ما هي الإجراءات التي سيخضع لها الأسرى بعد اعتقالهم؟
نبأ الأردن-تفاعل الفلسطينيون في كل أماكن تواجدهم مع خبر تحرر ستة أسرى من سجن جلبوع بواسطة نفق حفروه، وبعد إعادة اعتقال 4 منهم يتابع الفلسطينيون باهتمام ما هو المتوقع أن تتخذه مصلحة سجون الاحتلال بحقهم، بعد أن أربكوا منظومة الأمن الإسرائيلية وجعلوا منها محل استهزاء وسخرية.
ويقول الباحث في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إنه من الملاحظ أن الاحتلال اعتقل أربعة منهم ويتعامل معهم عقلية إسرائيلية إجرامية في التعامل مع الأسرى خاصة وأنهم كسروا هيبة "إسرائيل" من خلال انتزاعهم حريتهم من خلال نفق في السجن الأكثر تحصينا في "إسرائيل".
وأضاف: العقلية الإسرائيلية انعكست على طريقة التعامل مع الأسرى الأربعة خلال عملية الاعتقال، حيث لوحظ استخدام القوة المفرطة والعنف ضدهم ونقلهم إلى مركز تحقيق الجلمة.
وبحسب فروانة، فإن الاحتلال سيعرض الأسرى لعمليات ضغط وقمع وتعذيب شديد، ومنعهم من زيارة ذويهم ومحاميهم، وسط مخاوف وقلق على صحتهم في ظل التجارب السابقة التي تشير إلى أن قوات الاحتلال تنقلهم للتحقيق وتمارس بحقهم أبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي للضغط عليهم، في محاولة للحصول على معلومات عن المطاردين الآخرين أو الحصول على باقي رموز عمليتهم التي لم يحلها الاحتلال بعد.
وأردف الباحث في شؤون الأسرى لـ"شبكة قُدس": "إسرائيل" تتعمد تحويل الأسرى إلى زنازين ضيقة ومنفردة تحت الأرض وتفريقهم للضغط عليهم ومحاولة إحباطهم، وفي محاولة لكسر إرادتهم، وهذا يستدعي القلق المتزايد على حياة الأسرى الأربعة.
وحول تفاصيل التحقيق، قال: هناك اختلاف نوعي وجذري يعتمد على طبيعة القضية، فالتحقيقات العادية تسير بشكل تدريجي مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الحدث، ولكن في حالتهم يتم مواجهتهم بالعنف الشديد والضغط والعزل الذي قد يطول لأشهر وربما سنوات والترهيب والتهديد.
ويضيف: تمارس قوات الاحتلال التعذيب الشديد بحقهم منذ اللحظة الأولى لاعتقالهم بالنظر إلى طبيعة القضية، حيث إنها شكلت صدمة لإدارة السجون وكل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، التي هي الآن هي بحاجة إلى معرفة كامل التفاصيل ذات العلاقة، والثغرات التي استغلها الأسرى، ومن المرجح جدا اللجوء إلى التحقيق العسكري.
ويرى فروانة، أن ما يفعله الاحتلال هو محاولة للانتقام من الأسرى وعقابهم ومحاولة ردع باقي الأسرى بشكل جماعي لضمان عدم تكرار ما حدث وعدم دفع الأسرى إلى تكرار هذه العمليات، "وبالتالي بتقديري ستبقي الأسرى الأربعة لفترات طويلة في العزل بجانب الكثير من الإجراءات العقابية، مثل الحرمان من الكنتينا والخروج للفورة.
ويوضح: ضخامة الحدث فرضت على إدارة السجون التوجه نحو اتخاذ المزيد من الإجراءات في محاولة لتقديم الأسرى على أنهم مهزومين وبث الصورة للإعلام والجمهور الإسرائيلي، وهو ما يجب الحذر منه بحسب فروانة، الذي أكد أن الاعتقال لا يقلل على الإطلاق من الانتصار الذي حققه الأسرى الستة.
يوم أمس، مددت محكمة الاحتلال في مدينة الناصرة المحتلة، التحقيق مع أسرى عملية نفق الحرية الأربعة الذين أعيد اعتقالهم حتى تاريخ 19-9-2021.
ونقلا عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن التمديد جاء بدواعي التحقيق في شبهات "الهروب، التخطيط للقيام بأعمال مقاومة والعضوية في تنظيم محظور"