المطاعيم في الأردن: حماية للأطفال وبناء مجتمع مقاوم للأمراض
نبأ الأردن -
تعتبر المطاعيم في الأردن أحد أهم الأدوات للحد من انتشار الأمراض المعدية، وتحقق المناعة الجماعية، حيث تؤكد وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية لطفولة (اليونيسف) أهمية جميع أنواع المطاعيم في حماية الأطفال وبناء مجتمع صحي، كأداة فعالة للوقاية من الأمراض وحماية صحة الأطفال.
وقال أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة الدكتور رائد الشبول لوكالة الأنباء الأردنية، إن الالتزام بأخذ المطاعيم حسب المواعيد المقررة في البرنامج الوطني للتطعيم، التي تبدأ من سن الولادة كجرعات أساسية ومدعمة، تعد ضرورة في خفض نسب حدوث الأمراض وانتشارها في المملكة وخفض نسبة الأمراض والوفيات بين الأطفال.
وشدد على أن النتائج الإيجابية التي تحققت من خلال تنفيذ برنامج التطعيم الوطني منذ عام 1979 جاءت من خلال وعي المواطن الأردني وحرصه على تطعيم أبنائه في المواعيد المقررة بهدف حمايتهم والمحافظة على صحتهم، والالتزام الحكومي على أعلى المستويات بتوفير جميع المطاعيم الآمنة والفعالة.
وحول لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (MR)، الذي سيتم توفيره للفئات المستهدفة في الأردن من عمر 9 أشهر ولجميع طلبة المدارس والحضانات ورياض الأطفال، قال الشبول إنه بسبب جائحة كورونا، انخفضت نسبة التغطية للمطاعيم، حيث وصلت عام 2020 إلى 76 بالمئة من الفئة المستهدفة، وعام 2021 وصلت من 84 إلى 86 بالمئة، وفي عام 2022 وصلت إلى 92 بالمئة، مؤكدا سعي الوزارة لوصول نسبة التغطية إلى 97 بالمئة، للتخلص من أضرار هذا المرض.
وتابع انه تم تسجيل 163 حالة بالحصبة، وهذا العدد كبير مقارنة مع المعايير العالمية، مبينا أنه للتخلص من هذا المرض لدى الأطفال، يستخدم مطعوم MR حسب توصيات منظمة الصحة العالمية واليونيسيف باستعمال المطعوم في حملات التطعيم، وحسب توصيات اللجنة الفنية للمطاعيم، والتي تضم أكأديمين وأطباء من المستشفيات القطاع الخاص والخدمات الملكية الطبية والجامعية، وعضو من المؤسسة العامة للغذاء والدواء، وعضو من المركز الوطني لمكافحة الأوبئة، أضافة إلى توصيات اللجنة الاستشارية الفنية للمطاعيم ولجنة مكافحة الأوبئة، باستخدام لقاح الحصبة والحصبة الألمانية.
وأشار الشبول، إلى ان لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (MR) تم استخدامه في حملة عام 2013، ووجد أنه أمن وفعال، وان الوزارة تتبنى استراتيجيات للتخلص من الحصبة والحصبة الألمانية، حيث لم تسجل أي أثار صحية جانبية عند استخدام 4 ملايين جرعة عام 2013.
وقال إن لقاح (MR) الأمن والفعال يستخدم في 141 دولة حول العالم، حيث يدخل إلى المملكة عقب فحص فعاليته وجودته من قبل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، إضافة إلى الفحوصات التي تجريها المؤسسة العامة للغذاء والدواء ضمن المعايير والإجراءات المحددة من مأمونيه وجودة وسلامة.
ويتم توفير اللقاحات بشكل مجاني ومنتظم في جميع أنحاء البلاد حسب الشبول، مع توفير جدول تطعيم محدد يتم اتباعه، حيث تغطي المطاعيم التي تقدمها لجميع الأطفال في الأردن، مجموعة واسعة من الأمراض المعدية المهمة، بما في ذلك الخناق والسعال الديكي، والكزاز، والحصبة، الحصبة الألمانية، شلل الأطفال، الالتهاب الكبد الوبائي أ وب، والنكاف والسل، تعمل هذه المطاعيم على تعزيز مناعة الأطفال وحمايتهم من المضاعفات الخطيرة والوفيات المحتملة.
ولفت إلى إن وزارة الصحة بدأت بشهر آب الماضي، بتنفيذ حملة وطنية للتطعيم موزعة على عدة مراحل، المرحلة الأولى منها استهدفت الفئات غير المطعمة نهائيا وغير مكتملة التطعيم والأشخاص المتنقلين في السكن بالتنسيق مع الحكام الإداريين والمجتمعات المحلية، أما المراحل الأخرى تستهدف المدارس ودور الرعاية والحضانات والمبرات ومراكز الإيواء والأحداث والإصلاح والتأهيل، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى استهدفت تطعيم نحو 120 ألف شخص تم تطعيم أكثر من 95 بالمئة منهم.
وتابع الشبول إن الوزارة تعمل بشكل مستمر على تقييم البيانات الأساسية للتطعيم وتوفير اللقاحات الروتينية، مؤكدا أنها أدخلت المزيد مـن المطاعيم لتوفير حماية أفضل للأطفال في السنوات الماضية، والتي كان آخرها مطعومي الروتا فيروس والتهــاب الكبد الوبائي (أ)، أن الوزارة تعمل حاليا على إدخال مطعوم المكورات الرئوية ولاحقا مطعوم الجدري المائي لإدراجهما ضمن برنامج التطعيم الوطني، وأن جميع المطاعيم تقدم مجانا لجميع الأطفال المقيمين على أرض المملكة بغض النظر عن جنسياتهم.
بدورهما، أكّدت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية لطفولة (اليونيسف)، اللتان تقدّمان الدعم المستمر لوزارة الصحة الأردنية في حملة التطعيم الوطنية، أن لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (MR)، الذي سيتم توفيره للفئات المستهدفة في الأردن، آمن وفعّال في حماية الأطفال من الأمراض الفتاكة وخطر تفشّيها.
وبينت المنظمتان إنه منذ تفشّي جائحة كورونا، انخفض معدل تغطية التطعيم ضد الحصبة في الأردن بشكل مقلق للغاية، حيث فوّت ما يقرب من 112 ألف طفل دون سن الخامسة جرعاتهم الروتينية من التطعيمات المحتوية على الحصبة، أي أكثر من 6 من كل 10 أطفال في هذه الفئة العمرية، وأن تراكم العدد الكبير من الأفراد غير المُطعّمين أدى بالفعل إلى تسجيل حالات من مرض الحصبة في وقت سابق من شهر نيسان الماضي، حيث تم الإبلاغ عن 163 حالة إصابة بالحصبة في سبع محافظات.
وقالت ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن، الدكتورة جميلة الراعبي إن الحصبة مرض مميت ومعدٍ للغاية، ويمكن الوقاية منه بسهولة من خلال التطعيم، ولكن لتهيئة ظروف المناعة المجتمعية من أجل حماية مجتمعاتنا، من الضروري أن نحقق نسب تغطية تصل إلى 95 بالمائة أو أكثر بجرعتين على الأقل من المطاعيم التي تحمي من الحصبة.
وقال ممثل منظمة اليونيسف في الأردن، فيليب دواميل: إن اللقاحات تُعدّ واحدة من أعظم وأبرز قصص النجاحات التي حققتها البشرية؛ بهدف القضاء على الأمراض وإنقاذ حياة عدد لا يحصى من الأطفال، وإن إعادة بناء المناعة المجتمعية في الأردن من خلال التطعيم الروتيني وحملات الاستدراك ستساعد في حماية الأطفال ومنع إنهاك نظام الصحة العامة بسبب تفشّي الأمراض.
من جهته، أكد رئيس اللجنة العلمية في نقابة الأطباء الأردنية الدكتور رشيد إبداح، أن حملة التطعيم الوطني التي تقوم بها فرق الوزارة بالتعاون مع جهات عالمية لزيادة التحصين المناعي ضد مرض الحصبة والحصبة الألمانية هي حملات ضرورية ومتبعة عالمياً لسد الفجوات المناعية بين الأطفال و الناتجة عن انخفاض نسب التطعيم والتي حدثت خلال فترة جائحة كورونا مما أدى الى ظهور حالات جديدة بين الأطفال والبالغين.
ويعد برنامـج التطعيـم الوطنـي مـن أهـم برامـج الرعايـة الصحيـة الأوليـة، حيث ان الأردن حقق العديـد من الإنجـازات نتيجة تبنيه لهذا البرنامج، وكان من أبرزها وقفه لانتقال فيروس شلل الأطفال الفموي منذ عام 1992، والقضاء على الكزاز الوليدي منذ عام 1995، والسيطرة على الأمراض الأخرى التي يطعم لها مثل "الحصبة، والحصبة الألمانية"، وتسعى لتحقيق تغطية شاملة، بهدف بناء مجتمع صحي ومقاوم للأمراض.