الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية: الاحتلال يهدف للضغط على المدنيين لتحقيق أهداف سياسية

قال المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية عصام العاروري، الجمعة، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهدف لتحقيق أقصى درجات الضغط على المدنيين لتحقيق أهداف سياسية.
وأضاف العاروري، لبرنامج "العاشرة"، أن ثلثي ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من النساء والأطفال.
وأشار إلى أن الهيئة وثقت إفادات من سيدات تشير إلى أن توافر الاحتياجات النسائية محدود في ظل إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، مبينا أن هناك سيدات يقمن بتأمين الاحتياجات الأساسية لعائلاتهن بسبب استشهاد أزواجهن أو أسرهم.
وتحدث عن أن المستشفيات العاملة بقطاع غزة، تبلي احتياجات الطوارئ بالدرجة الأولى، ولا تلبي احتياجات الولادة، لافتا إلى أن معظم السيدات يلدن في الخيام، وبإمكانيات بسيطة جدا، رغم معاناتهن من سوء التغذية.
وتابع أن احتياجات الأطفال الرضع غير موجودة أيضا في القطاع.
وبين أن هناك تقريرا صادرا من اليونسف يشير إلى وجود أخطار وشيكة على 4 آلاف رضيع بسبب فقدان مقومات الحياة الأساسية ومقومات الوقاية من الأمراض لهم.
وكانت هيئة الأمم المتحدة للمرأة قد حذرت من العواقب الوخيمة لانهيار وقف إطلاق النار الهش على النساء والفتيات في غزة.
وسلطت الضوء على "تفاصيل مروعة" للخسائر البشرية خلال 8 أيام فقط من استئناف "حرب الإبادة" الإسرائيلية على القطاع.
وقالت الممثلة الخاصة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين ماريس غيمون إن "الفترة من 18 إلى 25 آذار/ مارس شهدت استشهاد 830 شخصا، منهم 174 امرأة و322 طفلا، وإصابة 1787 آخرين".
وأشارت إلى أن "هذا يعني مقتل 21 امرأة وأكثر من 40 طفلا يوميا"، مؤكدة أن "هذا ليس ضررا جانبيا؛ هذه حرب تتحمل فيها النساء والأطفال العبء الأكبر".
وأكدت أن النساء والأطفال يشكلون ما يقرب من 60% من الضحايا في الأحداث الأخيرة، وهي "شهادة مروعة على الطبيعة العشوائية لهذا العنف".
ونقلت غيمون عن شركاء الهيئة ونساء وفتيات في غزة مطالبهم بإنهاء الحرب، مشددة على أن الوضع يقتصر على "البقاء على قيد الحياة".
ونقلت ماريس غيمون شهادات نساء يرفضن النزوح مجددا، مؤكدات أنه "لا توجد أماكن آمنة على أي حال".
ونقلت عن امرأة من دير البلح قولها: "تقول أمي: الموت واحد، سواء في مدينة غزة أو دير البلح... نريد فقط العودة إلى غزة".
كما نقلت عن امرأة أخرى قولها: "نشاهد الأخبار بكثافة. توقفت الحياة. لم ننم طوال الليل، إننا مشلولون. لا يمكننا المغادرة. منطقتي مقطوعة. أنا خائفة من التعرض للقصف - يجول بخاطري كل كابوس يمكن تخيله".
وأشارت غيمون إلى أن إسرائيل أوقفت دخول المساعدات الإنسانية منذ 2 آذار/ مارس، وإلى تجدد القصف الإسرائيلي في 18 آذار/ مارس، مما يعرض حياة السكان للخطر.
وأكدت أن "الهدنة" وبرغم أنها كانت قصيرة إلا أنها كانت متنفسا، سمح ببعض الإصلاحات والعودة إلى مدينة غزة.
ومضت قائلة: "خلال ذلك الوقت، أتيحت لي الفرصة لزيارة بعض المنظمات الشريكة لنا التي كانت تقوم بإصلاح مكاتبها في مدينة غزة بالمواد المتاحة. رأيت جيرانا يتكاتفون لتنظيف بعض الأنقاض في شوارعهم، وسمعت أطفالا يلعبون. التقيت بنساء عبرن عن أملهن الهش في السلام وإعادة بناء حياتهن. رأيت آلاف الأشخاص على الطرق عائدين إلى مدينة غزة".
ولكن ماريس غيمون قالت إن "ذاك الأمل قد تلاشى الآن".
وشددت المسؤولة الأممية على أن "الحرب الشعواء المستمرة منذ 539 يوما ليست مجرد نزاع؛ إنها حرب على النساء - على كرامتهن، وأجسادهن، وبقائهن. لقد جُرِّدت النساء من حقوقهن الأساسية، وأُجبرن على العيش في واقعٍ لا ثبات فيه سوى الفقدان والخسارة".
وأشارت إلى استشهاد "أكثر من 50 ألف شخص وإصابة أكثر من 110 آلاف".
ودعت غيمون إلى حماية حقوق وكرامة سكان غزة، خاصة النساء والفتيات، اللاتي "تحملن العبء الأكبر من هذه الحرب".
وأكدت أن "النساء على يقين لإنهاء هذا الكابوس"، لكن "الرعب مستمر، والفظائع تتصاعد، ويبدو أن العالم يقف متفرجا، ويُطبـّع ما لا ينبغي تطبيعه".
واختتمت غيمون حديثها بالتأكيد على ضرورة إنهاء الحرب، وتطبيق القانون الدولي الإنساني، واحترام الأنظمة التي أنشئت لحماية الإنسانية، والمساواة في معاملة جميع البشر.
المملكة