خبراء في لقاء لتحالف “نافع”: الذكاء الاصطناعي وسيلة لتحسين التعليم.. لكنه لا يلغي التفاعل الحقيقي بين المعلم والطالب
نبأ الأردن -
على وجه الخصوص ساعد الذكاء الاصطناعي المعلمين على تطوير مهنتهم، ووفر لهم جميع المعلومات التي يحتاجون إليها، فضلاً عن أنه سمح بإنشاء محتوى يناسب طلابهم بشكل أفضل. مقابل ذلك يعتقد العديد من الخبراء أن هذه التكنولوجيا لا يمكن أن تنتزع من وجود المعلمين، إلا أنهم يتفقون على أنها ستغير طريقة قيامهم بوظائفهم وأفضل الممارسات التعليمية للتطبيق.
في هذا السياق، ولتبادل الخبرات والمعارف فيما يخص استخدام الذكاء الاصطناعي وتخطيط الدروس واستراتيجيات التدريس المبتكرة من أجل تعزيز قدرات المعلمين وتقليل نسب التسرب من المدارس، عقدت منظمة النهضة العربية للتنمية والديمقراطية (أرض)، ضمن سلسلة حوارات التحالف الوطني لمستقبل التعليم في الأردن- نافع، جلسة حوارية بعنوان: "تمكين المدارس الأردنية للتعلم المستقبلي المستدام: كيف يغير الذكاء الاصطناعي قطاع التعليم؟”، الإثنين 25 أيلول/ سبتمبر 2023، وأدارتها مستشارة برنامج التعليم في النهضة العربية (أرض)، د. أسيل الشوارب.
وأكدت مديرة التعليم الإلكتروني في أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، أمجاد أبو هلال، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته يمكن أن تكون فعالة؛ إذا ما تم استخدامها في مجال تحليل البيانات التعليمية وتطوير المناهج وتحسين عملية التدريس، ودعم وصول المعلمين إلى الموارد التعليمية الجديدة.
وأشارت أبو هلال إلى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كـ "تشات جي بي تي” يمكن أن تكون أداة قوية في التعليم، ولكن على الإنسان أن يتذكر أنه المحرك الرئيسي للعملية التعليمية، وعليه كذلك أن يجعل التكنولوجيا وسيلة لتحسين التعليم وتوفيره للجميع، دون إهمال الجانب الإنساني والتفاعل الحقيقي بين المعلم والطالب.
من جهته، اعتبر مدير تطوير الأعمال في الشركة المتحدة للإنتاج التعليمي (منصة هوز)، خالد عبابنة، أن التعليم والذكاء الاصطناعي مرتبطان ارتباطًا وثيقاً، لأن التعليم بحاجة دائمة إلى التطوير والابتكار، ولدى الذكاء الاصطناعي الفرص والأدوات الجديدة للتطوير، وبالتالي، لا مبرر للخوف من التغيرات وتخيل أن الآلات يمكن أن تحل محل المعلمين في المدارس.
ويدرك عبابنة أنه على المدى الطويل، ستصبح تقنية الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من حياتنا؛ لذلك بدلاً من محاربتها، يبدو واضحاً أننا، كمعلمين وطلاب، بحاجة إلى التحرك معها، واستخدامها لصالحنا، وتكييف الطريقة التي نعلم بها، مما يتطلب تغير طبيعة التعلم بشكل كبير في المستقبل، سواء من حيث المحتوى والمهارات التي يجب تدريسها أو طريقة تعلم الطلبة.
أما مديرة تطوير الأعمال في شركة شعاع المعرفة للمعلومات، سارة قفاف، فنبهت إلى أن هناك مخاطر التكنولوجيا على الطلبة تكمن في حال زاد الاستخدام عن الحد المسموح، ولم تكن هناك مراقبة من قبل الأهل والمعلم، فحينها ستصبح ضارة وغير نافعة لهم، مما يترتب أن نعمل معاً كمجتمع لضمان استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة أخلاقية ومسؤولة.
وبحسبها، ولكي تندمج هذه التكنولوجيا في العملية التعليمية بنجاح؛ فعلى المستفيدين منها سواء المعلمين أو المتعلمين اكتساب مهارات وكفاءات جديدة تمكنهم من استخدامها بفعالية، فالمعلمون بحاجة إلى اكتساب القدرة على دمج الذكاء الاصطناعي في ممارسات التدريس الخاصة بهم، وتقييم تأثيره على تعلم الطالب.أما المتعلمون فهم بحاجة إلى فهم وسائل التفاعل البناء مع هذه الأنظمة.
إلى ذلك، جرت نقاشات متنوعة بين المشاركين في الجلسة، خلصت إلى حاجتنا لتعزيز الابتكار والتطوير في التعليم، وتطوير استراتيجية وطنية خاصة بالتعليم بالتعاون مع كافة القطاعات، والنهوض بمكانة المعلم بشكل عام لنجاح منظومة التعليم الشامل في المدارس والجامعات، مع أهمية تكييف التدريس والتقييم لدمج الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي وضمان المساواة بين كافة الفئات في الوصول لهذه التكنولوجيا.