حمادة فراعنة يكتب : تحولات أميركية

{title}
نبأ الأردن -

الحلقة الثالثة





لم تقتصر الانتخابات الأميركية يوم 3/11/2020 على انتخابات رئاسة الجمهورية، بل شملت: 1- ثلث أعضاء مجلس الشيوخ الفدرالي أي 33 عضواً، 2- كامل أعضاء مجلس النواب الفدرالي أي 435 عضواً، 3- انتخابات مجالس ولائية أسوة بما هو عندنا في الأردن مجالس المحافظات.
في فلسطين احتفلت رام الله، كما هي واشنطن ونيويورك مع تدفق المعلومات عن نتائج الانتخابات الأميركية المتعددة، وكأنها انتخابات فلسطينية العنوان والمضمون والهدف، والسؤال لماذا عم الفرح لدى الفلسطينيين؟؟.
عم الفرح فلسطين لسببين:
الأول فشل ترامب وهزيمته، لأنه شكل عنواناً عدوانياً متطرفاً ضد الشعب الفلسطيني والتطاول على حقوقه الوطنية المشروعة، عبر الإجراءات التي اتخذها ضد فلسطين المتمثلة: 1- إقفال السفارة الفلسطينية في واشنطن، 2- إقفال القنصلية الأميركية في القدس، 3- حجب المساعدات المالية عن الأونروا، وجعلها عاجزة عن تأدية وظائفها المعيشية والإنسانية نحو اللاجئين الفلسطينيين، 4- وقف المساعدات المالية عن السلطة الوطنية، 5-الاعتراف بالقدس عاصمة للمستعمرة، 6- نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، 7- إعلان مبادرة صفقة القرن بالشراكة مع نتنياهو بما يتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني واستعادتها.
هزيمة ترامب سبب كافٍ لفرح الفلسطينيين وانفعالهم بما تم لأن هزيمته فشل لكل عناوين السلوك العدواني الذي مارسه كشريك لحكومة المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني، بما يتفق مع توجهات التيار السياسي الإسرائيلي المتطرف، وتوجهات التيار الديني اليهودي المتشدد، المنسجمة مع التيار اليميني الأميركي الجمهوري المحافظ، والمتفقة مع التيار الديني المسيحي الإنجيلي.
ثانياً نجاح عدد من الشخصيات الأميركية الفلسطينية الشابة في عدة مواقع وولايات وفي طليعتها
1- إعادة انتخاب رشيدة طليب لدورة ثانية لمجلس النواب الفدرالي.
2- انتخاب عدد من الفلسطينيين لمجالس الولايات المحلية وهم: أ. إيمان جودة في ولاية كولورادو، ب. أثينا سليمان ولاية أريزونا، ج. فادي قدورة ولاية أنديانا، د. إبراهيم سُميرة ولاية فرجينيا.
3- انتخاب عدد من النواب المؤيدين للقضية الفلسطينية لدى مجلس النواب الفدرالي وهم: أ. إلهان عمر، ب. كوري بوش، ج. الكساندريا كورتز، د. إيانا بريسلي، هـ. مونديرا جونز، و. جونز بومان، ز. مارس نيومان.
4- نجاح عدد من الأميركيين المسلمين المؤيدين لقضية الشعب الفلسطيني على مستوى البرلمانات المحلية للولايات وهم: أ. هودن حسن، ب. محمد نور، ج. عمر فاتح، وحصيلة كل ذلك تطور غير مسبوق في الجهد والعمل ونجاح الحضور الفلسطيني مع العربي والإسلامي داخل الولايات المتحدة مما يفتح بوابات جديدة للتأثير الفلسطيني والعربي والإسلامي في أمريكا.
هذه المعطيات شكلت دوافع الفرح الفلسطيني وهي مقدمات ستتلوها نتائج على أثر الدور الذي لعبته المؤسسات الفلسطينية إلى جانب المؤسسات العربية والإسلامية، ودورها في رسم نتائج الانتخابات الأميركية الرئاسية والبرلمانية بمستوياتها المختلفة.
ولأهمية ذلك يمكن التدقيق في تقارب أرقام المتنافسين ونسب نجاحهم، ليكشف أهمية أصوات الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية في حسم النتائج لصالح بايدن والديمقراطيين، حينما تظهر أن 70% من أصوات المسلمين ذهبت لهم، 80 ألف عربي صوتوا لصالح بايدن في ولاية ميشيغان، وبرز أهمية التصويت الفلسطيني والعربي والإسلامي المماثل لدى الولايات المتأرجحة: ميشيغان، ويسكونسن، فلوريدا، تكساس وبنسلفانيا، كما أن النشاط الفلسطيني والعربي والإسلامي وفعاليتهم لم يقتصر على التصويت لصالح بايدن ومرشحي الحزب الديمقراطي بل شمل جمع التبرعات والاتصالات لحث الناخبين، وتم ذلك كله على خلفية اتفاقات تمت مع ممثلي الحزب الديمقراطي، مقابل تحقيق خطوات وأهداف سياسية وتنظيمية داخل الولايات المتحدة، ونحو القضية الفلسطينية.
إنها بداية جديدة مشجعة سيكون لها ما بعدها من خطوات مستقبلية.


تابعوا نبأ الأردن على