عدنان الروسان يكتب : الرئيس يهدد … نحن الشعب يا دولة الرئيس .. فلا تهددنا .. !!

{title}
نبأ الأردن -





في الأخبار أكّد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أن الدولة الأردنية والحكومة تعمل دوماً على التصدّي لكل من يستهدف زعزعة الأوضاع الأساسية لمجتمعنا وموروثنا القيمي والديني والثقافي "وهذا أمر لا نقبل به وهو خط أحمر نتصدى له" وأننا في ذات الوقت نتصدى بنفس الحزم والحسم لمن يستهدف أن يثير أجواء مرتبطة بتهديد سلامة وحياة الناس ، و ستتم ملاحقة كل من يستثير بعض الغرائز الأساسية التي لا صلة لها بالدين و لا بموروثنا القيمي و الإجتماعي و لا بكوننا دولة مؤسسات هو أمر سنتصدى له بذات الحزم لمن يستهدف زعزعة أوضاع مجتمعنا و من يمس ثوابتنا الوطنية العامة و ثوابتنا الدينية و الثقافية والحضارية .
و زاد على ذلك الكثير و بنفس النبرة و الاتجاه و تهديد من يتنمر على الدولة دون أن يشرح لنا حصة التربية الوطنية كي نفهمها و نعمل بمقتضاها ، فنحن لم نفهم و أنا اتحدث باقصى درجات الجدية هنا و أسأل لمن موجه هذا الخطاب و ما هو الهدف الذي يريد أن يصل اليه الرئيس و من هو الذي يتنمر على الدولة ، الدولة هي من يملك الأمن و الدرك و الجيش و القوة و المال و الأدوات كلها فمن هو الذي يتنمر على الدولة إلا اذا كان دولة الرئيس لا يريدنا أن ننتقد الهنات و الأخطاء و الخطايا التي يرتكبها الوزراء و الوزيرات و المسؤولون و المسؤولات و يريدنا أن نرى العوج و نسكت عليه.
دولة المؤسسات و دولة القانون لا تخاف ممن يتحدثون و يكتبون ضد سياسات الحكومة و الدولة ، و دولة المؤسسات و دولة القانون لا تتنمر على المواطنين و لا تقوم بالتهديد العشوائي غير المفهوم ، و ماذا يمنع الرئيس أن يقول لنا ماذا يزعجه حتى نفقه ما يقول و بدل أن يوجه دولة الرئيس خطاب التحدي و الكراهية ضد المواطنين ليتحدث الى الوزراء و المسؤولين الذين لا يعملون و الذين يتبغددون بأموال الشعب برواتب عالية و حوافز و سيارات و سواقين و غير ذلك مما يقال و مما لا يقال بدل أن يوجه هذه الرسائل للمواطنين و كأنهم لاجئون متسولون على ابواب الحكومة.
نحن الشعب يا دولة الرئيس We the people of Joradn إن كنت تريد أن تعرف كيف تكتب " نحن الشعب " بلغات الحرية و الديمقراطية ، نحن الشعب يادولة الرئيس الذي يدفع راتبك من عرق جباهنا و قوت اطفالنا و حليب صغارنا و دواء شيبنا و عجائزنا و دموع فقرائنا و جياعنا ، نحن الشعب يا دولة الرئيس ، الصابر المرابط على ثغور الفقر و الحاجة و الحاويات و المعاناة بينما وزراءك يعيشون حياة النعيم المقيم ، نحن الشعب يا دولة الرئيس الذي يعض على الجرح و يموت كل يوم مائة مرة و هو يرى الوطن نهبا للبغاث الذي في ارضنا يستنسر ، نحن الشعب يادولة الرئيس الذي قتلت بعض ابناءه لقلة الأكسجين في المستشفيات و كاد يموت بعضه يوم وقف عصفور على سلك كهرباء فانقطعت الكهرباء على الوطن كله ، و يوم صرفتم عشرات ملايين الدنانير على مفاعل نووي بينما نحن بحاجة لمخبز و مصنع ، نحن الشعب يادولة الرئيس نموت عطشا بينما تعطون مياه الديسة هبات للمتنفذين و تبنى البحيرات في الجنوب لأصحاب الشأن و نحن نصلي تيمما و نستحم ببقايا ما يفيضون علينا مما رزقتموهم .
ليس نحن من نتنمر على الدولة يا دولة الرئيس بل الدولة و الحكومة هي من يتنمر علينا و تذيقنا أشد العذاب حتى بات الناس بلا فرح و لا أمل ولا مستقبل ، هل تستطيع يادولة الرئيس أن تعدنا اي وعد بتحسن الأحوال ، اي شيء تريد بعد سنة ، بعد سنتين ، بعد ثلاثة ، انت و الدولة لا تقدرون على شيء و فوق هذا تأتي للتنمر علينا و تشعرنا بالذل و الهوان و الضعف و تهددنا و نحن الشعب و أنت الموظف عندنا ، صرنا نحن العبيد و أنت السيد ، أنت الشعب و نحن الموظفين بلا رواتب ، نحن البدون و انتم الحاكمون الآمرون و الناهون و ما علينا الا أن نصمت و نسكر اثمامنا لأننا لسنا نحن الشعب بالنسبة لكم …
لكن مرة أخرى يا دولة الرئيس …نحن الشعب و أنت تطيح بكل القيم الديمقراطية و الحريات العامة و معاني الديمقراطية بهذا التهديد غير المفهوم …
adnanrusan@yahoo.com


تابعوا نبأ الأردن على