أسعد العزوني يكتب : عاصفة التغيير تهب في وجه النتن ياهو

لم يكن فرعون مصر يعلم أن الصبي موسى سيكون عدوه الرئيس ،وإلا لما تعهده وأطاع زوجته بأن تبقيه في البيت وإتخاذه ولدا كي يدخل البهجة والسرور عليهم،دون علم منهم أنه سيكون لهم عدوا وحزنا ،رغم تربيته تحت يد فرعون وعلى نظره وفي كفالته.
اليوم تتكرر الحال بصورة مختلفة في مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،إذ قام "كيس النجاسة"حسب التعبير الحريديمي بتشكيل تحالف يميني لتعميق اليمين المتطرف في المستدمرة ،ليكون له سندا وعونا ويدعمه لأطول فترة حكم ممكنة ،حتى لا تكون نهايته السجن كما جرى مع الرئيس الأسباق كاتساف الذي دخل السجن لتحرشه بإحدى موظفاته.
وكما كان سيدنا موسى عليه السلام سببا في تقويض حكم فرعون وموته غريقا في البحر وهو يلاحق موسى وبني إسرائيل ،ها هو تحالف اليمين الإسرائيلي بقيادة لابيد وبينيت ،ينشق عن النتن ياهو ويطيح به بتشكيل حكومة جديدة تغيّبه عن المشهد ،ويكون مصيره السجن لا محالة،وهذا ما لا يرضاه النتن ياهو الذي ذاق طعم الحكم والتطبيع العربي ومارس الإذلال لأمريكا في عهد الرئيس أوباما ،ووجد نفسه ذات مرة ملكا للكونغرس الأمريكي الذي صفق له 33 مره إحداها وهو يتناول كوب الماء ليشرب أثناء الخطاب.
لم يكن سهلا أن يرى النتن ياهو من ربّاهم على عينه يطيحون به ويقتلون أحلامه ويدخلونه السجن،لذلك أعلنها صراحة :"إما أنا أو لا أحد حتى لو أزيل الكيان"،وهذه رسالة قوية من النتن ياهو لمنع صنائعه من تولي حكم المستدمرة في عصر التطبيع العربي،ولذلك سيعمل المستحيل من أجل إفشالها،وها هو يتصل بأعضاء الكنيست ويطلب من نواب اليمين عدم التصويت بنعم لهذه الحكومة .
سيعمل النتن ياهو جاهدا على إسقاط هذه الحكومة ،من خلال الضغط على قادة المستدمرين الذين دعموه كثيرا مقابل التسهيل لهم بإقتحام الأقصى،وسيتسغل ضعف أقطاب تحالف التغيير الذين لم يتفقوا فيما بينهم إلا على تغيير النتن،فهم خليط يضم اليمن واليسار والوسط والعرب ،ومع ذلك يتهمهم النتن بأنهم حكومة يسار،ويقيني أن النتن ياهو ربما ينجح في الإطاحة بهم ،ويذهب إلى انتخابات خامسة كما قلنا سابقا.
وصف النتن ياهو ما جرى بأنه إحتيال القرن ،وإتهم أقطاب التحالف الجديد بخيانة مباديء اليمين ،وهناك مستقبل غير مشرق ينتظر المستدمرة في ظل الحكومة التي سيقودها مناصفة كل من يائير لابيد زعيم حزب"هناك مستقبل"،و"نفتالي بينيت"زعيم حزب "يمينا المتطرف"،خاصة في ما يتعلق بغزة والقدس،وربما لن ينجح الرئيس الإسرائيلي الجديد يتسحق هيرتسوك في قيادة دفة السفينة في البحر اللجي المضطرب،ذلك أن لابيد وبينت على وجه الخصوص يفتقران للكاريزما السياسية ،التي يتمتع بها ويتقنها بإقتادار النتن ياهو ،الثعلب الماكر الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة وبلكنة أمريكية ،ويرتبط بعلاقات قوية مع المطبعين العرب ،ويعد مؤسس مشروع الشرق الأوسط الجديد مع الخليج.
التناقضات التي تعج بالتحالف الجديد ستمنع الحكومة من تحقيق أي إختراق سياسي على مستوى القضية الفلسطينية،وسيكون النتن ياهو الثعلب الماكر الذي سينتزع من بين أنيابهم قطعة اللحم التي سيعجزون عن إبتلاعها لعدم توفر الخبرات المطلوبة عندهم ،ولعدم إتفاقهم على القضايا الأخرى،خاصة وأن مستدمرة الخزر تمر في ظروف أقل ما يمكن القول عنها إنها صعبة ،خاصة بعد أن دكّت صواريخ المقاومة بروج تل أبيب وأشعلت النيران في كافة أنحاء المستدمرة.