د. وليد العريض يكتب: إسرائيل: دولة لا تليق بالحياة

نبأ الأردن -
تُكثر إسرائيل من الحديث عن وجودها.
كأنها تشك فيه، أو تخشى أن تستيقظ ذات صباح وتكتشف أن كل شيءٍ كان خدعة وأنها كذبةٌ طالت أكثر مما ينبغي.
هي لا تتصرف كدولة، بل كفكرةٍ مذعورة تتدثر بالدبابات.
دولة لا تثق بشوارعها ولا تعرف من فيها العدو ومن الصديق
تطارد ظلها وتخشى أن ينطفئ الحارس قبل أن يكتمل الليل.
كل يومٍ تصحو وفي حلقها سؤال واحد:
"هل سنبقى؟"
لكن السؤال نفسه هو اعترافٌ خفيّ بأنهم في طريقهم إلى الزوال.
إسرائيل ليست قوية
هي فقط مُدللة.
ومن كان عمره كله هدايا لا يعرف كيف يعيش دون كفيل.
هي تعيش على دعم الآخرين
كأنها جسد لا يعرف كيف يتنفس دون أنبوبة أكسجين أجنبية.
إن رفعت أميركا يدها اختنق المشروع
وإن توقفت أوروبا عن الاعتذار ماتت الفكرة من البرد.
في قلب المنطقة لا تحيط بها حدود، بل كراهية.
تحاصر نفسها بجدران
ثم تُقنع نفسها أنها تحاصر أعداءها.
تقتل لتُثبت أنها موجودة
وتقصف لتتذكّر أنها قوية
لكنها في الحقيقة
تُمعن في كشف عجزها.
أكثر ما يُقلقهم اليوم ليس صواريخ المقاومة بل سؤالٌ يطرق أبوابهم من الداخل:
هل نحن شعب حقيقي؟
فلا ذاكرة تجمعهم
ولا أرض تحتهم
ولا لغة واحدة
ولا تاريخ مشترك سوى ما كُتب في ملفات وكالة الاستخبارات البريطانية.
الضحك المرّ هنا، أن إسرائيل تُسمي نفسها دولة
بينما لا تملك مقومات الوجود الطبيعي.
هي عار على فكرة الدولة.
فالدولة تُبنى على عدالة أو على عقد اجتماعي أو على إرث حضاري
أما هذا الكيان فبُني على فوهة بندقية ودماء مهجّرين ووهم متحفٍ توراتي مشكوك فيه.
متى تنهار إسرائيل؟
السؤال الأصح:
ما الذي أبقاها حتى الآن؟
الجواب:
الإبرة التي تمدها الحياة لا الروح.
فجسد بلا روح لا يصمد طويلًا.
وكل المؤشرات تقول إن ما نراه الآن ليس إلا ارتعاشات ما قبل السقوط.
أما فلسطين فهي لا تحتاج إلى إعلان
هي اسم الأرض حين تتوضأ بالدم
وصوت الزيتون حين ينطق
وظلّ العودة وهو يتمطى عند الفجر.
لن يُنقذ إسرائيل قمعها ولا إعلامها ولا قنابلها الذكية.
لأن القضية لم تعد من سينتصر؟
بل أصبحت:
من سيبقى حيًّا دون أن يفقد إنسانيته؟
والجواب واضح:
نحن باقون
لأننا أصحاب الأرض.
أما هي فستذوب كما يذوب الثلج حين يفقد راعيه.