العالم يحتفل باليوم الدولي للأرامل
نبأ الأردن- يحتفل العالم يوم غد الأربعاء (23 حزيران 2021) باليوم الدولي للأرامل تحت شعار “نساء خفيات.. ومشاكل خفية”، كون فقدان الشريك هو خسارة مدمرة لا بل خسارة مضاعفة على النساء الأرامل في كفاحهن لتأمين الاحتياجات الأساسية وحماية حقوقهن وكرامتهن. وخصص هذا اليوم إعترافاً من الأمم المتحدة بما تعانيه الأرامل بعد وفاة أزواجهن، بغض النظر عن أعمارهن أو اماكن تواجدهن، من فقر وعنف وحرمان وتهميش، وبما ينعكس على حياتهن وصحتهن ومستقبلهن ومستقبل اولادهن، في ظل مجتمعات ترتبط فيها مكانة النساء الاجتماعية بمكانة ازواجهن وحضورهم.
258 مليون أرملة في جميع أنحاء العالم 10% منهن يعشن في فقر مدقع
وأشارت جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن جائحة كورونا زادت من أعداد الأرامل كون الوفيات بين الرجال بسبب الفيروس هي أعلى من وفيات النساء، كما وتؤكد أرقام الأمم المتحدة على وجود 258 مليون أرملة في جميع أنحاء العالم يعيش 10% منهن في فقر مدقع، وفي ظل جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية المتخذه من تباعد جسدي وإغلاق اقتصادي وحظر تجول، زادت حدة المشاكل التي تعاني منها الأرامل كالعجز عن استخدام الحسابات المصرفية أو استخدام التكنولوجيا واستلام الرواتب التقاعدية أو الحصول على الرعاية الصحية خاصة عندما ترأس النساء الأرامل أسرهن.
285 ألف أرملة و 61 ألف أرمل في الأردن حتى نهاية 2020
هذا ويبلغ عدد سكان الأردن المقدر حتى نهاية 2020 بحدود 10.806 مليون نسمة منهم 5.722 مليون ذكر و 5.084 مليون أنثى، فيما بلغ عدد سكان الأردن لمن أعمارهم تزيد عن 15 عاماً 7.094 مليون نسمة منهم 3.818 مليون ذكر و 3.276 مليون أنثى.
وبحسب الحالة الزواجية، فتبين الإحصاءات بأن هنالك 1718 مليون أعزب و 1.120 مليون عزباء (45% من الذكور و 34.2% من الإناث ممن تزيد أعمارهم عن 15 عاماً)، وهنالك 2.016 مليون متزوج و 1.818 مليون متزوجة (52.8% من الذكور و 55.5% من الإناث)، فيما بلغ عدد الأرامل الذكور 61.09 ألف أرمل و 285 ألف أرملة (1.6% من الذكور و 8.7% من الإناث)، كما أظهرت الإحصاءات وجود 22.9 ألف مطلق و 49.1 ألف مطلقة (0.6% من الذكور و 1.5% من الإناث).
74% من النساء اللاتي يرأسن أسرهن أرامل
كما أظهرت إحصاءات المرأة الأردنية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة لعام 2020 بأن نسبة النساء في الأردن اللاتي يرأسن أسرهن بلغت 17.5% في ارتفاع غير مسبوق، كما اظهر جدول أعداد السكان المقدر والأسر لعام 2020 بأن عدد الأسر في الأردن وصل الى 2.242 مليون أسرة، ومن بينها 392.3 ألف أسرة ترأسها نساء.
وتشير “تضامن” الى الحالة الزواجية للأردنيات اللاتي يرأسن أسرهن، وأغلبهن أرامل (74.7% منهن)، و 11.8% منهن متزوجات ، و 7.5% منهن عزباوات، و 5.8% منهن مطلقات، و 0.2% منهن منفصلات.
إن 94.7% من النساء اللاتي يرأسن أسرهن غير نشيطات اقتصادياً، ويكافحن من أجل تأمين الاحتياجات الأساسية لأفراد الأسرة للحفاظ على حياتهن وصحتهن ومستقبلهن ومستقبل اولادهن، في ظل أوضاع اقتصادية هشة، وفي ظل مجتمعات ترتبط فيها في كثير من الأحيان مكانة النساء الإجتماعية بمكانة ازواجهن وحضورهم.
أكثر من نصف الأرامل في الأردن تعرضن لأحد أشكال العنف من أزواجهن السابقين
من جهة أخرى، فقد أظهرت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية 2017-2018 والصادر عن دائرة الاحصاءات العامة بأن النساء الأرامل والمطلقات والمنفصلات واللاتي أعمارهن (15-49 عاماً) قد عانين من عنف أزواجهن في السابق بأشكاله المختلفة بشكل كبير مقارنة مع النساء المتزوجات واللاتي يعشن مع أزواجهن حالياً.
حيث أفادت 42.7% من الأرامل والمطلقات والمنفصلات بأنه سبق وأن تعرضن للعنف العاطفي، و 42.3% منهن تعرضن للعنف الجسدي، و 13.6% تعرضن للعنف الجنسي. وبشكل عام فقد أفادت 51% منهن بتعرضهن لأحد اشكال العنف أو أكثر مقابل 24.1% من النساء المتزوجات حالياً.
تعاني الأرامل من الاستبعاد والتهميش والنبذ في العديد من الدول
إن الممارسات الثقافية والأعراف في العديد من الدول تضع الأرامل في مواجهة مع مجتمعاتهن إستبعاداً وتهميشاً ونبذاً، ويكون فقدانهن لأزواجهن بمثابة إعلان عن بدء هذه المواجهة التي تجردهن من أغلب مكتسباتهن والتي إرتبط حصولهن عليها بمراكزهن الإجتماعية لمراكز أزواجهن، فيحرمن من الميراث ويتعرضن للإعتداءات الجسدية التي قد تصل لحد القتل، ويجبرن في حالات أخرى على الزواج بأقارب أزواجهن، ويعاني أطفالهن من صعوبات صحية وتعليمية وتضطرهن الظروف ومن أجل إعالة أسرهن للعمل أو دفع أطفالهن للعمل وطفلاتهن للزواج المبكر، إضافة الى المعاناة النفسية والمعاملة القاسية لهن ولأطفالهن.
وتؤكد “تضامن” على الحاجة الملحة للإهتمام بهذه الفئة من النساء والتي أضطرتهن الظروف الى الدخول في نفق مظلم، فالمجتمع الدولي والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني لا تولي العناية الكافية بهن، فلا ترصد أعدادهن وإحتياجاتهن المادية والنفسية، ولا توثق الإنتهاكات التي يتعرضن لها، ولا تعمل على التوعية بمشاكلهن وإيجاد الحلول المناسبة لها، ولا تمكنهن إقتصادياً أو توفر فرص عمل لهن، ولا تعمل على تغيير الصورة النمطية والسلبية السائدة في المجتمع تجاههن، ولا تجعل من حصولهن على فرص التعليم والرعاية الصحية والتأمينات الإجتماعية أمراً سهل المنال.