.. في حضرة فيلسوف الحياة
كتبت ميسر السردية -
دخلت في رهان مع نفسي عندما طلبت مقابلته أثناء رئاسته لجامعة آل البيت, والتي بذل حينها ما استطاع في تأسيسها آنذاك كمنارة علمية, الرجل يحب العمل أكثر من الحكي , وليس مهووسا بالأضواء وتصدر المشهد , فهل يوافق صاحب السيرة الذاتية التي تخجل من نفسك وأنت تقرأ عن مكانته وفكره وعلمه وقامته ,التي لها تقديرها واحترامها ووزنها في ساحة أهل الفكر والعلم على مستوى خارطة العطاء الفكري في منطقتنا العربية وخارجها .
قد يكون الحظ لعب معي دور الوسيط , كي احظى يومها بوقت ليس بقليل في محاورة العلامة محمد عدنان البخيت العبادي, صاحب الوثائق والتوثيق والباع الطويل في أصول التأريخ وصنوفه.
. تناولنا في ذاك اللقاء كل المجالات, طفولته وشبابه ,رحلة كفاحه الطويله وعمله خلال دراسته في الخارج وثوابته في الحياة وشغفه العلمي واهتمامه بتفاصيل العمل وحياة الناس وطريقته في معالجة أدق تفاصيل ما يواجهه من معوقات الوظيفة الأكاديمية والإدارية.
ذاك اللقاء تعلمت منه كيف يكون الكبار كبارا , كيف تتعامل هكذا شخصية مع صبية للتو تخرجت وبدأت العمل الصحفي….ظل وسيظل المؤرخ الكبير محمد عدنان البخيت الرجل الذي لا يغيب عن الذاكرة , والذي لن يمر في حياة الوطن مرورا عابرا عند من يعرف قدر الرجال ومكانة العلماء……..تأبطت هداياه من الكتب والدوريات وغادرت, ولكنه لم يغادر الذاكرة….
أطال الله في عمره ومتعه بموفور الصحة والعافية.