جمهور الوحدات يحث قادة الأحزاب على الاقتراب أكثر من هموم المواطنين وأولوياتهم
نبأ الأردن -
بمشاركة عشرات الوجهاء والناشطين والناشطات وقادة المجتمعين المحلي والمدني في الوحدات وقادة أحزاب سياسية وأعضاء في مجلس محافظة العاصمة ومجلس أمانة عمّان، وجهور كبير من أبناء مخيم الوحدات، نظّم مركز القدس للدراسات السياسية حوارية بعنوان: "حفز المشاركة السياسية ومغادرة العزوف عن الاقتراع"، بدأت بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ عبد الفتاح الكوز رئيس لجنة تحسين خدمات مخيم الوحدات، وتحدث فيها معالي الدكتور محمد المومني أمين عام حزب الميثاق الوطني، وسعادة المهندس مازن ريال الأمين العام لحزب الإصلاح والتجديد "حصاد".
المومني تحدث عن أسباب العزوف عن المشاركة والاقتراع وقال: إن السبب الرئيسي في انتاج برلمانات ضعيفة هو بقاء الناخبين في بيوتهم يوم الاقتراع وعدم الإقبال على الانتخابات، مؤكداً على أن المرحلة الحالية تعيد إلى الأذهان مرحلة الانفراج الديمقراطي عام 1989، وأكد المومني بأن مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية جاءت مُلبيةً للمطالب التي نادت بها المعارضة بتياراتها السياسية المختلفة طيلة العقود الثلاث الفائتة.
وعن حزب الميثاق الوطني أشار المومني إلى أنه حزب محافظ وسطي برامجي إصلاحي، ثوابته الرئيسية هي الدين، والعرش والجيش والوحدة الوطنية والقضية الفلسطينية، وعلى صعيد التحديات التي تواجه الحزب فقد أشار بأنها تتمثل في الجائحة الاقتصادية، واضمحلال حل الدولتين والشعبوية في الطرح وحملات التشكيك التي تملء المجال العام وغياب الحوار والنقد الموضوعي.
وختم المومني حديثه بالإشارة إلى أن برامج حزبه الانتخابية ستعد بشكلٍ علمي وموضوعي من خلال لجان تضم خبراء ومختصين في كافة القطاعات.
بدوره تحدث الأمين العام لحزب حصاد المهندس مازن ريال عن نشأة حزب حصاد الذي تأسس عام 2011 بوصفه حزباً قومياً، وانتقاله من لجنة تنسيق أحزاب المعارضة لتيار التجديد، مؤكداً على أن معظم أعضاء الحزب هم من أبناء البادية والمخيمات.
وعرض ريال معدلات الاقتراع في الانتخابات مُشيراً إلى أنها مرتفعة بالمحافظات مقارنةً بالعاصمة، منوهاً إلى أن أحد أدوات حفز المشاركة هو تكثيف جهود التوعية والتثقيف لافتاً إلى أن حزب حصاد عمل على تنفيذ ست ورش تثقيفية على العمل الحزبي والسياسي داعياً إلى اتباع آليات تفكير جديدة لمعالجة ضعف المشاركة وإقناع جمهور المواطنين بجدوى المشاركة لاستثمار الفرصة المتاحة وإنتاج برلمانات يثق بها المواطنون مشدداً على أن العزوف عن الاقتراع لن يترتب عليه سوى انتاج برلماناتٍ ضعيفة وانتشار المال الفاسد.
وفي كلمته التقديمية للحوارية، عبر مدير مركز القدس للدراسات السياسية الأستاذ عريب الرنتاوي عن سعادته بـ"العودة إلى المخيم" والالتقاء بنخبة من الأهل والأصدقاء، حاثاُ المشاركين والمشاركات على توحيد إرادتهم الجماعية والنهوض بقدراتهم وطاقاتهم الكامنة من خلال تكثيف المشاركة في الأحزاب السياسية والإقبال على الاقتراع في الانتخابات العامة، بوصفها الوسيلة الوحيدة لاختيار مؤسسات تمثيلية قادرة على التعبير عن آمال المواطنين وطموحات وأولوياتهم، إضافة إلى الأثر الإيجابي الذي تحدثه المشاركة الكثيفة، في لجم واحتواء أية ممارسة فاسدة، ومن بينها استخدام المال الأسود، لافتاً إلى ضرورة إيلاء اهتمام كاف من قبل مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع، لجعل الانتخابات القادمة بداية مسار لاستعادة الثقة بالعملية السياسية وصناديق الاقتراع والمؤسسات المنبثقة عنها.
على صعيد العمل الحزبي أشار الرنتاوي إلى أن الباب مفتوح أمام تشكيل أحزاب جديدة في حال لم تستطع الأحزاب المرخصة تلبية الطموح أو جذب جمهور المواطنين، منوهاً إلى أهمية ظاهرة نزول الأحزاب وقادتها إلى المجتمعات المحلية في مختلف المدن والبلدات والبوادي والمخيمات.
وأكد الرنتاوي على أن المشاركة السياسية هي الأداة لمواجهة ومعالجة التحديات الاقتصادية والمعيشية، إضافة إلى ذلك أكد الرنتاوي بأن المشاركة في الأحزاب والانتخابات هي واحدة من أهم أدوات دعم ومساندة الحقوق الوطنية الفلسطينية ومنها حق العودة، حيث أن قوة الأردن ومنعته تعني مزيداً من الدعم لفلسطين.
وكان السيد عبد الفتاح الكوز أكد في كل على أهمية تعزيز المشاركة في الأحزاب السياسية رغم التحديات التي ما تزال تواجه الحياة الحزبية والتي تقع مسؤولية معالجتها على عاتق مختلف مؤسسات الدولة والأحزاب وجمهور المواطنين، مُثمناً دور الملك عبد الله الثاني في حفز مسار التحول الديمقراطي من خلال اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.
وشهدت الحوارية نقاشاً مستفيضاً، تطرق فيه المشاركون والمشاركون إلى أسباب العزوف، وحثوا الأحزاب إلى الاقتراب أكثر من همومهم وأولوياتهم، وتضمنت المداخلات أسئلة واستفسارات تتصل بقانون الانتخاب، فضلاً عن محاولات التعرف على فرص الأحزاب في الوصول إلى البرلمان وتشكيل حكومات برلمانية.
وتمحورت بعض المداخلات حول ضرورة النهوض بدور الإعلام والنخب الفكرية والثقافية من أجل التوعية بأهمية المشاركة حيث تعاني هذه الجهات قصوراً في أداء أدوارها وفق ما أشار المشاركون في مداخلاتهم.
كما انتقد مشاركون ضعف برامج الأحزاب السياسية وعدم اهتمامها بقضايا الحكم المحلي على الرغم من أهميتها وأولويتها بالنسبة لجمهور المواطنين داعين إلى تكثيف اهتمام الأحزاب السياسية بالجانب الخدمي وتفعيل أدوارها في الجانب التوعوي بأهمية العمل السياسي.