الناطق الحكومي: مآلات الحرب على غزة غير واضحة
نبأ الأردن -
قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور مهند مبيضين، إنه "في حالة مثل حالة الحرب على غزة فإن الواقع فيها والتكهنات والتوقعات غير واضحة حيال ما الذي ستؤول إليه تماما”.
وأضاف أن "الهدف الأساسي النهائي حتى عند الاحتلال غير واضح، فإنه يتراجع تارة، ويدخل تارة أخرى، ويرسل مجموعة صغيرة تتعرض لهجوم، ما يبدو أنها حالة من جس النبض المستمر”.
وأوضح أن مآلات الحرب على غزة غير واضحة، خاصة في ظل حجم الدعم الغربي الذي يقدم للاحتلال.
تصريحات مبيضين جاءت خلال استضافته، الاثنين، باليوم المفتوح الذي نظمته مجموعة الراية الإعلامية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وبالشراكة مع مجموعة من الإذاعات المحلية الناطقة باللغتين العربية والإنجليزية لجمع التبرعات لصالح الأشقاء في قطاع غزة.
مخاطبة المواطنين بوضوح
وأكد أنه يجب نقل الصورة الواضحة للمواطنين "وإن كان في هذا الوضوح من السوء الكثير أو ربما الإحباط عند البعض”.
وتحدث عن توجيهات من رئيس الوزراء، الدكتور بشر الخصاونة، بمخاطبة المواطنين بوضوح وتقديم الرواية والموقف الأردني للقيادة والحكومة والشعب بجميع مستوياته المتعددة.
وأشار إلى حديث نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، عندما قال أمام مجلس النواب أن "القادم أسوأ والتهجير يعني لغة حرب”، حيث بين مبيضين أنه "وضعهم والمواطنين أمام الفرضية الأسوأ لأنه أهم شيء ومن حق المواطنين أن يعرفوا ما الذي سيحصل.. وإن كان صعبا وقاسيا”.
موقف حاسم
وأكد أن الحرب على غزة "لا إنسانية”، وتطور خطاب الأردن إلى موقف حاسم بموضوع التهجير سواء للأردن أو إلى مصر.
وشدد على أن الموقف الأردني ليس وليد اللحظة، منوها لاطلاعه على وثيقة تعود لجلالة الملك عبدالله المؤسس عام 1938 يدعو فيها إلى خفض التصعيد وعدم التهجير، ولاحقا مع جلالة الملك الحسين ثم جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث كان هنالك دائما واقعية سياسية عالية، ولم يكن هنالك أي مناورة في موضوع فلسطين والتنازل عن الحقوق الفلسطينية، ما يبين وضوح موقفهم.
واستذكر قول جلالة الملك الحسين أوائل التسعينيات من القرن المنصرم "إذا بقي نتنياهو على رأس السلطة ستتحول المنطقة إلى بركة من الدم”.
ولفت إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية وهو يقول "إن بقي التوتر والصراع في الشرق الأوسط الذي عنوانه فلسطين، التي تعتبر بوصلة الهم والسياسة الأردنية وتاجها القدس الشريف، إذا بقي هذا الصراع فإن المنطقة لن تنعم بالاستقرار”.
وذكر أن جلالته تحدث أمام البرلمان الأوروبي والكونغرس، كما قام بجولة أوروبية كانت غاية في الدقة، وكان الزعيم العربي الوحيد الذي جال أوروبا وتحدث عن الفلسطينيين وحقهم.
وأشار إلى خطاب جلالته في قمة القاهرة للسلام الذي كان واضحا تماما برسائله للغرب، مستندا جلالته إلى شعبه ومواقفه الأخلاقية وتصريحاته وخطابه في الأمم المتحدة قبل نحو شهر الذي تسائل فيه "إذا بقي الصراع إلى أين نحن سائرون بهذا الشكل في الشرق الأوسط؟”.
توحد موقفي الأردن ومصر
وأوضح أن الأردن معني بالموقف المصري، كما يعني لمصر الموقف الأردني، مشيرا في ذات الوقت إلى أوضاع صعبة تعيشهما جمهوريتا سوريا ولبنان.
وقال إن الأردن ومصر دولتان حدوديتان مع الاحتلال، وهما دولتان متماسكتان وفيهما سلطة وقانون ومؤسسات قوية، والتوحد في الموقف لدى الجانبين الشقيقين لم يكن من الممكن أن يتم لولا التنسيق والتعاون المستمرين.
وأكد حرص الأردن على التعاون المستمر مع مصر، فالأردن طوال عمره كان يقف مع الأشقاء العرب حتى لو كان يرى أنه سيخسر في بعض المواقف، "وهذا ما جربناه في النكسة عام 1967”.
وتابع أن "الوقوف إلى جانب مصر اليوم عروبي تكاملي، كما أنه وقوف مع أمن مصر، كما تقف مصر معنا”.
الجهود الإغاثية
وأشار إلى مشهد واضح لا لبس فيه ولا مجال لتأويله، فثمة ظروف صعبة وقاسية قادمة، والأردن يعمل كل ما يستطيعه لتخفيف وطأة هذه الصعوبة والقسوة سواء عن طريق جهوده الدبلوماسية أو الإغاثية.
وبين أن الأردن من أوائل الدول التي قدمت أنموذجا مؤسسيا في الدعم والإسناد والإغاثة، لافتا إلى دعم جلالة الملك عبدالله الثاني لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” من خلال توجيهه الحكومة بأن تدعم الوكالة بمبلغ 3 ملايين دينار أردني لتمارس عملها وتستعيد عافيتها، في وقت لم تقدم فيه دول أكثر قدرة مالية وملاءة اقتصادية أي دعم للأونروا.
وشدد على أن الموضوع الفلسطيني بالنسبة للأردن؛ "موضوع أردني بقدر ما هو فلسطيني، وبقدر ما هو الموضوع الأردني عند الفلسطينيين فلسطيني.. وبالتالي فإن دعمهم وإسنادهم ليس بجديد على الأردنيين لأنهم سباقون في التضامن والتفاعل مع الشارع العربي وأي قضية عربية أو إسلامية”.
حملة مجموعة الراية الإعلامية
وأشاد بالحملة التي نظمتها مجموعة الراية الإعلامية لجمع التبرعات للأشقاء في قطاع غزة.
وقال إن التبرعات التي يقدمها الأردنيون اليوم تأتي من دولة تعتبر إمكاناتها بسيطة، ولديها سوق يعتبر صغير الحجم، كما أن مواردها قليلة، مؤكدا أن "هذا الإنفاق والكرم في ظل حالة من العسر يعد أبلغ وأجمل أنواع الكرم”.
وقال إنه ليس بمقدور أحد أن يمن على الأردن الذي آوى وتحمل واستقبل اللاجئين والنازحين، ما يجسد هوية وطنية وجهدا كبيرا وروحا أردنية عظيمة.
وختم بالقول: "سنبقى على هذا الخلق الأردني الجميل وهذه الروح العربية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد”.