د. محمد الحناقطه يكتب : ضريبة النجاح وتصريحات بعض المسؤولين

{title}
نبأ الأردن -
في كثير من الاحيان قد لا يكون النجاح دائمًا موضع ترحيب فالنجاح الذي يحققه مسؤول أو مدير مؤسسة ما قد لا يُقابل بالتقدير بل أحيانًا يُستقبل بالشك أو المقاومة من قبل الغيورين من ذلك النجاح فيرى البعض في نجاح الآخر تذكيرًا بفشلهم فيحاولون محاربته بشتى الطرق من خلال القنوات الرسمية. النجاح يسلّط الضوء على التميز لكنه في الوقت ذاته يكشف تقصير الآخرين أو فشلهم ويخلق حساسية لدى من اعتادوا على النفوذ غير المبني على الكفاءة.
وهذا الشئ يمكن أن يؤثر سلبًا على بيئة العمل ويُعرقل استمرارية التطوير والتحسين داخل تلك المؤسسة. كما يؤدي الى خلق بيئة عمل غير محفزة واهدار للوقت في الصراعات الجانبية واضعاف الانتاجية والتعاون بين افراد المؤسسة. فالتصريح السيئ وغير المحسوب والذي يتضمن معلومات غير دقيقة أو مضللة لمسؤول ما ولو كان عابرًا فأنة قد يُحدث أثرًا بالغًا على مؤسسة ناجحة خصوصًا في عصر الإعلام السريع ومنصات التواصل الاجتماعي.
فالنتائج السريعة والملموسة التي حققتها بعض جامعاتنا الاردنية مؤخرا وامتلاك الرؤية الواضحة والجرأة في اتخاذ قرارات التغيير والالتزام وتبني مبدأ الكفاءة على حساب العلاقات الشخصية التي تمثلت في رؤساء هذه الجامعات وغيرها الكثير من الصفات التي يمتلكونها جعلت البعض يحاول التشويش على هذه النجاحات.
عداء النجاح ظاهرة شائعة وهي من أبرز التحديات التي تواجه المسؤولين في بيئات العمل خاصة في المؤسسات النشطة التي تشهد تغييرات وتحقيقًا متواصلًا للإنجازات. فكلما تقدم المسؤول بخطوات ثابتة نحو النجاح ازدادت احتمالية مواجهة المقاومة أو التشكيك أو حتى الاستهداف الشخصي من بعض الزملاء أو الأطراف الداخلية لذلك المسؤول. لكنها في الوقت نفسة لا تهزم المسؤول الناجح إذا تعامل معها بحكمة وثقة دون أن تتأثر رؤيته أو مسيرته. فالمسؤول الحقيقي لا ينشغل بمن يعارضه ويشكك في انجازاته بل بمن يؤمن برؤيته. كما انه لا يتوقف عند من يقاومه بل يتقدم بثقة نحو تحقيق أهدافه . و لا ينشغل بمن يُعارضه أو يُقلل من شأن إنجازاته بل يدرك أن النجاح لا يُقاس بعدد المؤيدين بل بعمق الأثر وتحقيق الأهداف. من يملك رؤية واضحة لا يتوقف عند العقبات بل يستخدمها كدليل على أنه في الطريق الصحيح.
اخيرا اقول لكل من يشكك في نجاحات الآخرين ان تفكر قليلا قبل أن تُقلل من جهد لم تبذله أو تنكر نجاحًا لم تشارك في صناعته.
فالتشكيك لا يُسقط الناجحين بل يكشف عن ضعف في تقديرك للإنجاز. تذكّر أن النجاح لا يُلغي أحدًا بل يفتح آفاقًا للجميع ويُلهم الآخرين للتطور.الناجحون الحقيقيون لا يحتاجون إلى التصفيق لكن البيئة الصحية تتطلب الاعتراف بالجهد والعدل في التقييم.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير