سابقة تاريخية .. "مجموعة السبع" : إقراض أوكرانيا 50 مليار دولار باستخدام فوائد الأصول الروسية المجمدة
نبأ الأردن -
يجتمع قادة مجموعة السبع الخميس في إيطاليا، حيث سيجدّدون التأكيد لفولوديمير زيلينسكي على تضامنهم مع أوكرانيا عبر إبرام اتفاق رئيسي بشأن استخدام الأصول الروسية المجمّدة من قبل الدول الغربية لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها.
وتلتقي مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا واليابان) برئاسة إيطاليا في منتجع بروغو إنيازيا الساحلي الفخم في منطقة بوليا في جنوب البلاد.
وفي الصباح، استقبلت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ونظراءهم.
كذلك، انضمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى القمة، التي استُبعدت منها روسيا بعد ضمّها شبه جزيرة القرم في العام 2014.
وأكدت ميلوني خلال افتتاح القمة، أنّ مجموعة السبع تلعب "دوراً لا يمكن الاستغناء عنه في إدارة الأزمات العالمية، خصوصاً تلك التي تعرّض حريّتنا وديموقراطيتنا للخطر”.
وستكون أوكرانيا في صلب النقاشات خلال الاجتماع الذي يُعقد بعد ظهر الخميس بحضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي وصل إلى إيطاليا حيث كانت ميلوني في استقباله.
وقال زيلينسكي عبر تلغرام "جزء كبير (من القمة) سيخصص لأوكرانيا لدفاعنا وصمودنا الاقتصادي. ونتوقع قرارات مهمة” الخميس.
وأمام احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وانعدام اليقين بشأن تداعيات انتخابه على أوكرانيا، تسعى مجموعة السبع إلى ضمان تمويل مساعداتها العسكرية لكييف.
– 50 مليارا –
وتأمل مجموعة السبع التوصل إلى توافق حول استخدام الأصول الروسية التي جمدتها الدول الغربية لتوفير دعم مالي لأوكرانيا ومساعدتها على إعادة بناء البلاد.
وأقرت دول الاتحاد الأوروبي مطلع أيار/مايو اتفاقاً لاستخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لتسليح أوكرانيا وهو مصدر قد يدر 2,5 إلى 3 مليارات يورو سنويا.
ويبدو أنّه تمّ إبرام الاتفاقية، فقد قال وزير المال الألماني كريستيان ليندر عبر منصة إكس "أخبار سارّة من مجموعة السبع: 50 مليار دولار إضافية لأوكرانيا”.
كذلك، أفادت باريس بالتوصّل إلى اتفاق مبدئي "حول تخصيص الخمسين مليار” دولار "قبل نهاية العام 2024”.
وسيوقّع الرئيس جو بايدن اتفاقية أمنية ثنائية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في إيطاليا الخميس، كما سيعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مساعدة جديدة لكييف قدرها 242 مليون جنيه استرليني (286 مليون يورو).
– توترات مع الصين –
أعلنت واشنطن الأربعاء فرض عقوبات جديدة للجم جهود الحرب الروسية في أوكرانيا من خلال استهداف كيانات واقعة في روسيا أو في دول مثل الصين وتركيا والإمارات العربية المتحدة.
وخلال زيارة لبرلين الثلاثاء، دعا زيلينسكي إلى إرسال مزيد من الدفاعات الجوية لبلاده. وبعد إيطاليا يتوجه الرئيس الأوكراني الى سويسرا التي تستضيف "مؤتمرا حول السلام في أوكرانيا” سيضم يومي السبت والأحد أكثر من 90 دولة ومنظمة في غياب روسيا والصين.
ومن بين المواضيع الحساسة بالنسبة لواشنطن وحلفائها في مجموعة السبع، التوتر مع الصين الداعمة لموسكو والتي يندد الأميركيون والأوروبيون بفائض انتاجها الصناعي الذي يغرق أسواقهم بمنتجات مدعومة بأسعار منخفضة.
وهددت المفوضية الأوروبية الأربعاء بفرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية الصينية متهمة بكين بتوفير دعم غير قانوني لصانعي هذه السيارات محليا. وهددت الصين الخميس بأنها قد ترفع شكوى إلى منظمة التجارة العالمية بهذا الشان.
إلا ان الدول الغربية ستحرص على عدم اتخاذ تدابير قد تأتي بنتائج عكسية تلحق الضرر بأكثر البلدان تعاملا مع الصين. فألمانيا تستورد أكثر من 200 ألف سيارة سنويا من الصين وتخشى "حربا تجارية”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء عن قلقه من "الانقسامات” التي "تغذيها الخصومات الجيوسياسية”.
وأسف غوتيريش الذي سيشارك في قمة مجموعة السبع أيضا لكون "الحواجز الجمركية الجديدة التي تعتمد في كل سنة تضاعفت منذ العام 2019”.
– الحرب في غزة –
وقال مسؤول أوروبي إن قمة بوليا ستكون مناسبة "لتنسيق” استراتيجية مجموعة السبع حول هذا الملف الذي سيطرح للنقاش الجمعة.
وإلى جانب قادة مجموعة السبع، دعي للمشاركة في القمة البابا فرنسيس ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي وملك الأردن عبدالله الثاني والرؤساء التركي رجب طيب إردوغان والأرجنتيني خافيير ميلي والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وأعلن الفاتيكان أنّ البابا سيجتمع الجمعة مع حوالى عشرة زعماء من بينهم ماكرون وبايدن وزيلينسكي.
وستكون الحرب في غزة محور جلسات عمل عدة مع مباحثات ثنائية على هامش القمة كذلك.
وفيما دخل النزاع بين إسرائيل وحركة حماس شهره التاسع، أجرى وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن جولة في الشرق الأوسط في محاولة للتوصل إلى هدنة على أساس المقترح الذي كشف عنه بايدن في نهاية أيار/مايو.
وسبق لمجموعة السبع ان أعلنت تأييدها لهذا المقترح إلا ان حماس طرحت تعديلات عليه اعتبرها بلينكن الأربعاء "قابلة للتنفيذ”. من جهتها لم تكشف إسرائيل رسميا عن موقفها وتواصل حملتها العسكرية العنيفة دونما هوادة في قطاع غزة ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
قال البيت الأبيض إنه سيتم خلال قمة "مجموعة السبع"، التي ستُعقد هذا الأسبوع، الإعلان عن خطوات لمساعدة أوكرانيا باستخدام أصول روسية مجمّدة.
وستعلن "مجموعة السبع" خلال قمتها، التي ستستضيفها إيطاليا، كذلك، عن فرض عقوبات جديدة وقيود على الصادرات لروسيا، وفق "فرانس برس".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي في تصريح للصحفيين: "سنعلن عن خطوات جديدة نحو تحرير قيمة الأصول السيادية الروسية المجمّدة لفائدة أوكرانيا".
وأضاف: "أعتقد أنكم ستشهدون إجماعاً هنا في مجموعة السبع في ما يتعلّق بالعمل على استخدام هذه الأصول المجمّدة لمساعدة أوكرانيا في إعادة الإعمار".
ويأمل قادة المجموعة التوصل لاتفاق بشأن استخدام أرباح الفوائد على أصول مجمّدة للمصرف المركزي الروسي بقيمة 300 مليار يورو (325 مليار دولار) لمساعدة كييف، والآلية لذلك هي استخدام الأرباح ضمانة لقرض تصل قيمته إلى 50 مليار دولار.
وقال كيربي إنه سيتم الإعلان عن "مجموعة عقوبات جديدة ذات تأثير كبير وإجراءات لضبط التصدير"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وسيعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، في إيطاليا، اجتماعاً ثنائياً سيعقبه مؤتمر صحفي مشترك، وفق كيربي.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن أعضاء "مجموعة السبع" سيبحثون أيضاً في ما توفّره الصين من دعم للصناعة الدفاعية الروسية وسيتصدون لسياسات بكين التجارية غير المنصفة.

























