الأردنيون في رمضان.. عيون لا تحيد عن غزة
نبأ الأردن -
لأن للصائم دعوة لا ترد تلهج ألسنة الأردنيين مع بدء أيام رمضان المبارك شهر الخير والنفحات الروحية بالدعاء لله بتفريج كرب غزة وأهلها وسط دعوات لاستثمار شهر الصوم للانتصار للأهل هناك بالمال والدعاء الخالص.
علماء دين لفتوا في الوقت ذاته إلى حرص المؤسسات الدينية في هذا الشهر الكريم على تعزيز القيم والأخلاق الدينية بين المجتمع، من خلال تنظيم برامج وفعاليات ومبادرات تعكس روح التعاون والإحسان، وتوعية المواطنين بكيفية استقبال هذا الشهر والاستعداد له وأهمية اغتنام الأجر فيه وزرع القيم النبيلة التي أمر بها ديننا الحنيف، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح.
سماحة مفتي عام المملكة الدكتور أحمد الحسنات، قال لـ (بترا)، إن شهر رمضان فرصة نادرة يمنحها الله تعالى للإنسان؛ لأنها نفحة من نفحات الرحمة الإلهية التي تستوجب منا التعرض لها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده).
وأشار سماحته إلى أنه باستثمار الوقت واغتنام فرصة الشهر الكريم، يستطيع الإنسان أن ينتشل نفسه من آثام الخطايا والذنوب التي لحقته طيلة عام مضى، مشيرا الى هناك قسما في دائرة الإفتاء يرصد الفتاوى التي يتداولها المواطنون على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف معالجة الشبهات سواء بالرد عليها أو اتباع الأسلوب الوقائي من خلال الرد العلمي عليها وتخصيص حلقات عبر المرئي أو المسموع لبيان الشبهة.
وقال، إن دائرة الإفتاء حرصت على إيصال الأحكام الشرعية والفتاوى الصادرة عنها إلى فئات المجتمع كافة حيث وقعت اتفاقية لترجمة الفتاوى بلغة الإشارة بهدف الوصول الى فئة الصم وتبصيرهم بأمور دينهم ونشر الوعي والهداية بينهم، مشيرا الى أن هذا العبء الديني تطلب استقطاب كفاءات لها القدرة على تحقيق أهداف الدائرة واستخدام جميع الوسائل المتاحة والمعاصرة لخدمة هذا الهدف، خصوصا أن عدد الفتاوى الصادرة لعام 2023 بلغت أكثر من 386 ألف فتوى، تنوعت بين مقابلات شخصية وأسئلة هاتفية وأخرى مكتوبة ورسائل قصيرة.
وأوضح أن عدد المقابلات الشخصية بهدف طلب الفتوى بلغ 27016 مقابلة، فيما بلغ عدد الاتصالات الهاتفية المجاب عنها نحو 284 ألفا ، أما الأسئلة عن طريق الموقع الإلكتروني، فبلغت خلال الشهر نحو 28 ألف سؤال، في حين بلغت فتاوى الرسائل القصيرة 3660 فتوى، وبلغ عدد الأسئلة المجاب عنها عبر "فيس بوك" 3585 سؤالا.
مساعد الأمين العام لشؤون الدعوة ومدير الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور إسماعيل فواز الخطبا، قال إن الله -تبارك وتعالى- عظم شهر رمضان المبارك بإنزال كتابه المبين الذي جعله هدى للعالمين، داعيا الى نبذ الخصومات فهذا شهر التسامح وخير الناس من يبدأ بالسلام.
وأشار إلى أن الوزارة أدركت هذه المسؤولية حيث كثفت الدروس في المساجد لتعليم المسلمين وتوعيتهم بآداب هذا الشهر الفضيل لأنه شهر التقوى ولا ريب أن الأئمة يعملون جهدهم لتعليم الناس أحكام دينهم وعباداتهم وسائر أعمالهم، لافتا الى أن الصوم عبادة عظيمة، فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
واكد الخطبا أن أهمية الدعاء للأهل في غزة المنكوبة بهذا الشهر الفضيل كي يرفع الله عنهم كربهم وأن ننتصر لهم بكل ما نستطيع سواء بالكلمة أو الدعم المادي وتأمينه للجهات المسؤولة عن توصيله كالهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، مشيرا الى موقف الاردن والقوات المسلحةالأردنية، وعلى رأسها جلالة الملك الذي ضرب مثلا في التفاني في مساعدة الأهل والعزوة في غزة هاشم، من خلال إنزال المساعدات على القطاع جوا.
رئيس قسم أصول الدين بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور علاء الدين محمد عدوي، قال إن شهر رمضان هو شهر القرآن وشهر الصيام والقيام والصدقات، ولقد جاءت هذه العبادة كي يحظى الفرد والمجتمع كله بوافر الخيرات.
وأضاف: إن الصوم هو الطريق إلى تحقق التقوى في النفس، والتي تكون بمراعاة ما على الإنسان من الواجبات وما له من حقوق، والالتزام بأوامره -سبحانه وتعالى، والبعد عن كل ما نهى عنه، وهي عبادة تحتاج للصبر والشكر، ولهذا كان الصوم جنة أي وقاية وحماية، فمن مقاصده وقاية الإنسان وحمايته من الآثام، والأضرار، والأذى المعنوي أو المادي.
وبين أن شهر رمضان هو عنوانه الرحمة والأخوة والمحبة، والتعاون والتكافل والتضامن، والقرآن والصلاة واستجابة الدعاء، والجود، والعمل الصالح والاقتداء بالنبي الكريم الذي كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.
وأشار إلى أنه يتميز هذا الشهر عن غيره من المواسم المباركة مضاعفة ثواب الأعمال، ففيه فرصة يحرص المسلم على الإفادة منها وعدم ضياعها، فالمسلم في عبادة مستمرة طيلة أيام الشهر الكريم.
وأوضح أن عبادة الصوم تهذيب للنفس والبدن، وشعور بحاجات الآخرين وأحوالهم، وأعد الله للصائمين بابا في الجنة هو الريان ووعد الصائمين بفرحتين: عند الفطر لإتمامهم العبادة وتوفيقهم لها، وعند لقائه في الآخر لما سيقابلهم به من الأجر العظيم المضاعف.
وأشار عدوي إلى أن رمضان شهر الصدقات والخير، يحرص فيه المؤمنون على العطاء والصدقة والزكاة، فيكون محطة إيمانية يتزود بها الإنسان لعامه كله، يتفقد من حوله من المحتاجين والفقراء والمساكين واليتامى والأرامل من المحتاجين للصدقات والمساعدة، مبينا في الوقت ذاته أهمية تقديم يد العون للأهل في غزة وتقديم كل ما يلزم لهم.