على هامش "أزمة الكرسي" .. ميسر السردية تكتب : … مرة من المرات

{title}
نبأ الأردن -


ليست قصة من نسج الخيال, إنما كانت حركة الاحتجاج الرسمية الأولى في حياتي , كان ذلك عندما دخلت الصف الأول ابتدائي في أول خطواتي على دروب التعليم والتلقين في عالم المدارس.
لا أدري ما الذي لم يعجبني في الفصل, حينها أهن التلميذات أم المقعد المخصص لي في الزاوية الأخيرة والذي لم يراعى فيه قصر قامتي وحجمي الذي لا يتجاوز حبة الفستق.
حدقت من الباب في عالمي الجديد بعض الوقت , ثم قفلت حاملة حقيبتي دون أن التفت وقصدت الصف الثالث الابتدائي,جلست في المقعد الذي وقع عليه اختياري, أخرجت كتابي عندما دخلت المعلمة وفتحته رافضة الاستجابة لها أو لمعلمتي التي لحقت بي لإعادتي إلى صفي , كنت أتشبث بقوائم المقعد مطلقة زوامير الصراخ كلما شعرت باقترابهن من المكان خشية نقلي بالقوة " من هالمراح ما في رواح" .
مرت فترة , قد تكون بضعة أيام بدون فائدة, حيث فشلت كل وسائل الإقناع السلمي الذي كان يستحيل معه استعمال العصا وذلك لوجود تنبيه بعدم ضربي لأسباب إنسانية من جهة و لصغر سني من جهة أخرى , حتى خطرت في بال معلمتي على ما أعتقد فكرة حلت الإشكال حين دخلت مبتسمة ,ناولتني لفة زيت وزعتر بيد وقادتني باليد الأخرى إلى صفي دون أن أنبس ببنت شفة متنازلة عن المقعد الذي ناضلت للتمسك به طيلة مامضى من وقت …. حقيقة لليوم أجهل على ماذا احتججت فعليا , ولليوم استغرب انهيار مقاومتي أمام رشوة تتعلق بمسالك الأمعاء تكبل حرية القرار أولا تشرح لي على الأقل أهمية الفروقات بين المقاعد…!!!


تابعوا نبأ الأردن على