د.بسام العموش يكتب : وجهة نظر

نبأ الأردن -
لا شك أن السابع من أكتوبر قد شكل نقطة تحول في المنطقة وسارع من عملية إجراء تغييرات جذرية في الشرق الأوسط. لقد كان الصهاينة يحلمون بشرق أوسط جديد وفق ما جاء في كتاب شمعون بيرس /الشرق الأوسط الجديد/قبل سنوات طويلة ، لكن الظروف لم تكن مواتية . جاء الربيع العربي في بحث شعبي عن حال افضل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ،الا أن هذا الربيع تم اختطافه لصالح دكتاتوريات جديدة عقب دماء سالت في العديد من البلاد ، والتهى الناس عن القضية الفلسطينية كقضية مركزية محورية في كل مجريات الأحداث وسارت أنظمة باتجاه التقارب مع الكيان الغاصب إلا أن السابع من أكتوبر أعاق ذلك حيث شلال الدم النازف في غزة فاق كل التوقعات حتى عند صانعي السابع من أكتوبر ، وأظهر الصهاينة هزالة الهولوكوست الألماني مقارنة بالهولوكوست الفلسطيني الذي رافقه عجز عربي إسلامي عن وقف المذبحة بل حتى مجرد الإغاثة الإنسانية حتى صرنا أمام مجاعة حقيقية وأعداد من الشهداء يومياً.
جاء ترمب رجل الصفقات وجمع المليارات واعاد امريكا لتكون هي اللاعب الوحيد في العالم وبخاصة في منطقتنا . ولم تلفت نظره دماء الغزيين بل لفت نظره جمال الساحل الغزي وأنه يصلح للاستثمار ومن مقتضيات ذلك تفريغ غزة التي لا تصلح للعيش البشري وانطلاقاً من رحمته وانسانيته !! طلب من الأردن ومصر أخذ شعب غزة ريثما يتم أعمارها وهو احتيال تحت عنوان الإنسانية والإعمار ، لكن رفض الأردن و مصر عملية التهجير حال دون ذلك فاستمرت المذبحة ولا تزال بانتظار فك عقدتها التي قد تكون بدايتها وقف القتال واستعادة المخطوفين ، وأثناء ذلك يمكن محاولة إيجاد ترتيب آخر قد يكون نقل الغزي إلى بلدان متعددة مثل كندا واستراليا ، والأهم وفي ظل تركيز النظر على غزة يجري التحضير للفعل الحقيقي وهو التهجير القسري لأبناء الضفة إلى الأردن وربما تحت عنوان قانوني وهو حمل مئات الألوف من أبناء الضفة للجنسية الأردنية . هذا هو التغيير الخطير الذي قد يجري مصاحباً لعمليات من التطبيع العربي من أجل استقرار المنطقة .
ولا أظن أن تغييرا ديموغرافيا سيجري في المنطقة سوى ذلك بل المهم ترتيب المنطقة وهو ما رأيناه في لبنان وسوريا وفي الطريق اليمن وليبيا والسودان . لكل ما سبق فالأردن هو الذي قد تقع عليه المؤامرة في ظل المعاناة الاقتصادية وتوقف العون العربي وشروط العون الغربي . لهذا لا بد من أن يحضر الأردن نفسه لهذا الخطر بتمتين الصف وإيجاد إدارة سياسية قوية في الحكومة والبرلمان وإعادة النظر في السياسة الاقتصادية كل ذلك يسند جهود جلالة الملك المقاومة لرغبات ترمب والصهاينة .