كتب محمود الدباس : عندما تتقاطع المصالح الضيقة مع العاطفة.. يكون الناتج فزعة غير محمودة

{title}
نبأ الأردن -

اعلم ان نقصا حادا من رصيد متابعي كتاباتي ومنشوراتي سيحدث بعد هذا المقال.. ولكنني لم اكتب يوما لتزداد شعبيتي.. وانما لمحاولة نشر نوع من الوعي صعب التقبل ولذي تحاول النفس الابتعاد عنه..
فالنفس البشربة تواقة لسماع من يؤيدها في اي شيء.. وميالة لكل من يوافقعا.. وعاشقة لمن يضعها في مناطق البساطة وعدم التحليل والعمق في التفكير..
لذلك تجد من يحللون ويتوقعون ويجعلون تفكيرهم واقعي.. هم اقل الناس جمهورا وصداقات.. وتجد من يسير وفق الدارج من الافعال والأقوال والاراء.. هو صاحب الشعبية الكبيرة والمتابعبن الكثر.. فهو يدغدغ عواطفهم ويسايرهم فيما تهوى انفسهم.. ولا يقدم لهم الرأي السديد والواقعي المخالف لما يرنون اليه.. حتى لا يختلف معهم ويخسرهم..





فعندما انظر الى كثير من نشاطاتنا وافعالنا في المجتمع الاردني خاصة او حتى العربي.. أجد ان مقدمي الرأي الواقعي المنطقي المبني على دراسة لمجريات الامور والاحداث.. وتمحيص دقيق وربط للكثير من الأفكار والنظريات والدراسات والعلوم بأي حدث.. هم الاكثر انتقادا من الناس.. والمنعوتين بأسوأ النعوت.. والموصوفين بالمتشائمين تارة والمتخاذلين تارة اخرى..





وقبل ان ادخل في النقطة الاساسية لهذا المقال.. دعوني اعود بالذاكرة القصيرة الى مناسبة حدثت وتحدث في الاردن كل اربع سنوات.. ألا وهي الانتخابات البرلمانية.. فتجد شخصا يطرح نفسه من باب مصلحته الشخصية فتتقاطع هذه الرغبة مع محبة ابناء عمومته او انسبائه او منطقته ليكون ممثلا لهم.. وعندما يأتي من هو صاحب نظرة وبصيرة ويقول ان لا فرصة للنجاح.. تتم مهاجمته ووصفه بانه لا يريد الخير لهم.. وانه صاحب مصلحة متضادة معهم.. وعندما تنتهي الانتخابات ويفشل فشلا ذريعا.. يصبح اللوم والعتاب هو الدارج.. ولكنه في غير محله.. وبعد فوات الاوان..





وعندما ترى الاحداث التي تحصل في المحتل من ارضنا.. وتحاول ان تضع اي تحليل او سيناريو مختلفا نوعا ما عن الذي يطمح ويتطلع اليه كافة الغيورين على الارض والعرض.. تتم مهاجمتك ووصفك بصاحب اجندات او من الذين يثبطون العزائم..





وهنا فليسمح لي كل صاحب لب رشيد ووازن ان اتساءل..





هل نحن اصحاب السطوة واليد الطولى ونتحكم في مجريات الأمور؟!..هل نحن من يسيطر على المنافذ.. حتى نضمن ايصال واستمرار الدعم اللوجستي للمقاومة؟!..هل تستطيع المقاومة الاستمرار على هذه الوتيرة في ظل الحصار المفروض الى مدة تستطيع ان ترغم العدو على الاستسلام؟!..هل تستطيع المقاومة العيش ان تم الاغلاق الشامل لحدود غزة.. ومنع تدفق اي شيء؟!..هل نحن من نمتلك قراراتنا ونتحكم بمقدراتنا؟!..هل تمتلك اي دولة القدرة على اعلان حالة الحرب مع العدو الغاصب؟!..هل نحن من يتحكم بوسائل الاعلام والاتصالات ونستطيع حجب مكالماتنا عن عدونا؟!..هل نحن من يستطيع تحريك الرأي العام الدولي والاممي لصالح قضيتنا؟!..هل نحن قادرون على استصدار قرار من مجلس الامن لا اقول بوقف العدوان.. وانما بادانته ووصفه بالهمجي على اقل تقدير؟!..هل لو سمحت دول الطوق بنزول المواطنين الى الأراضي المحتلة.. وتمت تصفيتهم من قبل عصابات الصهاينة.. سيتم مسامحة الدول من قبل ذويهم عن ذلك؟!..هل وهل وهل.. اسئلة وتساؤلات يجب ان نضعها على الطاولة وامام اعيننا قبل ان نهب بالفزعة.. فالفزعة غير المحسوبة في هكذا مواقف تكون مدمرة واثارها عكسية..



وفي الختام.. أقول بأن لا شيء يحدث في هذه الآونة وهذا الزمان هو محض صدفة.. ولا شيء يحدث ويُنفذ بخطة واحدة وسيناريو واحد.. وانما يكون هناك بدائل وسيناريوهات مرسومة.. وينظر مخططوها إليها وهي قيد التنفيذ.. كالمخرج وهو يتابع مسلسله التلفزيوني الذي اشرف على تصويره ويعرف تمام المعرفة مجرياته وادق تفاصل احداثه..
فلست بصاحب نظرة تشاؤمية او سوداوية.. وانما انا رجل واقعي ومعتقد تمام الاعتقاد بان زمن المعجزات اوقفه الله عز وجل.. وانه اذا اقترب المتقاتلان في درجة الايمان والاعتقاد فالقوة هي التي تغلب.. وان لعبة السياسة الدولية المعمول بها من قبل كافة الدول والتنظيمات لا دين ولا اخلاق لها.. لان كثيرا من قواعدها تتنافى وتتناقض مع الإيمان بالله والتوكل عليه..





وانهي بما ذكرته في كثير من المناسبات..
ان شرف حمل نيشان تحرير الاقصى.. لن يحمله إلا من اتصف بصفات الانبياء.. قولا وفعلا وبما يجول في السرائر..
حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا..
أبو الليث..


تابعوا نبأ الأردن على