في ندوة نظمتها "إدارية الجالية اللبنانية" .. الروابدة : الهويات الفرعية همٌّ مشترك لدول الشام والعراق (صور)

نبأ الأردن -
في ندوة حوارية ابتعدت عن الملفات الكلاسيكية التي تنشغل بها المنطقة العربية والعالم، وحضرها معظم أعضاء الجالية اللبنانية في الأردن، جال رئيس الوزراء الأسبق، عبد الرؤوف الروابده في تاريخ المنطقة، مستعرضا أهم محطات دول بلاد الشام على وجه التحديد، والعراق، لافتاً إلى أن هناك الكثير من العوامل التي تجمع هذه الدول، لا سيما في بدايات التأسيس.
وفيما عّرّج على بعضٍ من ذكريات دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت، أكد الروابدة في الندوة الحوارية التي نظمتها الهيئة الإدارية للجالية اللبنانية في الأردن، وأدارها المهندس فؤاد أبو حمدان، على أن تكوين العراق وبلاد الشام، الأردن، وفلسطين وسوريا، ولبنان، يتشابه في سياقاته التاريخية، وفي تركيبته الديموغرافية والدينية إلى حد كبير، مشيراً إلى أن هذه الدول ومهما كانت أسباب نشوئها، إلا أنها ولدت حتى تبقى. وأكد الروابده بأن معظم الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، التي عاصرتها هذه الدول،لم تؤثر يوماً على بقائها، بل أنها تمكنت من تجاوز كل المراحل الصعبة التي مرت بها حتى تلك المراحل السياسية، والتي أدت في بعض الأوقات إلى مواجهات عسكرية، فكلما أعتقد كثيرون بأن هذه الدول وصلت إلى الحافة، إلا أنها تنهض من جديد وتستمر في البقاء.
وأعرب الروابدة عن إعتقاده بأن الإشكالية الأساس في تكوين بلاد الشام، والعراق. تكمن في الهويات الفرعية، مؤكداً بأنه لا بد من العمل، وبشكل جاد على تجاوز الولاء للهوية الفرعية، إلى الولاء هوية الوطن، فمهما كان أصل بعض المكونات الاجتماعية في هذه البلدان، فإن الجامع الأكبر بينهم يبقى الوطن، وعليه فالولاء والانتماء بمعناه العميق يجب أن تكون بوصلته الوطن والأرض التي تتواجد عليها هذه التجمعات.
وقال الروابدة إن واحدة من المحطات المهمة في تكوين بلاد الشام والعراق، هو تخلي النظام الرسمي العربي عنها في ما مضى، مهما كان شكل هذا النظام، وهو ما دفع في الأساس إلى وجودي القطرية، وبالتالي تشكل الدول في المنطقة. وقال إن العراق وسوريا ولبنان، والأردن، قُدّر لها بأن تُحكم بأنظمة سياسية توافق عليها الجميع، وإن كان هناك بعض الاختلافات السياسية في تكوين الأنظمة ذاتها، وتبقى فلسطين المحتلة التي ما زالت تنتظر الاستقلال حتى تحكم بنفسها.
وأوضح الروابدة بأن من أوجه الشبه المهمة بين دول الشام تحديداً، هو الشبه الاقتصادي، فكلها لا تمتلك مقومات اقتصادية من الثروات الطبيعية كالنفط والغاز، مثلا، لكنها ما زالت محافظة على بقائها، كما أن ديونها، ومهما ارتفعت، فإنها ستنتهي في يوم ما، وسيكون السداد سياسيا، ولن يكون اقتصاديا ببعده المالي.
وأكد الروابده، بأن المسؤولية تقع على جميع المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، في هذه البلدان، حتى تُعمّق وتُرسّخ الهوية الوطنية، لتنتهي بالتالي من الهويات الفرعية التي تشكل همّاً لكل هذه الدول.
وفي نهاية اللقاء دار حوارٌ بين الروابدة والحضور، كما تقدم المهندس فؤاد أبو حمدان، بالشكر الجزيل لرئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة على مشاركته في هذه الندوة الحوارية، كما تقدم بالتهنئة للملك عبد الله الثاني وولي العهد والشعب الأردني بمناسبة عيد الاستقلال.