ما هي "هيئة تحرير الشام" التي ضربت "عصب الجيش" السوري في حلب

{title}
نبأ الأردن -
بعد أن مرت بمراحل عدة، استطاعت "هيئة تحرير الشام" مع فصائل مسلحة حليفة لها إحداث "زلزال عسكري" له وقع "الصدمة" إذ سيطرت على مدينة حلب بوقت قصير جدا في عملية أُطلق عليها اسم "ردع العدوان" وبدأت في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. فما هي "هيئة تحرير الشام"؟ وكيف سيطرت على ثاني كبرى المدن السورية وهل بإمكانها التقدم أو الحفاظ على مكاسبها السريعة؟
بعد أن مرت بمراحل عدة، البدء بمشروع "جبهة النصرة" ثم التحول إلى "فتح الشام"، تمكنت "هيئة تحرير الشام" بمساندة حلفاء لها من المعارضة المسلحة من القيام بما لقبته "ردع العدوان"، العملية التي بدأت في 27 تشرين الثاني/نوفمبر وتمكنت من خلالها من السيطرة على معظم مدينة حلب وقرى في ريفي حماة الشمالي والشرقي وسط سوريا، حسبما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أسفرت هذه العملية بشكل فوري عن مقتل 311 شخصا من الفصائل والجيش السوري ومدنيين، ثم ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية خصوصا وسط المدنيين جراء القصف الروسي، الدولة الحليفة للنظام السوري، وسط وقع معارك أيضا بين الفصائل، حسب المرصد الذي أكد أنه إضافة إلى ذلك تشهد بعض القرى الكردية في الشمال عمليات نزوح جراء الهجوم عليها من فصائل موالية لتركيا حليفة للهيئة.
تسارع كبير في الوقائع يستدعي التوقف عند أهم فصيل بين المعارضة المسلحة وهو "هيئة تحرير الشام" ومعاينة مدى قوته وفعاليته وفق المصالح المباشرة للدول المتدخلة في النزاع السوري.
لمحة سريعة

بدأت "هيئة تحرير الشام" تحت اسم "القاعدة" ومن ثم "دولة الإسلام في العراق والشام" وبعدها غيرت اسمها إلى "جبهة النصرة"، وفي مرحلة أخرى، فكت ارتباطها مع تنظيم "القاعدة" وثبتت نفسها باسم "فتح الشام" ثم "هيئة تحرير الشام". لها ديناميكية متغيرة ويبلغ عديدها نحو عشرين ألف مقاتل وتتلقى دعما من تركيا، حسبما تشير تقارير، وهي محسوبة على فكر "الجهادية السلفية" أساسا وتضع أولوية تشكيل "كيان سني" وإسقاط النظام في سوريا.

يقول فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط والحركات الإسلامية والجهادية "الإيديولوجية بالنسبة للقوى السلفية الجهادية بما فيها القوة التي تقول إنها لا تنتمي إلى تحالف القاعدة، هي أن العداء إلى إيران والفصائل التابعة لإيران هو عداء إيديولوجي ديني موثق. والعداء إلى إيران أهم من العداء إلى إسرائيل، حيث أن القاعدة أو داعش [تنظيم "الدولة الإسلامية"] أو هيئة تحرير الشام أو القوى السلفية المتشددة تنظر إلى إيران بعدسة الفتنة الإسلامية التاريخية، ومن ثم أعتقد أن هذا العداء متأصل ومتجذر".
مؤسسها "أبو محمد الجولاني"، سجن في العراق في أكثر من سجن أمريكي بعد أن غادر إليها على إثر الغزو الأمريكي لها. وتتضارب التقارير حوله، إلا أن أغلب المعلومات تجمع على أنه سوري من الجولان جنوب سوريا، اسمه أحمد الشرع من مواليد عام 1982، لأب ناصري يؤمن بأفكار جمال عبد الناصر وبالقومية العربية، عمل في مجالات عدة منها النفط وله كتب في مجال الاقتصاد السعودي كونه عاش في المملكة وولد ابنه أحمد في الرياض.

تنظيميا، للهيئة جانب إداري خدمي ومؤسسات وإدارات وهيئات مختلفة. لديها ما يسمى "حكومة الإنقاذ" التي تضم 11 وزارة، وتضم أيضا ما يطلق عليه "إدارة الشؤون السياسية" التي تعنى ببناء الصورة الخارجية للهيئة وتتبع لها دائرة الثقافة. وللهيئة "جهاز أمن عام" تتبع له سجون. كما أنها تفرض الضرائب على من يعيشون تحت سيطرتها.

ما مدى قوتها؟

"هي القوة الضاربة، القوة الأهم، وهي رأس الحربة" يقول فواز جرجس الأستاذ في العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، مضيفا أنه "من بين تحالف المعارضة الذي يضم نحو عشرة فصائل، هيئة تحرير الشام هي الأقوى والأهم والأكثر فاعلية وتجهيزا وعتادا وأيضا بالنسبة للروح القتالية. وبدونها لا تشكل قوى المعارضة خطرا على قوى الحكومة السياسية السورية، وهي من ضربت عصب الجيش في حلب".

وبشأن "الروح المعنوية لمقاتليها"، يقول الكاتب والصحافي عمر كوش من إسطنبول، إن "هؤلاء المقاتلين هم من أبناء المنطقة أو من أبناء المناطق التي جرى تهجير أهلها أو تشريدهم وكانت أعمارهم قبل 13 سنة لا تتجاوز 15 عاما أو أقل، وبالتالي فإن الفتية الذين شردهم النظام اليوم يقومون بدحره والعودة إلى المناطق التي أخرجهم منها عنوة
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير