حقائق صادمة في "جدل المناهج" .. كتب "دينية" من الخارج تم تصويرها وتداولها على أنها أردنية (تفاصيل)
نبأ الأردن -
كتبت سامية المراشدة -
بعد يومين من انتشار صور من الكتب المدرسية يقال إنها من المنهاج الاردني، فقد ثبت بوجه قطعي، وبعد تمحيص وبحث، أن هناك صفحات تعليمية دينية من مناهج غير أردنية، وتحديداً من دول تعاني من صراعات داخلية، وصراعات إقليمية وطائفية مثل "سني وشيعي"، وهذه الصفحات موجوده منذ عام ٢٠٢٢ وموثقة رسمياً، وكان هذا الكتاب يُعطى مجاناً، وأثار غضب كل من حصل على هذه النسخة بتلك الدول المجاورة، تم تصويرها - أي الصفحات - وإقحامها في النقاش الأردني الدائر لا سيما عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ومؤخراً، تم نشر هذه الصفحات، وبكل أسف، على أنها أردنية وكأنها موجودة بالمنهاج الاردني.
وفي تفاصيل المشهد، فهناك من استغل الفوضى القائمة، وحتى من خارج حدود الوطن، لكن، من منّا يتجرأ أن يذكر سيرة النبي عليه الصلاة والسلام بأسلوب يثير الاستفزاز، أو وصفه بمقام أقل من درجة النبوة، وتتجمل ذكره بالصلاة والسلام عليه، وهل من المعقول أن بتجاهل أهم كُتابنا، سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، بتلك المصطلحات؟!
نعم هناك مناهج عربية دُسّت بصفحات أردنية عامة على مواقع التواصل الاجتماعي، والأهم أن دسّها جاء بهدف إثارة غضب الأهالي، وبأسلوب خبيث، وكانت النتيجة بأن جعلت الكثيرين يتحدثون بدون ثقة، وبجدل سخيف لا يحمل أدنى قيمة،وبتنا وكأننا نغني بالطاحونة لأحد لا يدرك ماذا يحصل حولنا ولماذا بهذا الوقت، فهناك من يتعمّد إرباك المشهد الأردني، وحشؤ المواطن الأردني دائما داخل حالة غضب وعدم رضا عن مؤسساتنا لا سيما التعليمية منها، وبات "الترند" بالنسخ واللصق للمصطلحات والصفحات المتناقلة وبدرجة سخرية فاقت عن حدها، وهناك من استهان بمهنة المعلم وكيف يقدم درس الفن والمسرح، ويتهم تجاهل ذكر أبطالنا وشهدائنا، وهنا نسينا في يوم كانت بكل محافظة، تخرج علينا فرق مدرسية ترتدي الزي الأردني وتغني الاهازيج والدبكات بالمناسبات الوطنية، ونسينا منهاج تعليم التدبير المنزلي بمنهاج المهني، ونسينا مسابقات حفظ القرآن الكريم بين الطلاب في ألوية ومحافظات الأردن، كما نسينا مرحلة الكشافة في المدارس والرحلات المدرسية لمقامات الصحابة و زيارة الجندي المجهول، مع أن تلك المراحل هي التي ساهمت بتكوين شخصية الطالب وتنمية مواهبه وإبداعاته.
ويبقى السؤال : هل يمكننا بعد انقضاء اليومين الماضيين أن نتريث بعض الشيء، وأن نصبر حتى تصفى المياه العكره، وتذهب درجة الضبابية عن عيوننا لكي نفكر بعقلانية؟
نعم حان الوقت حتى نعلم من الذي يدس السم في فمنا، ومن يشغلنا عن ما يدور حولنا، فليست سميرة توفيق التي أغضبت الناس وليس كتاب الفن، لكن هناك من حرّك الوتد أشبه بالشيطان لكي يثير الشارع الأردني، وليس كتاب الفن والمسرح الذي أيقظ الأهالي عن ما يدرسه أبنائهم، بل هناك من جعل المدرسة والكتاب والمعلم سبباً في فشل الطالب، فقط، وتدني مستوى التعليم، ونسي دور الأهل والمجتمع في مساندة الطلاب، واكثر من ذلك نسينا الحروب التي حولنا، ومعاناة الفقر والبطالة وغيرها من قضايا الوطن مثل مجلس النواب الجديد والأحزاب والحكومة الجديدة والمنتظر منها.
وقد لا يعجبنا العجب، ولن أُكمل المثل، فمن حق الجميع أن يعارض، لكن يحق أيضاً أن نثق بمؤسساتنا خصوصاً بعد صدور بيان مركز تطوير المناهج وتبيانه للحقيقة، وهناك اُخذ اعتبار لحالة الرفض وانا والجميع سيتأكد أن الخطأ حصل مهما كان حجمه ،حتى لو لم يكن يرضى الجميع، لكن ستأخذ التجربة حقها وتصحح المسار التعليمي والمنهاجي، وليعلم الجميع أننا في الاردن، ومهما حصلت فوضى بالمناهج، لن نكون كمثل بعض الدول، ومن يبحث سيجد الفضائع.