الأعلى للسكان: الكشف المُبكر عن السرطانات الإنجابية في الأردن لا يزال متأخراً
نبأ الأردن -
قال المجلس الأعلى للسكان، إن الكشف المبكر عن السرطانات الإنجابية في الأردن لا يزال متأخرا، حيث أن نسبة النساء في سن الإنجاب اللواتي أجرين فحصا ذاتيا أو فحصا من قبل مختص للكشف عن سرطان الثدي خلال العام الماضي، وهو أكثر أنواع السرطان انتشارا بينهن متدنية.
وبحسب بيان للمجلس اليوم الأحد، بمناسبة اليوم العالمي للسرطان الذي يصادف في 4 شباط سنويا، بلغت نسبة النساء اللواتي أجرين هذا الفحص 21 بالمئة، وبين اللواتي في السنوات الأخيرة من حياتهن الإنجابية بلغت 27 بالمئة بالرغم من الحملة الوطنية المكثفة لتشجيع النساء على الكشف المبكر عن هذا السرطان.
وعزت مانسبته 50 بالمئة من النساء سبب عدم سعيهن لإجراء فحص شعاعي للثدي إلى أنه لا حاجة لذلك، و 38 بالمئة الى غياب المرض والأعراض، كما توزعت الأسباب العديدة الباقية على الخوف من نتيجة الفحص وغياب الدعم من الأسرة والزوج وبعد الخدمة والكلفة وغير ذلك.
وبشأن سرطان عنق الرحم، اشار البيان الى أنه على الرغم من أن حوالي 65 بالمئة من النساء في سن الانجاب قد سمعن عن فحص مسحة عنق الرحم، إلا أن أقل من 24 بالمئة من النساء في سن الإنجاب ممن سبق لهن الزواج سبق وأن أجرين فحص مسحة عنق الرحم، ووصلت هذه النسبة إلى الثلث بين النساء في السنوات الأخيرة من حياتهن الإنجابية وتدنت إلى 19 بالمئة بين النساء ضمن مستويات الرفاه الأدنى.
يذكر أن اللقاح الواقي من سرطان عنق الرحم لا يقدم في الأردن، ويعود ذلك إلى أن الفحص للكشف عن الفيروس (HPV) المرتبط بهذا السرطان والمطعوم الواقي من هذا السرطان تكاليفهما مرتفعة، كما لا تنفذ حملات للكشف أو الفحص المبكر عن السرطانات التي تصيب الذكور بنفس الزخم والاهتمام كما يحدث بالنسبة للإناث.
وأكد أن المجلس يعمل على متابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية والجنسية والتي تناولت جميع مكونات الصحة الإنجابية التي تم التأكيد عليها في مؤتمر السكان والتنمية الدولي 1994.
وتقدم الاستراتيجية، وفقا للمجلس، إطارا مرجعيا لتحقيق الإتاحة الشاملة لخدمات ومعلومات الصحة الإنجابية والجنسية المتكاملة للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2015-2030، خاصة الهدف الثالث المعني بالصحة والرفاه.
وقال المجلس، إن معالجة عبء السرطان في المملكة تتطلب اتباع نهج متعدد القطاعات والتخصصات وقائم على الأدلة يستند إلى التغطية الصحية الشاملة للوقاية الفعالة من السرطان والكشف المبكر والتشخيص والعلاج والرعاية التلطيفية وأهمية بناء الاستجابات الوطنية على استراتيجية شاملة لتوجيه أنشطة الوقاية من السرطان ومكافحته.
ووفقا للسجل الوطني للسرطان في الأردن، يعتبر السرطان السبب الرئيسي الثاني للوفاة، حيث تم تسجيل ما يقرب من 10006 حالة سرطان جديدة في عام 2019 ( 76 بالمئة منها لأردنيين)، وأكثر من نصف حالات السرطان المسجلة بين الأردنيين هي بين النساء 52.1 بالمئة مقابل 47.9 بالمئة بين الذكور.
وبلغ معدل الإصابة الخام لجميع حالات السرطان بين الأردنيين نحو 104 وفيات لكل مئة الف من السكان (نحو 98 للذكور و 110 للإناث).
وكانت أعلى نسبة تسجيل للإصابات في إقليم الوسط بسبب كثرة سكانه بنسبة 71.2 بالمئة من اجمالي الحالات المسجلة للأردنيين و11 بالمئة في إقليم الشمال و 4.3 بالمئة في إقليم الجنوب.
وفيما يتعلق بتوزيع الحالات المسجلة للأردنيين لعام 2019 حسب العمر فقد تم تشخيص 44.5 بالمئة من الحالات بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق، وكانت نسبة الذكور 57 بالمئة أكثر من الاناث في هذه الفئة العمرية، بينما تسود الإناث في الفئة العمرية 30-59 سنة بنسبة 61.7 بالمئة، كما أظهر توزيع حالات السرطان الجديدة حسب الفئة العمرية أن 4.1 بالمئة من الحالات كانت لأعمار أقل من 15 سنة.
عالميا، يعد السرطان سبب رئيسي للوفاة ومعيق مهم لرفع توقع الحياة في كل دول العالم، وبناء على تقديرات منظمة الصحة العالمية يعد السرطان السبب الثاني أو الأول للوفاة قبل العمر 70 عاما في 112 دولة من أصل 183 دولة، كما أنه يشكل العامل الثالث أو الرابع في 23 دولة أخرى.
ويصاب واحد من كل 5 رجال وامرأة واحدة من كل 6 نساء حول العالم بمرض السرطان خلال حياتهم؛ ويقدر وفاة رجل واحد من كل 8 رجال مصابين بمرض السرطان ووفاة إمرأة واحدة من كل 11 امرأة مصابة بالمرض.
وفيما يتعلق بفجوة الرعاية بما يخص توفر العلاج والرعاية، فإن حوالي 14 بالمئة فقط من مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى رعاية ملطفة يحصلون عليها، ومن بين البلدان ذات الدخل المرتفع وتلك ذات الدخل المنخفض، فإن العلاج الشامل متاح في أكثر من 90 بالمئة من البلدان ذات الدخل المرتفع، ولكنه متاح بأقل من 15 بالمئة في البلدان ذات الدخل المنخفض.
يذكر أن اليوم العالمي للسرطان الذي يصادف اليوم، هو مبادرة عالمية موحدة يقودها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان من خلال رفع الوعي العالمي وتحسين التعليم وتحفيز العمل الشخصي والجماعي والحكومي، حيث يمكن الوقاية من أكثر من ثلث حالات السرطان، ويمكن علاج ثلث آخر إذا تم اكتشافه مبكرا وعلاجه بشكل صحيح من خلال تنفيذ استراتيجيات مناسبة للموارد في مجال الوقاية والكشف المبكر والعلاج يمكن إنقاذ ملايين الأرواح كل عام.