إفريقيا الغنية بمواردها وتاريخها.. لماذا لا تجذب السياح؟

{title}
نبأ الأردن -
على الرغم من جمال وتميز القارة الإفريقية وتوفرها على الكثير من مناطق الجذب السياحي وغناها الطبيعي والثقافي وتنوع مناطقها وطقسها، إلا أن السياحة فيها لا ترقى إلى مستوى إمكانياتها الكبيرة، ففي عام 2023 اجتذبت إفريقيا فقط 66 مليون سائح، وفقا لمنظمة السياحة العالمية، في حين استقبلت إسبانيا لوحدها 85 مليوناً، فكيف تخسر إفريقيا التي تضم 54 دولة متنوعة بمواردها السياحية كل هذه الثروة الهائلة؟ وكيف يمكنها تدارك الوضع؟ وما أهم المزارات السياحية بإفريقيا؟

يرى الخبراء أن الموارد الطبيعية والمعطيات التاريخية والثقافية التي تتميز بها إفريقيا تتأثر وتفقد الكثير من قيمتها في معيار الجذب السياحي لأن غالبية الدول الإفريقية تعاني من تردي البنية التحتية وقلة المنشآت السياحية إضافةً إلى أن بعض الدول تعاني من انعدام الأمن وانتشار الأمراض، ويؤكد الخبراء أن هذه العوائق تقف حاجزاً أمام استقبال القارة الإفريقية لعدد السياح الذي تستحق.

الأمن والأمراض
في هذا الصدد، يقول الخبير السياحي عيسى حمادي أن "القضايا الأمنية وتواضع المنشآت السياحية من أكثر العقبات التي تقف في وجه إقبال السياح على زيارة إفريقيا، خاصةً أن المنافسة في هذا المجال ليست في صالح الدول الإفريقية فقائمة الخيارات الأساسية للسياح لا تتضمن إلا قلة صغيرة من الدول الإفريقية".

ويضيف في حديثه: "إفريقيا تتميز بمواردها الطبيعية وتنوع شعوبها وتاريخها وحضاراتها وقربها من أوروبا وآسيا وتدني أسعار الخدمات والفنادق وتذاكر الطيران، ورغم ذلك فهي تفقد حصتها من السياح لصالح دول بعيدة في أميركا الجنوبية وجنوب شرق آسيا".
ويرى أن تطور النشاط السياحي بإفريقيا يعتمد على اقتناع الدول الإفريقية بأهمية هذا القطاع وحل المشاكل المرتبطة به والترويج الجيد لوجهاتها السياحية، ويقول: "لا يزال هذا القطاع يعاني من قلة الاهتمام حيث لا تتم مناقشته على نطاق إفريقي أو إقليمي بين عدة دول لحل مشاكله المرتبطة بالأمن على الحدود، كما أن الاستثمار في الميدان السياحي لا يزال محدوداً وضعيفاً".

ويشير إلى أنه في إفريقيا، وإلى الآن، لا يزال إغراء السياحة ثقافي وحضاري وطبيعي أكثر منه ترفيهي، ويقول: "زائر إفريقيا يجد نفسه مشدوداً لتاريخها وتقاليد شعوبها ومناظرها الطبيعية المتنوعة أكثر من كونه باحثاً عن الترفيه والاستمتاع بالمنشآت السياحية.. فإذا توفرت جميع عناصر الجذب السياحي من موارد طبيعية ومآثر تاريخية ومنشآت سياحية، ستضمن إفريقيا حصة كبيرة من سياح العالم يزورون دولها في جميع المواسم".

ويؤكد أنه يمكن أن تعتمد الدول الإفريقية حالياً على الأوروبيين والأفارقة والمغتربين كزبائن أوليين دائمين يحققون لها بعض الموارد المهمة، لكنها تستطيع جذب جمهور أكبر من خلال الاهتمام بالبنية التحية والسياحية خاصةً وحل المشاكل الأمنية والصحية والاستثمار أكثر في السياحة.

أهم المزارات
في إفريقيا تتنوع النماذج والخيارات السياحية التي توفرها الدول الإفريقية، سواء منها الحريصة على جذب وإرضاء المزيد من السياح أو التي تعتمد على مؤهلاتها الطبيعية لجذب السياح بأقل مجهود استثماري.

وتعتبر مغامرات السفاري التي تقدم عادةً عروضها بشكل جماعي أكثر ما يغري سياح وسط وشرق القارة حيث يمكنهم دخول الأدغال والمحميات والاستمتاع برؤية الحيوانات المفترسة عن قرب كالأسود والفيلة والنمور. ومن بين أهم الدول التي تقدم رحلات سفاري ممتعة تانزانيا وناميبيا وبوتسوانا وزامبيا.
وفي جنوب إفريقيا، وإضافةً إلى المتعة التي توفرها الحياة البرية والمحميات الطبيعية، هناك شواطئ جميلة ومدن عالمية وتاريخ حافل يختصر كل مآسي القارة وحروبها ضد الفصل العنصري.

وفي مصر، هناك الأهرامات والمعابد القديمة، والتاريخ الفرعوني ويمكن للسائح الاستمتاع برحلات بحرية على نهر النيل، وقضاء أوقات ممتعة بالمنتجعات الساحلية على البحر الأحمر وشمالاً على البحر المتوسط.

وفي كينيا هناك تقاليد عريقة لشعوب الماساي، كما أن رحلات السفاري توفر تجربة ممتعة فهي تنظم في مناطق قريبة من المدن الرئيسية بالحدائق الوطنية وفي محميات الصيد، وشواطئها.

وفي المغرب تتنوع عناصر الجذب بين السهل والجبل والشاطئ والصحراء، وتوفر الأسواق النابضة بالحياة كل ما يحتاجه السياح لإغناء تجربتهم، كما يمكنهم زيارة المعالم التاريخية من قصور ومدارس ومدن قديمة.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير