بشير المومني يكتب : حول مذكرات سياسيي الاردن ..

{title}
نبأ الأردن -





يبدو انها محاولة للبحث عن مكان تحت الشمس .. مذكرات تتحدث عن تفاصيل لا تعني جيل اليوم بشيء ولا تسمن ولا تغني من جوع ولربما لن يقرأها احد وحتى لو قرأت فهي لا تقدم محتوى منتج ولا تعدو كونها قصص سردية لشخص شهد وقائع ضمن منظومة ضخمة .. حقيقة لا اجد لهذه المذكرات أي قيمة مضافة والاسوأ من ذلك كله انها تقدم لتفسيرات ضعيفة واهية لاحداث عامة يتم فيها اسقاط فهم العنصر والجهد الشخصي على الوقائع وفصول التاريخ الأردني وفيها ما فيها من مبالغات الذات وتضخم الأنا بطريقة مضحكة ..





دولة احمد اللوزي رحمه الله تعالى كان من رجالات الرعيل الاول الذين عاصروا بناء الدولة الاردنية لحظة بلحظة وعاصر الملك المؤسس عبدالله الاول مرورا بالملك طلال أبو الدستور معايشا للحدث الاضخم بالدولة الأسطورة الملك حسين طيب الله ثراه وانتهاء بالملك عبدالله الثاني اطال الله في عمره وعندما كنت اجالسه رحمه الله تعالى وألح عليه بضرورة كتابة مذكراته كان يجيبني بالرفض ويقول سنذهب ويأتي جيل هو فقط من يحق له محاكمة ما انجزنا .. لا اعتقد ان جميع من اتحفنا بذكرياته هذه الايام قد يتجاوز عمق واطلاع شخصية مثل دولة العم ابو ناصر رحمه الله .. بجميع الاحوال كان يذوب في الاردن ويحدثني عن فلسفة الدولة وسياساتها وقيمتها الوجودية ولم يتحدث لي يوما عن مرحلة تاريخية بمفهوم الأنا نهائيا رغم انه كان جزء من صناعتها .. هو من مدرسة وصفي بالتأكيد ومشبع بالعروبة





صدقوني معظم ما نقرأ اليوم من مذكرات لا تتجاوز الهراء المعرفي او حتى السردي الذي يشوه صورة الدولة لا سيما في محطات الاسقاط الشخصي لفهم الحدث وأكاد أشك أن الدولة الأردنية بمثل ما يرد من تصوير سخيف في الرواية المقدمة من هؤلاء وصدقوني أيضا إن كان ما قدموه هو ما حصل معهم فعلا - لا ما حصل بالحدث نفسه - فهو يشير الى مدى سطحية علاقتهم مع وصف ماهية الدولة ويشي بأنهم كانوا ابعد ما يكون عن مطبخ صناعة قرار الدولة حتى لو كان احدهم رئيسا او وزيرا .. سأختصر المسافات وأقول هنالك ما يسمى ( الدولة العميقة ) وقد يكون اصحاب المذكرات قد اشتبكوا معها سلبا وايجابا وهنالك ما يوصف بأنه ( الحلقات الضيقة ) وقد يكون احدهم قد اقترب منها او حتى كان جزءا منها لفترة محددة لكن بالتأكيد هنالك شيء اسمه ( الحلقات العميقة ) من الواضح انهم لا يعلمون شيئا عنها ..





المحامي بشير المومني


تابعوا نبأ الأردن على