بعد وفاة كوكبة من الأطباء بكورونا .. ما الذي كشفه مدير مستشفى الجامعة؟!
نبأ الأردن - تحت عنوان "يجب ان لا ننتظر اكثر …حتى لا نندم حين لا ينفع الندم"، تحدث الدكتور اسلام مساد مدير مستشفى الجامعة الأردنية على صفحته على الفيسبوك عن اقتراحات قدمها لمسؤولين، وفي حين لاقى بعضها استحسانا، إلا أن بعضها الاخر تم رفضه.
ووجه الدكتور مساد انتقاداً لبعض الاجراءات الطبية التي يتم اتخاذها حاليا ومنها الاستقصاء الموسع عن الفيروس، وغيرها من الأمور.
وفيما يلي ما كتبه الدكتور مساد :
فقدنا بالايام القليلة الماضية ثلة من خيرة ابناءنا في الكوادر الصحية بسبب اصابتهم بفيروس الكورونا.
واليوم فجعنا بزميل اخر انضم الى ركب من سبقوه من شهداء الواجب. ووصلني قبل قليل خبر يفيد بان زملاء اخرون هم على اسرة الشفاء بعضهم وضعه حرج للغاية.
في لقاءات سابقة مع بعض المسؤولين ، ومنذ اكثر من عشرة ايام تقدمت بعدة مقترحات، لاقى بعضها استحسانا وجوبه بعضها بعدم الاقتناع .
حتى مساء الاربعاء الماضي، اصيب من كوادرنا الصحيه في مستشفى الجامعه ما مجموعه ٢٨١ زميلة وزميل؛ بين اطباء وممرضين وصيادلة واداريين او عمال؛ بعضهم اصيب بسبب انتقال العدوى من داخل المستشفى، واخرون من خارجه
ومع احترامي وتقديري لجميع الكفاءات التي تطل علينا عبر شاشات التلفاز او من خلال الميديا فقد وجب علينا اليوم ان نكون اكثر حزما واكثر واقعيه وان نقوم باصدار توصيات حازمة وصارمة؛ تحمي ابناءنا وتحمي كوادرنا ومواطنينا على حد سواء
لا ارى داع للاستمرار بهذه الكثافة من حملات التقصي الوبائي بصورتها الحالية، فقد تفشى الفيروس في مجتمعنا ، واصبحت الاولوية هي تقديم الرعاية الصحية داخل المستشفيات لمن يرقدون على اسرة الشفاء وللكوادر العاملة من اطباء وممرضين وفنيين وعمال واداريين، وحتى يتحقق ذلك وجب ودون تاخير
١- فحص جميع المدخلين والمنومين في المستشفيات من غير مرضى الكورونا ولأي سبب طبي وعدم ادخال اي مريض من هذه اللحظه دون التاكد من عدم اصابته
٢- التوقف عن اجراء كافة العمليات الجراحية الاختيارية الا بالحدود الضيقة( بعض البروتوكولات العالمية في الدول المتقدمة اوقفتها الا لعمليات القلب والدماغ والحالات الطارئة والسرطانية )
٣- تزويد خطوط الدفاع الاول داخل المستشفيات بكافة وسائل الحماية ودون انقاص وبدعم من وزارة الصحة؛على اقل تقدير الاعتراف بها عند التدقيق على فواتير المستشفيات من اللجان المختصة
٤- تحديد عدد من الفحوصات السريعه Fast tests
للحالات التي لا يحتمل التعامل معها التاخير لاخذ القرار المناسب وخاصة في غرف الطواريء
والاهم من ذلك كله؛ لا بد لنا من ان نستفيد من تاخرنا في دخول الموجةالشديدة، وان دولا اخرى قد سبقتنا الى ذلك حتى وان كنا مقتنعين بقوة نظامنا الصحي ، فقوتنا اليوم هي بالاستفادة من دروس الغير لان النظم الصحية العالمية ( وهي اقوى منا )، وقفت عاجزة تماما، وتعلمت من دروسها فاخذت قرارات سريعة وحاسمة لنا ان نستفيد منها.
مستشفى الجامعه الاردنية؛سائر بتطبيق ذلك والتجهيز لما يقتضيه تطبيقه لحماية مرضاه وكوادره الصحية
حفظ الله الاردن و شعبه و مليكه، حفظ الله جنود الخطوط الامامية في مواجهة هذا الوباء..