المهندس سليمان عبيدات يكتب : ما بعد خلع نتنياهو !

{title}
نبأ الأردن -

لفت الإنتباه بعض التصريحات المُتفائلة من قبل سياسيين وخبراء ومُثقفين وصُناع قرار، بتشكيل حكومة جديدة بإئتلاف جديد تشكل لاسقاط نتنياهو من رئاسة حكومة كيان الاحتلال، وأن أي رئيس وزراء جديد لإسرائيل سيكون أفضل من نتنياهو بالنسبة للأردن والعالم الذي عانى بسبب نزق وانتهازية وعدم صدق نتنياهو، وأنه الأفضل لنا كأردن ولقضية فلسطين والشعب الفلسطيني.
على أساس أن توتر العلاقات بين الأردن والكيان الاسرائيلي، كان سببه سياسات نتنياهو العدوانية تجاه القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية، وادارة ظهره لعملية السلام والحق الفلسطيني، إضافة الى عدائه للأردن وتحريضه عليه .
وهذا التفكير يُوصل رسالة وكأن عزل نتنياهو سيحل كل القضايا العالقة وتسبب بها الاحتلال الغاصب.





الا أنني اختلف تماما مع هذا الرأي وهذا الطرح بل العكس، ستكون هذه الحكومة اليمينية أكثر تطرفاً وعدوانية من حكومة نتنياهو بالنسبة للقضية الفلسطينية وحتى بالنسبة للأردن ايضا.





أثبتت التجارب في كل العقود الماضية ان السياسة الاسرائيلية سياسة توسعية تتطلع لتحقيق حلمها باقامة اسرائيل الكبرى كما يُخططون، أن اصرارنا في التعامل مع هذا الكيان الغاصب بنفس النهج ونفس السياسات لن يُوصلنا الى أي شيئ، بل سنخسر كل شيئ لا سمح الله، وما علينا الا أن نستفيد من تجارب الماضي، وعلينا ان نتغير نحن ونُغير في نهجنا سياساتنا وطريقة تفكيرنا حتى نستطيع تغيير مواقف الآخرين من قضايانا لنيل حقوقنا.





اما أن نبقى نُراوح مكاننا وننتظر التغيير الذي ستفرزه نتائج الانتخابات الاسرائيلية وتشكيل حكوماتها، او ننتظر ما ستُغيره انتخابات الرئاسة الامريكية والكونغرس الأمريكي، فهذا لا يصنع تغيير ولا يُغير بمواقفهم تجاهنا، وإن تغير فلن يكون الا للأسوأ.





لذلك أقول : "مين ما راح ومين ما أجا يبقى الخل أخو الخردل"، وأي تغيير في امريكا أو في اسرائيل الآن أو في المستقبل، لن يكون لصالح الاردن ولا لصالح الشعب الفلسطيني، ولا لصالح الدول التي تنظر لها الولايات المتحدة على انها مواقع مُتقدمة لخدمة الأمن القومي والهيمنة الامريكية، وإنما سيُساهم في التسريع في تنفيذ مخططات اسرائيل التوسعية على حساب الشعب الفلسطيني والعالم العربي .





نحن نعلم تفاصيل مواقف وتصريحات وسياسات طاقم الائتلاف الحكومي الجديد ضد نتنياهو، وما يؤمنون به لتوسيع الاستيطان والاحتلال وضم كامل الضفة الغربية للكيان الاسرائيلي ليُصبح من البحر الى النهر، وأن الحل لمشكلة الشعب الفلسطيني الشقيق هو باقامة دولة في غزة ودولة في الأردن، أي ان الحل هو وطن بديل في الأردن، وتبقى فلسطين بكامل مساحتها دولة يهودية خالصة.
هذه هي رؤية معظم احزاب الائتلاف المُشكل للحكومة الجديدة.





وفي كل الاحوال، لا بد من ان يكون لنا موقف رؤيا لما هو قادم، وما هو المطلوب منا كأردن وفلسطين وكعرب وكعالم حر، كي نتصدى لكل المُخططات الصهيونية المدعومة بدعم مُطلق من قبل الولايات المتحدة الامريكية ايا كان ساكن البيت الأبيض





فما نحن صانعون.؟.!!!.؟


تابعوا نبأ الأردن على