جرعة لقاح مُعزّزة والمسؤولية على المواطن .. فماذا يقول الطب؟
نبأ الأردن - أصدرت وزارة الصحة تعميماً بأنها ستقوم بإعطاء "جرعة معززة" من لقاح فايزر-بيونتك لمن تلقى جرعتين من مطعوم سينوفارم الصيني، وذلك "للمواطنين الذين سجلوا على منصة استقبال طلبات الأردنيين المقيمين والعاملين في الخارج لغايات الدخول إلى بعض الدول".
وهنا، قامت "نبأ الاردن" بأخذ مجموعة من الآراء الطبية بهذا الخصوص وتوضيح ماهية المغامرة بالتوقيع على تعهد خطي بتحمل المسؤولية الكاملة عن اي مضاعفات طبية، وهل هناك دراسات علمية أثبتت نجاعة ذلك.
**علاوي: اجراء غير صحيح من قبل "الصحة"
المدير السابق لمستشفى عمان الميداني، الدكتور خلدون علاوي، تساءل حول اخلاء وزارة الصحة مسؤوليتها عن اعطاء الجرعة الثالثة من لقاح فايزر، مؤكداً بأنه اجراء غير صحيح وعليها توضيح فيما اذا كان هناك دراسات علمية اثبتت نجاعة الجرعة الثالثة، أو الخلط منذ البداية بين لقاح"سينوفارم"، و"فايزر".
وقال:" على الحكومة البحث عن طريقة اخرى غير الجرعة المعززة التي سيتلقاها المواطن ويتحمل على اثرها اي مضاعفات طبية قد تحدث، كتوقيع اتفاقية اخرى مع دول الخليج للسماح للأردنيين بدخول اراضيها، أو إجراء فحص طبي اضافي".
** الطراونة: على الصحة التريث قبل اخلاء مسؤوليتها الطبية
في سياق متصل، شدد طبيب الأمراض الصدرية والتنفسية وأمراض النوم، الدكتور محمد الطراونة، بأن منظمة الصحة العالمية الى الآن لم تجيز المزج بين اللقحات ولا يوجد رأي عالمي رسمي موحد حول ذلك حيث وصفته بالخاطئ والفوضوي"، أو حول اعطاء جرعة ثالثة معززة".
ودعا الطراونة وزارة الصحة الى ضرورة التريث قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة التي أخلت فيها مسؤوليتها الطبية، لافتا الى ان هناك بعض من دول العالم أصبحت تتجه للخلط بين بعض المطاعيم؛ لأن لديها بيانات تؤكد ان اللقاح غير المتجانس يزيد الحماية من المتحور"دلتا".
ونوه بالقول:"لا دليل علمي عالمي على مدى فعالية و أمان إعطاء جرعة معززة، ولا بين الخلط بين لقاحي"سينوفارم"، والمطاعيم الاخرى، رغم ان هناك دراسة كندية اثبتت نجاعة الخلط بين لقاحي"استرازينيكا"، و"فايزر".
** المطالقة: التعهد إجراء مقبول طبياً وأخلاقياً
من جهة أخرى، خالف استاذ علم الأمراض والمختبرات في كلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور اسماعيل المطالقة، آراء الأطباء السابقين، حيث أكد أن التوقيع على تعهد خطي من قبل المواطن بتحمله لاي مضاعفات قد تحدث جراء الجرعة المعززة، هو إجراء روتيني كونه سيتم اخذه بشكل طوعي من قبل الاشخاص الراغبين بذلك لغايات العمل او السفر الى الخارج.
ولفت الى ان ذلك لا يعني أن وزارة الصحة تخلي مسؤوليتها حيال ذلك، حيث ان الخلط بين اللقاحات بشكل عام اصبح اجراء ممارس عالمياً ومقبول وتم نشر العديد من الابحاث العلمية في مجلات طبية رصينة ومحكمة حول ذلك ولم يسجل نتيجة ذلك اعراض جانبية شديدة أو خطرة، وكان هذا الخلط بين اللقاحات يركز بشكل رئيسي على لقاحات فايزر واسترازينيكا.
وختم بالقول:"التعهد باعتقادي اجراء مقبول طبيا وأخلاقيا كونه لا توجد دراسة علمية موثقة ومنشورة في حد علمي للخلط بين لقاحي"سينوفارم" وفايزر، وكون تلقي هذا اللقاح بناء على طلب أو رغبة من الاشخاص أنفسهم."
