إسرائيل ترفض مقترحا لوقف إطلاق النار وتقصف بيروت مجددا

{title}
نبأ الأردن -
رفضت إسرائيل، دعوات دولية لوقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله اللبنانية في تحد للولايات المتحدة أكبر حلفائها وواصلت غاراتها التي أدت إلى استشهاد المئات في لبنان وزادت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة.

ورغم موقف إسرائيل، سعت الولايات المتحدة وفرنسا إلى الإبقاء على احتمالات التوصل إلى هدنة مدتها 21 يوما اقترحتاها الأربعاء قائمة، وقالتا إن المفاوضات مستمرة بما في ذلك على هامش اجتماع بالأمم المتحدة في نيويورك.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن طائرة حربية إسرائيلية قصفت مشارف العاصمة بيروت مما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة 15 بينهم امرأة في حالة حرجة. وبذلك يرتفع عدد الشهداء نتيجة الضربات التي وقعت مساء الأربعاء والخميس إلى 28 وأكثر من 600 منذ الاثنين.

وقال حزب الله إن الغارة أدت إلى استشهاد محمد سرور قائد إحدى وحدات القوة الجوية للجماعة ليكون بذلك أحدث قيادي كبير يتم استهدافه ضمن سلسلة اغتيالات وقعت خلال الأيام الماضية.

وعلى الجانب الآخر من الحدود مع لبنان، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبا يحاكي توغلا بريا في لبنان، فيما قد يمثل مرحلة تالية محتملة بعد الغارات الجوية المتواصلة وتفجيرات أجهزة الاتصالات.

وقال قائد القوات الجوية الإسرائيلية الميجر جنرال تومر بار الخميس، إن سلاح الجو يخطط لدعم القوات في حالة حدوث عملية برية وسيوقف أي عمليات نقل أسلحة من إيران.

وأضاف في حديثه للجنود حسبما جاء في مقطع مصور نشره الجيش الإسرائيلي "نستعد جنبا إلى جنب مع القيادة الشمالية لمناورة برية. مستعدون، إذا جرى تفعيلها. هذا قرار يتعين اتخاذه من القيادة العليا".

وتتعهد إسرائيل بإعادة الأمن لشمالها من أجل عودة الآلاف من السكان إلى المجتمعات التي نزحوا منها بسبب الهجمات التي ظلت جماعة حزب الله تشنها طيلة عام عبر الحدود لدعم المقاتلين الفلسطينيين في غزة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين لدى هبوط طائرته في الولايات المتحدة حيث سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الجيش سيواصل ضرب حزب الله "بكل قوة ولن نتوقف حتى نحقق جميع أهدافنا، وأولها وقبل كل شيء إعادة سكان الشمال بأمن إلى منازلهم".

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة إكس "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال".

ويبدد الموقف الإسرائيلي الآمال في التوصل إلى تسوية سريعة، وناشد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الأمم المتحدة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار "قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة وتتساقط أحجار الدومينو المترابطة ويتحول عجز احتوائها وإطفائها إلى ثقب أسود يبتلع السلم والأمن الإقليميين والدوليين".

وقال بو حبيب في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت متأخر من مساء الخميس، إن لبنان يعيش "أزمة تهدد وجوده ومستقبل شعبه".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحفية الخميس، إن إسرائيل "أُبلغت بشكل كامل بكل كلمة" وردت في مقترح وقف إطلاق النار، وإن الحلفاء يتوقعون أن يتم أخذه على محمل الجد. والولايات المتحدة هي أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يعتقد أن رفض إسرائيل ليس نهائيا. وأضاف للصحفيين في كندا "سيكون من الخطأ أن يرفض رئيس الوزراء ذلك لأنه سيتحمل مسؤولية التصعيد الإقليمي".

وتابع ماكرون "سنبذل كل ما في وسعنا لضمان قبول هذا الاقتراح"، مضيفا أن فرنسا مستعدة للدعوة إلى عقد اجتماع جديد لمجلس الأمن الدولي لدعم المقترح.

وفر مئات الآلاف من منازلهم في لبنان طلبا لملاذ آمن من أعنف قصف إسرائيلي للبنان منذ حرب 2006.

واشنطن تسعى لوقف إطلاق النار

قال البيت الأبيض إن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين منهم المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط بريت مكجورك أجروا مناقشات الخميس في نيويورك.

والتقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر وأبلغه بأن المزيد من التصعيد للصراع في لبنان سيزيد فقط من صعوبة عودة المدنيين إلى ديارهم على جانبي الحدود، حسبما ذكرت وزارة الخارجية في بيان لاجتماعهما.

وفي لندن، حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من خطر اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، لكنه أضاف أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا.

وقال "لذلك دعوني أوضح.. بوسع إسرائيل ولبنان اختيار مسار آخر، وعلى الرغم من التصعيد الحاد في الأيام القليلة الماضية، فإن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا".

وأطلق حزب الله مئات الصواريخ على أهداف في إسرائيل، من بينها المركز التجاري تل أبيب، إلا أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية نجحت في ضمان الحد من الأضرار.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخا أطلق من اليمن في وقت متأخر من مساء الخميس. ويستهدف الحوثيون إسرائيل مرارا فيما يقولون إنه تضامن مع الفلسطينيين في غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أن مقاتلات قصفت بنية تحتية على الحدود اللبنانية السورية لوقف نقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله في لبنان.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن معظم شهداء الخميس سوريون وسقطوا في بلدة يونين في سهل البقاع.

ويعيش نحو 1.5 مليون سوري في لبنان بعدما فروا بسبب الحرب الأهلية في بلادهم.

وقالت جماعة حزب الله في بيان إنها قصفت بلدة كريات شمونة في شمال إسرائيل وقاعدة للقيادة العسكرية الشمالية، فضلا عن استخدام أسلحة الدفاع الجوي لإجبار طائرتين حربيتين إسرائيليتين على التراجع.

وفي بيروت، لجأ آلاف اللبنانيين إلى المدارس. وشوهدت نساء في إحدى هذه المدارس وهن يستندن على نوافذ فصول دراسية أو يدخن السجائر أو يخرجن الحشايا، التي ينَمن عليها منذ أسبوع، في الهواء الطلق.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير