تحليل حالة للباحث خليل النظامي : نصار هي من افتعلت الشائعة لا الأردنيين

{title}
نبأ الأردن -
تعلمت في فن إعداد "الستوري بورد" أو ما يعرف بـ"سكريبت المقابلة" لـ المقابلات الصحفية أو التلفزيونية، أن اختيار الأسئلة من أهم معايير نجاح العمل الصحفي.

ومن بين الأسئلة هناك ما يعرف بـ سؤال "قنبلة المقابلة" أو "لغمها"، وهو السؤال الذي يركب بهدف كشف أسرار سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية سواء كانت فساد أو تعزيز لـ الضيف، وهذا السؤال عادة لنا حق كـ صحفيين أن نخفيه من الأسئلة التي نرسلها لـ الضيف قبل إجراء المقابلة. 

ومؤخرا وبسبب ثورة الإعلام الرقمي، ظهر مفهوم لسؤال جديد يمكن تسميته بـ "سؤال الترند" ويكون بـ الاتفاق مع الضيف طبعا، وهو سؤال تجاري بحت، ويطرح بهدف صناعة ما يعرف بـ الضجيج الإعلامي عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وهذا فعليا ما حدث في مقابلة الأمين العام للاتحاد الأردني الرياضي سمر نصار، والتي تحولت الى نموذج حي بـ الأمس في كيفية افتعال الضجيج الإعلامي وصولا لـ "الترند". 

وحتى أكون دقيقا ؛ ما حصل مع نصار بالأمس لا يصنف وفقا لـ مفهوم الاشاعة، وإنما يصنف وفقا لـ مفهوم "الشائعة" وصناعة الضجيج، وهناك فرق جوهري بين الاشاعة والشائعة وزملائي الصحفيين والاكاديميين يدركون ذلك جيدا، فضلا عن أن نصار هي من أطلق هذه الشائعة التجارية كما اصفها، واختارت ان تلقي بها على الطاولة كما لو كانت تقدم إعلان تشويقي لفيلم سينمائي تجاري.

وفي مضمون المقابلة، ما قالته نصار لم يكن سوى تلميحات غامضة، وبعض السخرية من سؤال "الترند" عن راتبها - المذيع سأل وأجاب نفسه قبل ان تجيب هههه - المتفق عليه سابقا مع المذيع، ودليل ذلك، أنها لم تصرح بمقدار الراتب الذي تتقاضاه وتركت الساحة مفتوحة لـ الجماهير.

وطبعا ترك السؤال بدون إجابة يعتبر من أهم معايير بناء "الترند" وافتعال الضجيج الإعلامي، ومن الطبيعي جدا، أن هذا سيتبعه استجابة سريعة من الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ويبدأ بالانشغال والتكهن والجدل حول مقدار راتبها الحقيقي. 

وعليه فـ نصار لم تكن ضحية شائعة، بل كانت هي من صنعتها بـ إمتياز وحرفية عالية، كما لو أنها كانت بطلة رئيسية في فيلم تجاري وتسعى لـ الترويج له وجذب الأضواء، خاصة أنها تدرك تماما هي ومن استضافها في المقابلة، أن موضوع الرواتب لـ الشخصيات العامة في أي دولة يعتبر من أبرز الوسائل الناجعة في اشعال فتنة الجدل، وتربة خصبة لـ بناء الاشاعات والشائعات، وتلميح واحد فقط خلال المقابلة حول هذا الموضوع كفيل بـ تحويله الى كرة ثلج تتضخم بسرعة كبيرة جدا. 

وأخيرا رسالتي لـ نصار والمذيع الذي قدمها لـ الجمهور، ليس كل ضجيج إعلامي يؤدي الى شهرة إيجابية، وليس كل مشهد دعائي يعزز مكانة العمل وقيمة العاملين، ففي بعض الأحيان يكون هذا الضجيج الضربة القاضية "هواة المقفي" لـ صانعها.  
#خليل_النظامي
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير