بيان صادر عن حزب المؤتمر الوطني "زمزم"
حول الاعتداءات على شعبنا في الأرض المحتلة
نبأ الأردن
"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"
تحية المقاومة والجهاد للمرابطين على بوابات الأقصى وعتبات الصخرة المشرفة، تحية المقاومة والجهاد لأهلنا المحاصرين في غزة، تحية لفصائل المقاومة والجهاد على أرض فلسطين المباركة، والرحمة لشهدائنا الأبراء والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
لقد استطاع أهل غزة والمقاومة الباسلة أن يحققوا عملية توازن الرعب مع قوات الكيان الغاصب وأن يشكلوا محطة فاصلة في تاريخ الصراع مع العدو المحتل، الذي أقام بنيانه على جماجم الأطفال والنساء، وقتل المدنيين وتهجيرهم من أرضهم وديارهم ظلماً وعدواناً، بتواطؤ أمريكي غربي صارخ، وتحت أبصار دول الاستكبار العالمي، وفي هذا السياق لا بد من توضيح جملة من الحقائق المهمة:-
الحقيقة الأولى : إن الكيان الغاصب لم يستطع تحقيق الأمن لشعبه رغم قدرته على بناء جيش يصنف بأنه من أقوى الجيوش على مستوى المنطقة والإقليم، وبناء سلاح جو متفوق مدعوم بالتكنولوجيا الأمريكية المتقدمة، وبناء ترسانة نووية وقبة حديدية، وهنا تبرز الحقيقة الماثلة للعيان بأن الكيان المبني على الظلم والاغتصاب والاحتلال كيان باطل مهزوز ولن يكتب له البقاء ولن ينعم بالأمن وإن طال الزمن، وسوف يبقى الكف الفلسطيني الجريح قادراً على مواجهة مخرزهم الملطخ بدماء الأبرياء، وعلى "الصهاينة" أن يعدوا أنفسهم لمواجهة الجيل الجديد المتمرد على كل مقولات الجبن والعار والمتمرد على كل شعارات التخاذل والضعف، والاستعداد لمرحلة جديدة مختلفة.
الحقيقة الثانية : أن الأنظمة العربية التي عجزت خلال سبعين عاماً عن بناء قوتها وقدرتها على تحرير أرضها ومواجهة المحتل فقدت مبررات وجودها، بعد أن أهدرت الأوقات والجهود والمقدرات، وشكلت سنداً للاحتلال وأمدت في عمره، وحالت دون بناء قوة شعبية قادرة على تحمل المسؤولية، وعلى الشعوب أن تتحمل مسؤوليتها في حماية نفسها وحماية الأجيال من براثن الاحتلال، وعليها أن تشق طريقها بنفسها نحو إعادة بناء نفسها من جديد.
الحقيقة الثالثة: بطلان كل محاولات التسوية ومعاهدات السلام البائسة والمهترئة مع الاحتلال الذي شرع بتنفيذ مخطط تهويد القدس، وضم أرض الجولان وأغلب أراضي الضفة الغربية، بالإضافة إلى نقل الولايات المتحدة سفاراتها إلى القدس المحتلة واعتراف الإدارة الأمريكية بشرعية الاحتلال، وأصبح من المعلوم بداهة أن الكيان الصهيوني لا يقيم وزناً لكل الدول العربية ولا يقيم وزناً للقوانين والقرارات الدولية، ولا يقيم وزنا للمواثيق والمعاهدات السلمية.
الحقيقة الرابعة : أن الدول العربية فقدت وزنها السياسي على الصعيد الإقليمي والعالمي، حيث أنها فشلت في الدفاع عن أرضها وحدودها وعجزت عن مواجهة التدخلات الأجنبية، كما أنها تشهد تراجعاً مذهلاً على الصعيد الديمقراطي والاقتصادي والعلمي والتربوي، واتساعاً في فجوة القوة بينها وبين القوى الإقليمية التي جعلت الأرض العربية مسرحاً لأطماعها وطموحاتها.
الحقيقة الخامسة: أن الشعوب العربية محتقنة وتعيش حالة من الإهمال والتوتر نتيجة حرمانها من حقها في اختيار حكوماتها، والمشاركة في تقرير مصيرها، وهي على وشك الإنفجار، في ظل الاستخفاف الذي تمارسه الأنظمة بحقها، وفي ظل تهالك بعض الأنظمة إلى الارتماء في أحضان الكيان المحتل وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الشعوب العربية في التحرر والعيش بحياة كريمة، كما أصبحت الشعوب معزولة عن مواجهة الأخطار التي تحيق بها في ظل فشل الأنظمة وتهالكها وفسادها وضعفها.
وبناءً على ما سبق فإن حزب المؤتمر الوطني يدعو الشعب الأردني وكل الشعوب العربية إلى مساندة صمود الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة الباسلة لأنها تمثل الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق الفلسطينية والعربية، وتحرير الأرض والإنسان، ويشد الحزب على الموقف الأردني الثابت في رفض ما يسمى بصفقة القرن ورفض التدنيس الصهيوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية، كما يطالب الحزب الحكومة الأردنية بطرد السفير الصهيوني في عمان، واستدعاء السفير الأردني في دولة الكيان، والاستجابة للمطالب الشعبية بوقف العمل بكل الاتفاقيات مع الكيان المحتل، كما يطالب الحزب جميع الدول العربية والإسلامية بوقف كل أشكال العلاقات التطبيعية مع هذا الكيان المتمرد على كل أعراف السماء والأرض.
إن حزب المؤتمر الوطني يدعو إلى خيار الاصلاح الوطني الشامل الذي يمثل المدخل الصحيح لإعادة بناء الإنسان وإعادة بناء القوة الحقيقية والسير في تحقيق التنمية المستدامة والاستغناء عن سياسة المنح والمساعدات الخارجية، وبناء القوة الذاتية من خلال الالتفاف الشعبي حول القيادة في طريق الكرامة والعزة والإيمان ومحاسبة الفاشلين الغارقين في مستنقع الفساد والاستبداد، من أجل مواجهة الغزاة والمحتلين.
(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)