الفايز يلتقي رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا ونظيره الأوكراني

التقى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز اليوم الجمعة، رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا ثيودورس راسوبولس، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا الذي بدأت اعماله يوم امس في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.
وتناول اللقاء مختلف محاور المؤتمر المتعلقة بالتنمية الديمقراطية في ظل الصراعات التي تعصف بعالم اليوم، اضافة الى القضايا المتعلقة بالحريات العامة وضرورة تظافر الجهود البرلمانية الدولية بالعمل على تعزيزها وتنميتها، وتفعيل التشريعات القانونية التي تحميها، في ظل تعدد وسائل التواصل الاجتماعي التي تجاوزت على المبادئ والقيم المثلي لحرية التعبير والنشر وانحرفت عن المعايير القيمية والاخلاقية والمهنية.
كما تناولت المباحات الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزه والضفة الغربية المحتلة، اضافة الى الجهود التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني لوقف العدوان الاسرائيلي ومساعي جلالته المتواصلة من اجل ارساء السلام العادل والشامل في المنطقة لتنعم شعوبها بالأمن والاستقرار.
وفي هذا الإطار قال الفايز، ان منطقة الشرق الاوسط تعيش صراعات امنية وسياسية اثرت على حياة المواطنين وامنهم واستقرارهم، كان اخرها الحرب الاسرائيلية الوحشية على قطاع غزة.
وقال ان ما تقوم به اسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية، من حرب إبادة، وجرائم حرب، وتطهير عرقي، وتدمير لسبل عيش الفلسطينيين والعمل بكل الطرق المتاحة لتهجيرهم قسرا، أمر غير مقبول بأي معيار من المعايير، فقد تجاوزت دولة الاحتلال الاسرائيلي كافة القوانين والقيم الأخلاقية والإنسانية.
واشار رئيس مجلس الأعيان الى ضرورة ان يؤمن المجتمع الدولي بان السبب الرئيس للفوضى والدمار، الذي يجتاح منطقة الشرق الاوسط هو إسرائيل، التي لا تؤمن بالسلام وترفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبكافة القوانين التي تحمي الحريات العامة وحقوق الشعوب وصون كرامتهم.
وأكد ضرورة اعتراف المجتمع الدولي وكافة البرلمانات بالدولة الفلسطينية "، وقال انه من غير المقبول استمرار عدم وجود اي افق سياسي ينهي الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، هذا الاحتلال الذي مضي عليه قرابة الثمانية عقود ، فإسرائيل لا يمكن أن تنعم بالأمن ما لم ينعم به الفلسطينيون ، وحصولهم على حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية .
وخلال اللقاء أكد الفايز ان الاردن يسعى باستمرار، نحو إرساء سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط، إيمانا منه بأن الشعوب لن تنعم بالأمن والاستقرار، في ظل الصراعات والنزاعات التي ارهقتهم، وخلفت مئات الاف من القتلى والمشردين واللاجئين.
وقال ان جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد باستمرار، ان لا استقرار في المنطقة الا بحل القضية الفلسطينية حل عادلا وشاملا، وقد حذر جلالته من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية والقدس، ومن ان اي انفجار للأوضاع في الضفة الغربية المحتلة واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ستكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة والعالم.
وقال ان الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني، فإلى متى تستمر الدول الداعمة لإسرائيل في السكوت على جرائم الحرب التي ترتكبها، والى متى ستستمر اسرائيل دولة عنصرية، تضرب بعرض الحائط كافة قرارات الشرعية الدولية، مؤكدا الفايز بأنه لا يجوز استمرار الصمت على رفض إسرائيل الاستجابة للنداءات الدولية لوقف حربها البشعة.
من جانب اخر فقد التقى رئيس مجلس الأعيان اليوم، على هامش مشاركته في مؤتمر مجلس اوروبا، رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك .
وتناول اللقاء العلاقات الأردنية الاوكرانية وسبل تعزيزها بمختلف المجالات، إضافة الأوضاع الراهنة في المنطقة واخر التطورات والمستجدات على الساحة الدولية، خاصة ما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني .
وأشار الفايز الى مواقف الأردن الثابتة والراسخة، التي تدعو الى حل النزاعات بالحوار والطرق السلمية، وضرورة التزام الجميع بقرارات الشرعية الدولية في إطار العمل لفض النزاعات.
وبخصوص الحرب الروسية الأوكرانية بيّن الفايز، أن الأردن ومنذ بداية الحرب قد دعا الى الوقف الفوري لإطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي، ينهي الأزمة وتداعياتها الصعبة التي أثرت على العالم، مؤكدا الأردن بأن على جميع أطراف النزاع احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف "أن الأردن يؤكد على ضرورة تعزيز السلم والأمن الدوليين، لهذا صوت الأردن لصالح قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المتعلقة بتعزيز حل شامل وعادل للجميع، والوصول الى السلام الدائم في أوكرانيا ".
وبين الفايز أن الأردن قد أعرب عن دعمه لاستضافة المملكة العربية السعودية، للمحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا الرامية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، هذه المحادثات التي اكدت أوكرانيا اعتقادها، بأنها يمكن أن تمهد الطريق لإنهاء الأعمال العدائية، كما صوت الأردن لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول سيادة أوكرانيا على أراضيها ، ردًا على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وأشار الفايز الى ان الأردن وفي إطار مساعدة الشعب الأوكراني، فقد سمح لأفراد العائلات الأوكرانية المقيمة في الأردن، بالدخول إلى الاردن بدون تأشيرة وعددهم بالآلاف.
وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، دعا الفايز أوكرانيا الى دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي، وان يكون لأوكرانيا موقف واضح برفض تهجير الفلسطينيين قسرا من أراضيهم، والتصويت لصالح قرارات الشرعية الدولية التي تدعو الى إقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية .
من جانبه ثمن رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك، مواقف الأردن الداعمة لقرارات الشرعية الدولية ، التي تدعو الى إنهاء الحرب الروسية وسيادة أوكرانيا على أراضيها، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالنزاع الأوكراني الروسي .
وعرض خلال اللقاء الجهود التي تبذل من قبل العديد من الأطراف الدولية لإنهاء الحرب، وآخر المستجدات حول المقترح الأمريكي بوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا لمدة 30 يوما، الذي طرحته الولايات المتحدة الأمريكية على الجانب الأوكراني في مباحثات جده.
وأشار الى حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع الاردن بمختلف جوانبها وخاصة البرلمانية والاقتصادية وزيادة الاستثمارات المشتركة بين البلدين الصديقين.
كما التقى رئيس مجلس الأعيان بنائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي لويس هيرنر، وبحث معه اهمية تعزيز العلاقات الاردنية الفرنسية بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية .
ورحب الفايز بزيارة لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية الاردنية، التي ستقوم بزيارة الى مجلس الأعيان الشهر المقبل في إطار العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين، مؤكدا الفايز على الدور الكبير الذي يمكن ان تقوم به لجان الصداقة في المجلسين في البناء على العلاقات الاردنية الفرنسية وتطويرها بمختلف المجالات .
وأكد الفايز على عمق علاقات التي تربط البلدين وتميزها على جميع المستويات، مثمنا الدور الذي تقوم به فرنسا لدعم مسيرة التنمية في الاردن، لتمكينه من تحمل تبعات الأزمات الإقليمية واثرها على اقتصادنا الوطني .
وقال ان الشراكة الأردنية مع فرنسا عميقة ومؤثرة وفاعلة، والأردن يحرص على تطويرها، والعمل مع الجانب الفرنسي من اجل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الاوسط.
بدوره اشاد نائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات الفرنسية الأردنية، مشيرا الى أن هناك تنسيقا متواصلا بين البلدين الصديقين، كان آخرها الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني الى فرنسا يوم الاربعاء الماضي، وذلك حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة ما يتعلق منها في المصالح الثنائية وقضايا المنطقة