تموز الأكثر حرارة والتطرف المناخي يزيده سخونة
نبأ الأردن -
كغيره من دول العالم يعاني الأردن من الظواهر المناخية المتطرفة خاصة موجات الحر التي بلغت ذروتها في تموز الماضي وسط تباين الآراء بين من يحذر من ارتفاع درجات الحرارة على مختلف الأنظمة البيئية ومن يشير الى ايجابياتها.
وبحسب منظمة الأرصاد العالمية كان شهر تموز الماضي الأعلى بدرجات الحرارة على مستوى العالم والأكثر سخونة منذ بدء السجل المناخي.
الخبير البيئي عمر شوشان أشار الى أن الهيئة الدولية الحكومية المعنية بالتغير المناخي توقعت منذ سنوات حدوث زيادة على معدل درجات الحرارة العالمي، لافتا الى أن ما نشهده الآن من موجات حر وما سنشهده في العقود القادمة هو نتيجة مباشرة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وعرض شوشان لأضرار درجات الحرارة المتطرفة على قطاعات الزراعة والمياه والصحة لارتفاع حالات لازدياد رقعة الجفاف ما يزيد من احتمال نشوب حرائق الغابات وتأثر الأحياء البرية نظرا لصعوبة الوصول إلى مصادر المياه ما قد يؤدي إلى نفوقها.
وقال، إن درجات الحرارة ضمن معدلاتها الاعتيادية تعد مفيدة لقطاع الزراعة حيث تستفيد الزراعات الصيفية من درجات الحرارة في عملية نضوج المحاصيل، إلى جانب مساهمة الحرارة في الحد من انتشار الأوبئة، وكذلك الاستفادة من السطوع الشمسي في الطاقة المتجددة.
وبين مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب أن شهري تموز وآب معروفان تاريخيا بأنهما الأعلى حرارة، مشيرا الى مناخ المملكة يتأثر بنظامين جويين الأول هو المنخفض الموسمي الهندي الحراري ويجلب كتلا هوائية حارة وموجات حر، والنظام الثاني هو مرتفع فوق البحر الأبيض المتوسط الذي ينحصر تأثيره في إعادة درجات الحرارة إلى معدلاتها العامة.
وأشار الى أن التغيرات المناخية أثرت على الأنظمة الجوية حيث أن معدل تأثر الأردن بموجات الحر يمتد عادة الى 7 أيام وما يحدث حاليا هو زيادة مدد تأثير موجات الحر زمنيا إضافة إلى تواتر حدوثها.
وأوضح أن التغيرات المناخية تلعب دورا وبنسب متفاوتة في هذه المسألة حيث بات جليا تأثر دول العالم بالتغيرات المناخية التي ترافقها بالطبيعة الظواهر المتطرفة كموجات الحر والبرد والفيضانات والجفاف والعواصف الغبارية وغيرها.
واستذكر آل خطاب موجة القرن التي حدثت عام 2020 لامتدادها إلى ما يقارب 14 يوما، وبلغت درجة الحرارة العظمى المسجلة آنذاك في دير علا 50.1 درجة مئوية.
لكن استشاري الصحة العامة والأوبئة مساعد الأمين العام للرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة سابقا الدكتور غازي شركس يشير الى أن لدرجات الحرارة المرتفعة فوائد عدة منها التعرق الزائد الذي يخفف من التهابات الجلد ويحد من ظهور الحبوب، ويساعد في طرد السموم.
وأكد شركس أن تناول السوائل بكثرة في الأجواء الحارة يقلل من الشهية للطعام ما يساهم في إنقاص الوزن، كما أن درجات الحرارة المرتفعة تقوي الجهاز المناعي في جسم الإنسان إذ يعتقد أن الحر الشديد يرفع كريات الدم البيضاء المسؤولة بالدرجة الأولى عن مناعة الأجسام.