الأسير العارضة: لم نتعرض للوشاية من أحد
نبأ الأردن-أكد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين رسلان محاجنة، أن الوضع النفسي والمعنوي والجسدي للأسير محمود العارضة جيد جداً.
وفي أعقاب زيارة استمرت لأكثر من ساعتين في سجن “الجلمة” اليوم الجمعة، قال المحامي محاجنة، إن الأسير العارضة جدد التأكيد خلال الزيارة أن الأسرى الذين تمكنوا من انتزاع حريتهم من سجن “جلبوع” لم يطلبوا المساعدة من أي أحد في الداخل قبل أن يتم الإعلان عن تمكنهم من انتزاع حريتهم، لعدم التأثير على المواطنين وللحيلولة دون تحميلهم مسؤولية جنائية.
وقال الأسير العارضة: “لم يخنا أحد من مواطني الـداخل، وسعي سلطات الاحتلال خلال التحقيق للزج بمواطنين من الناصرة على أنهم من قاموا بالوشاية عن الأسرى الستة غير صحيح، ولا يتعدى كونه أسلوب مخابرات لزرع الشك والفتنة”.
وأوضح الأسير محمود العارضة، أن اعتقاله مساء يوم الخميس، التاسع من الشهر الجاري، كان عن طريق الصدفة، حيث لمحهم أفراد دورية لشرطة الاحتلال مرت من منطقة الوادي القريب من حي الفاخورة بمنطقة جبل القفزة بالناصرة.
ونفى العارضة ما يتردد في الإعلام العبري حول إعادة تمثيل عملية انتزاع الحرية، مؤكدا أن كل ما ينشر في هذا الإطار هو كذب وتشويه للحقيقة.
وثمن الأسير الحراك الشعبي والهبة الجماهيرية التي تلت عملية انتزاع الحرية، وكذلك وحدة الشعب الفلسطيني حول قضية الأسرى في سجون الاحتلال، بالضفة الغربية وقطاع غزة ومدن وبلدات الداخل ومخيمات الشتات في الخارج.
وقال: “إذا استطعت تحريك الشارع وتوحيده حول قضية معينة، فهذا بالنسبة لي إنجاز حتى لو أعيد اعتقالي”.
وخلال لقاء المحامي، أشار الأسير محمود العارضة إلى أنه ارتدى خلال فترة حريته التي انتزعها، جرابا من ابنة شقيقته وقميصا من ابن شقيقه، وكان يحمل علبة عسل كان سيهديها لوالدته.
ووجه الأسير، من خلال المحامي، رسالة لوالدته، أكد فيها أنه حاول المجيء لعناقها لكن الله قدّر غير ذلك.
وجاء في الرسالة: “أنتِ في القلب والوجدان وأبشرك بأني أكلت التين من طول البلاد، والصبر والرمان، وأكلت المعروف والسماق والزعتر البري، وأكلت الجوافة بعد حرمان 25 عاما، وكان في جعبتي علبة العسل هدية لك.
تنسمتُ الحرية ورأينا أن الدنيا قد تغيرت، وصعدت جبال فلسطين لساعات طويلة، ومررنا بالسهول الواسعة، وعلمت أن سهل عرابة بلدي، قطعة صغيرة من سهول بيسان والناصرة”.
وأوضح محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين رسلان محاجنة، أن الأسير محمود العارضة شخص قوي ويحمل صفات القائد، وكل كلمة ينطقها موزونة، ونقل الرسائل بلغة أدبية قوية وبشكل ارتجالي.
وأضاف في تصريحات صحفية: “محمود إنسان قوي ومعنوياته عالية، وغير نادم على ما حصل، وقد أبدى اهتماماً كبيراً بأحوال الأسرى بعد عملية انتزاع الحرية، وسـأل عن مصيرهم والعقوبات التي فرضت عليهم”.
وبيّن المحامي محاجنة أن جلسة جديدة ستعقدها محكمة الاحتلال يوم الأحد المقبل لتمديد اعتقال الأسرى الأربعة الذين انتزعوا حريتهم وأعيد اعتقالهم.
وتوقع أن تنتهي المحاكمة بتوجيه لائحة اتهام لهم تتعلق بـ”هروبهم من سجن جلبوع، وبموجب ذلك ستضاف فترة اعتقال إضافية إلى أحكامهم السابقة”.
وأشار في هذا السياق، إلى أن الحكم الجديد لن يترك أثرا نفسيا أو معنويا على الأسرى الذين أعيد اعتقالهم، لا سيما أن ثلاثة منهم يقضون أحكاما بالمؤبدات ومدى الحياة.