الصفدي: العالم بدأ يستمع إلى الرواية الأردنية التي سبقت الحرب على غزة

{title}
نبأ الأردن -
قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إن هنالك رواية إسرائيلية في العالم الغربي قدمت ما يجري من منظور إسرائيلي سعى لأن يبرر الحرب على غزة كأنها عمل يستهدف الدفاع عن النفس.

وأوضح الصفدي، للتلفزيون الأردني مساء اليوم الأربعاء، أن الرواية المضادة التي انطلقنا منها، والتي قاد جلالة الملك عبدالله الثاني جهودا دبلوماسية غير منقطعة، كانت "أن ما يجري لا يمكن تبريره دفاعا عن النفس، هو حرب تقتل الأبرياء الأطفال النساء الشيوخ، تحيل غزة خرابا، ولن تحقق أمنا لإسرائيل، ولن تحقق سلاما في المنطقة”.

وأكد أنه "كان لا بد من تقديم هذه المحاججة الأردنية؛ التي تعكس الموقف الفلسطيني، ومنسجمة تماما مع الموقف العربي”.

وأشار إلى أنه "منذ بداية الحرب وحتى الآن هنالك تغير واضح في الموقف الدولي الذي كان في البداية داعما بشكل مطلق لإسرائيل بعد عملية الـ7 من تشرين الأول الماضي”.

ولفت إلى أنه "وبعد شهر على الكارثة التي تجري في غزة بدأ العالم يدرك، ليس فقط كارثية ما تقوم به إسرائيل من حرب دمارية ومن قتل للأبرياء، ولكن أيضا من أن إسرائيل تدفع المنطقة باتجاه المزيد من التأزيم والصراع”.

وأضاف أن العالم بدأ يستمع إلى الرواية الأردنية التي سبقت الحرب بأن "لا حل ولا أمن ولا سلام ولا استقرار إلّا بحل القضية الأساسية وهي القضية الفلسطينية، وأن كل طروحات القفز فوق القضية الفلسطينية عبثية عدمية، أثبتت الحرب بوجع وبألم وبخسارة كبيرة أنها طروحات لا قيمة لها”.

وقال: "إننا نرى الأثر في المواقف الدولية التي بدأت تعبر عن نفسها بشكل أكثر قوة ضد هذه الحرب ودماريتها، كما نرى أن هنالك إدراك أكبر للحاجة إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة”.

وأكد أن "ما دخل إلى غزة لا يكفي بأي حال من الأحوال، حيث كانت تحصل يوميا على نحو 500 شاحنة، وما دخل غزة منذ الـ21 من الشهر الماضي حتى الآن لم يتجاوز 625 شاحنة”.

وأوضح أن الحاجة والكارثة الإنسانية كبيرة في غزة، والعالم كله يرى مشاهد القتل والموت والتجويع وفقدان المستشفيات لأبسط مقومات علاج المرضى والجرحى، و”كل هذه أثرت في المجتمع الدولي لكن ما يزال أمامنا عمل كبير”.

وبين أن إسرائيل مستمرة في حربها، ونحن مستمرون في جهود لا تنقطع يقودها جلالة الملك من أجل أن نوقظ العالم إلى خطورة ما تقوم به إسرائيل.

وشدد على أن "أولوياتنا واضحة؛ نريد أن نوقف هذه الحرب، والوصول إلى وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن، وإدخال ما يكفي من المساعدات إلى غزة وهذا جهد يعمل عليه الأردن بالتنسيق من أشقائنا في الدول العربية من أجله ويبادر الأردن أيضا بجهوده الخاصة في هذا الإطار كما حدث عندما أنزلت طائرة لنشامى قواتنا المسلحة الإمدادات الطبية لمستشفانا الذي يعمل في غزة منذ العام 2009، وحماية المدنيين”.

"وبعد ذلك التأكيد على أنه إذا أراد العالم أن تحول دون تكرار ما يجري من كارثة فالطريق واضحة وهي حل سياسي شامل على أساس حل الدولتين، يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”، وفق الصفدي.

واعتقد أن "خطابنا مع العالم كان له صدى أوسع، لأننا اتخذنا موقفا مبدئيا منسجما مع قيمنا الإنسانية والدينية وثوابتنا؛ بأن قتل المدنيين مرفوض من الجانبين وهو ما عبرت عنه الجامعة العربية في قرارها الذي اتخذته عندما اجتمع وزراء الخارجية بعد أيام من بدء الحرب”.

وأضاف أن "هذا الخطاب يعكس ثوابتا ومواقفا بأننا نريد السلام والأمن الذي يحمي حيوات الناس جميعا ويحول دون تكرار الحرب، ويؤكد على ضرورة التزام القانون الدولي الذي يجرم حرمان أهل غزة من الماء والدواء، ويحرم استهداف المستشفيات والعقاب الجماعي الذي تشهده غزة”.

وجدد التأكيد أن موقفنا واضح وجهدنا مستمر لأننا ما نزال في مواجهة قرار إسرائيلي حتى اللحظة يرفض أن يستمع إلى صوت العالم، الذي عبرت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعم ثلثي أعضائها، أي أن ثلثي العالم يقول: "أوقفوا هذه الحرب، ولم تسمع (إسرائيل).

ولفت إلى أنه حتى الذين يدعمون إسرائيل بما يسمونه دفاعا عن النفس يقولون: "عليها أن تلتزم القانون الدولي”، مؤكدا الصفدي أن إسرائيل لا تلتزم القانون الدولي.

"للأسف الكارثة كبيرة وحجمها كبير، ونحن في الأردن كنا وسنبقى الأقرب إلى فلسطين وأهلنا فيها، جلالة الملك يكرس كل إمكانات المملكة من أجل نصرة أشقائنا ووقف هذه الحرب وأيضا الذهاب باتجاه مستقبل يسوده الحق بتلبية حقوق الشعب الفلسطيني فيكون مستقبل سلام للجميع”، بحسب الصفدي.

وأكد أنه وبالنسبة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين، قطع جلالة الملك كل حديث في هذا الموضوع، وكان واضحا صريحا مباشرا أن هذا خط أحمر لن نسمح بتجاوزه، وهو موقف ثابت، مشيرا إلى نقل هذا الموقف إلى المجتمع الدولي الذي لم يكن كله يدرك بالضرورة تبعات التهجير، وشرح هذا الموقف لهم بشكل واضح.

وذكر أنه "لا يوجد أي دولة بالعالم تقول بتهجير الفلسطينيين من الولايات المتحدة وأوروبا إلى الصين واليابان ودول الجوار، كل الدول تقر بأن هذا أمر لا يمكن أن يكون خيارا أمام إسرائيل، هو خرق للقانون الدولي ومحاولة لترحيل الأزمة التي أوجدها ويفاقمها ويبقيها الاحتلال ولن تنتهي إلّا بانتهائه”.

وتحدث عن وضوح موقف الأردن من تهجير الفلسطينيين، مستذكرا أنها ليست المرة الأولى التي يؤكد جلالة الملك هذا الموقف، فهو تاريخي ثابت بالنسبة لنا، ولن نسمح بحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن ولا على حساب حق الشعب الفلسطيني في أن يعيش بحرية وكرامة على تراب وطنه.

واعتقد الصفدي أن الغرب يدرك بأن الحرب في غزة ليست حربا بين اليهود و”العرب والمسلمين”، وقال: تحدثنا معهم بشكل واضح.

وأشار إلى أن جولات جلالة الملك في أوروبا واتصالاته مع كل قادة العالم كانت واضحة في نقل الموقف الأردني العربي الفلسطيني بشكل واضح بأن "هذه حرب ليست دينية، بل حول حقوق وفي سياقها الذي انطلقت فيه، وأن موقفنا واضح بأننا نحترم حياة الجميع وننطلق من قيمنا وثوابتنا وتاريخنا باحترام حياة المدنيين”.

وذكّر العالم بأن "هذا الصراع لم يبدأ في الـ7 من تشرين الأول الماضي، وعندما نتحدث عن السياق التاريخي لا نبرر قتل المدنيين، لكن لا بد لنا من فهمه الذي أوصلنا إلى هذا اليوم، حتى يتعلم الجميع مما جرى وأن نعمل باتجاه المستقبل، وهذا هو تركيزنا والجهد الذي يقوده جلالة الملك؛ كيف نضمن أن ما كان سابقا من طروحات وتوجهات اقتنعت زيفا بأنها يمكن أن تقفز فوق القضية الفلسطينية للوصول إلى سلام إقليمي، أن هذا طرح عبثي لا قيمة له ولا أثر، وأن السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو حل الدولتين الذي يلبي حقوق الشعب الفلسطيني كاملة”.

وأكد وزير الخارجية أن الموقف العربي متفق على وقف الحرب وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني، والتنسيق مستمر، لافتا إلى أن هناك اجتماعا وزاريا في السعودية تحضيراً للقمة، وسيغادر الوزير الصفدي اليوم لحضوره، تحضيرًا لاجتماع القمة العربية السبت المقبل.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير