الأنوار اليهودي عند مدخل المسجد الأقصى المبارك، محرضاً المتطرفين اليهود على تكثيف اقتحاماتهم لأولى القبلتين، في الوقت الذي اقتحم المئات منهم المسجد تحت حماية شرطة الاحتلال.
وأشار التقرير إلى أن عيد الأنوار اليهودي كان نقمة على أهالي القدس العتيقة كباقي الأعياد اليهودية، حيث جابت مسيرات استفزازية من قبل المستوطنين شوارع البلدة تحت حراسة جنود الاحتلال، ما ترك أثراً سلبياً كبيراً على تجار البلدة القديمة وروادها، بسبب إجبار التجار على إغلاق محلاتهم بسبب مضايقات المستوطنين لهم، بحسب ما قال التاجر المقدسي خالد تفاحة.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو بالكاتب والمحلل المقدسي عبد اللطيف غيث، الذي أوضح أن الممارسات والإجراءات التهويدية الإسرائيلية في كافة المجالات والمستويات تعاظمت بعد "صفقة القرن" التي تحدث عنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وأشار إلى أن جميع الإجراءات والممارسات في القدس تصب في النهاية في هدف واحد، وهو خلق تغيير نوعي في القدس، بحيث تصبح مدينة يهودية، وأن مصادرة الأراضي وما رافقها من بناء للمستوطنات الجديدة، يعتبر تصعيدا خطيراً، كما ان زيادة عدد الاعتداءات والاقتحامات وتزايد أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك دليل على ذلك. وقال غيث إن هنالك تطوراً نوعياً جديداً يتمثل بفكرة "الهيكل المعنوي"، قبل الوصول إلى بناء الهيكل المزعوم على أرض الواقع، وتتضمن هذه الفكرة عملية تثقيفية ومشاركة واسعة جداً من اليهود في أداء الطقوس الدينية مختلفة الأشكال، ومن الأمثلة على ذلك "السجود الملحمي والصلاة الصامتة وترديد النشيد القومي وتقاليد الزواج ورفع العلم الإسرائيلي". وأضاف بأن لجنة التعليم في الكنيست اتخذت قراراً بأن تكون اقتحامات الطلاب للمسجد الأقصى منظمة وجزء من البرنامج المدرسي للمدارس اليهودية، ما يعني أن المسجد سيتعرض لاقتحامات بعشرات الآلاف. وأكد بأن هذا التطور يأتي في ظل سياسة رافضة للاستجابة لأي ضغوطات سياسية وأي محاولة للالتزام بالقوانين الدولية والعمل السياسي، وأن جميع محاولات الضغط على إسرائيل لردعها عن الإقدام على عملية تهويد المدينة وبناء الهيكل المزعوم باءت بالفشل، لأن طبيعة هذا الكيان مبنية على رفض الشرعية الدولية.
وبين غيث بأن هذا التصعيد يواجه بصمود ورفض مطلق على الجانب الشعبي، رغم كثرة الاعباء والضغوطات على المواطن المقدسي، ما يحمله فوق طاقته، ويدعوه إلى الاستغاثة. وأضاف بأن الاحتلال استطاع التهويد على الأرض وبناء المستوطنات والمشاريع وفرض النظام الإسرائيلي على المواطنين، ولكنه لم يستطع اختراق انتماء المواطنين المقدسيين لوطنهم ولعقيدتهم ومبادئهم، وأنها تعمل حالياً على برنامج لاختراق هذا الأمر لأنه يعيق عمل الاحتلال في تحقيق أهدافه.
--(بترا)


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير