عبيدات: أي عدل وأي منطق وأي انسانية وأي حضارة وأي علم وأي فلسفة تسمح بقتل الأطفال والنساء، وتهدم المستشفيات و المدارس ودور العبادة

{title}
نبأ الأردن -
 طالب علماء وأكاديميون وفلاسفة بضرورة إعلاء صوت الحكمة والرشد وفلسفة العقل والامتثال للمنظومة القيمية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.

وعبروا، خلال ندوة نظمتها اليوم كلية الآداب في الجامعة الأردنية احتفاء باليوم العالمي للفلسفة بالتعاون مع المعهد العالمي للفكر الإنساني، عن أسفهم الشديد لما يحدث للأبرياء والمدنيين والأطفال في قطاع غزة من إمعان متعمد ينفذه الجيش الإسرائيلي بحقهم قتلا وتهجيرا، ويمنع عنهم الغذاء والدواء والماء، مشيعا فلسفة الفناء والدمار والعنصرية القميئة وانحدار الأخلاق.

وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات: "لا يوجد تفسير نقبله ويقبله التفكير المتكئ على الثقافة والحس الإنساني والفطرة إلا سبب واحد للقتل، هو المصلحة والمنفعة للقاتل وإهمال مصلحة ومنفعة المقتول"، متسائلا مستنكرا "أي عدل وأي منطق وأي انسانية وأي حضارة وأي علم وأي فلسفة هذه؟". 

وأشار عبيدات إلى ضرورة استلهام الدروس والعبر من الأحداث الراهنة، بأن يكون العلم والمعرفة والابتكار والريادة والإبداع الطريق لحماية الأطفال والنساء من القتل والظلم، والسبيل لبناء المجتمعات.

ودعا عبيدات الباحثين والطلبة إلى ضرورة البحث عن السبل التي تقي من شرور الإنسان، وتسعى لإعمال العقل، وترسيخ مبادئ الإنسانية والسلام.

وأوضح أن جمال الفلسفة يكمن في أنها تسبق العلم زمانيا، كونها تمنح صاحبها الحرية والتفكير الذي قد لا يقف دائما عند المعرفة، بل يتعداه ليبحث عما هو كامن وراءها.

من جانبه، قال عميد كلية الآداب الدكتور محمد القضاة إن الجامعة أدرجت مساق "مقدمة في الفلسفة والتفكير الناقد" مادة إجبارية، انطلاقا من رؤيتها في تعزيز الدرس الفلسفي وبناء منهجيات التفكير والمهارات التواصلية والحوراية عند الطلبة للوصول إلى نشر ثقافة التسامح.

وأكد القضاة في كلمته ضرورة تعزيز الحجج والبراهين والحجج المضادة، وإقامة الحوار مهما كانت الظروف، ليكون التسامح نهجًا وأسلوب حياة، موضحًا أنه لا تسامح في الحقوق الأساسية بل التجاوز عن النقائص ونقاط الضعف والسلبيات هو المقصود، سعيا لبناء مجتمع متحاب ومتعاون.

إلى ذلك، قال المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإنساني الدكتور رائد عكاشة إن الاحتفاء باليوم العالمي للفلسفة استشعار للدور الحضاري الذي تقوم به في تشكيل الهوية الحضارية للأمة، وفي تشكيل الوعي بمكونات الهوية من جهة، وبكل ما يعمل على محاولة نسفها من جهة أخرى.

وأضاف أن الحفل اليوم يهدف إلى صوغ رؤية علمية للتعامل مع الفلسفة ودورها في الواقع بصورة خاصة، والمشاريع الفلسفية في الوقت الحاضر بصورة عامة، وتحديد تصور واضح عن طبيعة العلاقة بين التبعية والتخلف من جهة، والكينونة والانعتاق والتطور والإبداع من جهة أخرى.

بدورها، قالت رئيسة قسم الفلسفة الدكتور دعاء خليل إنه انطلاقًا من مبدأ الفلسفة القائم على الانتقال من المشكلة إلى السؤال، فلا بد من الاستجابة للتحديات والمتغيرات التي بلغت ذروتها، كالتغيرات المناخية، والمجاعات، والفياضانات، والأزمات الأخلاقية، لتكمن المهمة الرئيسة في رصد الثوابت والمتغيرات، ولئلا يكون الأفق بلا ملامح علينا التفكير انطلاقا من الدوافع.

وأكدت خليل أنه ما لشيء أهمية أكثر من الفلسفة للتعامل مع الأحداث بعقلانية ووعي، ذلك حتى نتمكن من الحفاظ على المجتمعات وما بقي من إنسانية تساعدنا على قراءة الواقع وفتح آفاق المستقبل.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير