الإعصار ميلتون يشتد إلى أعلى درجة ويتّجه نحو فلوريدا
نبأ الأردن -
ازدادت قوّة الإعصار ميلتون الاثنين ليُصنّف من الفئة الخامسة على مقياس من خمس درجات مع توقعات بأن يتسبب بأضرار كارثية فيما يتّجه إلى فلوريدا ليكون ثاني إعصار عنيف يضرب الولاية الأميركية في غضون أسبوعين.
واشتدّت قوة الإعصار ميلتون الذي يتوقع أن يمر في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك مع اتجاهه شرقا، بشكل سريع ما أدى إلى صدور أوامر إخلاء وتحذيرات من ظروف تشكّل خطرا على حياة السكان في الساحل الغربي لفلوريدا.
وبعدما ضرب مناطقهم في فلوريدا الشهر الماضي "هيلين" الذي صنّف إعصارا من الفئة الرابعة، يسابق السكان الزمن الاثنين لإزالة الركام الذي قد يشكل خطرا في حال تطايره.
وقال متقاعد في تريجر آيلاند يدعى ديفيد ليفتسكي "المرة الماضية، غرقت سيارات الناس هنا في الشارع... لكن من الواضح أن المشكلة الأكبر هذه المرة ستكون الرياح".
ويجمع سكان الجزيرة الركام الذي خلفته الفيضانات الناجمة عن الإعصار هيلين أمام منازلهم لإزالته.
وقال ليفتسكي (69 عاما) لفرانس برس "ستحمل الرياح كل هذه الأشياء على الطريق ولا نعرف ما الذي يمكن أن تضربه".
وأفاد "المركز الوطني للأعاصير" في تحذيره الأخير بأنه من المتوقع أن تبلغ السرعة القصوى للرياح المرافقة لميلتون 280 كيلومترا في الساعة.
وأضاف أنه بينما يتوقع أن يضعف قليلا مع اقترابه من سواحل الولايات المتحدة "ما زال من المرجح أن يكون إعصارا كبيرا وقويا لدى وصوله إلى اليابسة في فلوريدا، مع مخاطر تشكّل تهديدا لحياة السكان على السواحل وحتى في المناطق الداخلية".
وأصدرت السلطات المحلية أوامر إخلاء إلزامية لبعض المناطق الساحلية المنخفضة بما فيها تامبا، وهي مدينة تعد أكثر من ثلاثة ملايين نسمة.
وقالت "هيئة الأرصاد الجوية الوطنية" على منصة "إكس" "إذا بقيت العاصفة على مسارها الحالي، فستكون أسوأ عاصفة تضرب منطقة تامبا منذ أكثر من مئة عام".
وحذّر المركز الوطني للأعاصير من العواصف في ساحل فلوريدا الغربي اعتبارا من ليل الثلاثاء أو صباح الأربعاء، وقال إن تامبا قد تعاني من ارتفاع منسوب المياه بما بين 2,4 إلى 3,6 أمتار.
وأعلن الحاكم رون ديسانتيس حال الطوارئ في 51 من مقاطعات الولاية الـ61 محذّرا من أن ميلتون "سيبقى إعصارا بمستوى ما إلى أن يغادر الساحل الشرقي لفلوريدا".
وفي مدينة أورلاندو (وسط)، اصطفت مئات السيارات الاثنين لجمع أكياس الرمل.
وقال توني كارلسون (32 عاما) لفرانس برس "قد نخلي المكان أنا وحيواناتي الأليفة، قد نتوجّه إلى جورجيا".
وأضاف "يعتقد الناس أن الوضع سيكون سيئا للغاية".
أما ماريس توريس (29 عاما)، فأكدت أن عائلتها لا تخطط لإخلاء المكان قبل العاصفة ولكنها مستعدة وتملك مولّدا وما يكفي من الغذاء والماء.
وحذّر المركز الوطني للأعاصير أيضا من خطر تسبب العواصف بارتفاع منسوب المياه بنحو 1,5 متر قبالة شبه جزيرة يوكاتان وبأمواج كبيرة ومدمّرة على الساحل.
- انعكاسات سياسية -
ويتوقع أن تتسبب أمطار غزيرة يصل منسوبها إلى 25 سنتيمترا بفيضانات في فلوريدا.
وما زال عناصر الطوارئ يحاولون تقديم المساعدات بعد الإعصار هيلين الذي أودى بحياة 230 شخصا على الأقل في عدة ولايات في جنوب شرق الولايات المتحدة.
وشهدت جهود الإنقاذ والتعافي بعد الإعصار هيلين موجة من الاتهامات المدفوعة سياسيا قبيل انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية.
من بينها اتهام المرشح الجمهوري دونالد ترامب منافسته الديموقراطية كامالا هاريس باختلاس الأموال المخصصة لمساعدة المنكوبين واستخدامها لدعم المهاجرين.
وأكدت مديرة الوكالة الفدرالية للاستجابة الطارئة للكوارث الطبيعية دايان كريسويل أن لا أساس لهذه الاتهامات.
وحذّرت الاثنين من أن "هذه العواصف تجلب كميات غير مسبوقة من المياه وعلى الرغم مما تشكّله الرياح من مخاطر، المياه هي التي تتسبب بمصرع الناس".
يرجّح باحثون أن التغيّر المناخي يلعب دورا في زيادة حدة الأعاصير ومدتها نظرا إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات.
وتم اطلاع الرئيس جو بايدن على آخر التطورات المرتبطة بالإعصار، وقد أصدر بيانا أكد فيه أن إدارته تعد "الموارد لإنقاذ حياة" السكان.
ضرب إعصار الفئة الرابعة هيلين سواحل فلوريدا في 26 أيلول/سبتمبر، متسببا بأمطار غزيرة وفيضانات في بلدات نائية في ولايات شملت حتى كارولاينا الشمالية وتينيسي.
وكان الكارثة الطبيعية الأكثر حصدا للأرواح في البر الرئيسي للولايات المتحدة منذ الإعصار كاترينا عام 2005، علما بأن حصيلة القتلى تواصل الارتفاع.
وأفاد ديسانتيس بأنه تمت إعادة تغذية مناطق عدة في فلوريدا بالتيار الكهربائي منذ الأسبوع الماضي، لكن العديد من فرق التصليحات الكهربائية منتشرة في ولايات أخرى ضربها الإعصار هيلين.