مهرجان جرش.. 500 ساعة من البهجة والفرح يتجدد
نبأ الأردن -
بعد 11 يومًا من الفعاليات والفرح قضى خلالها الأردنيون والعرب من السياح والزوار أكثر من 500 ساعة من البهجة والاستمتاع بصنوف الثقافة والفن في وجبة صيفية، غادر المهرجان لكن فعاليات الفرح استمرت في مهرجان صيف عمَّان والفحيص في مقبل الأيَّام.
ويؤكد نقاد ومتابعون أن مهرجان جرش للثقافة والفنون، وبعد 43 عامًا من عمره ما يزال يقدِّم كل عام ساعات من التَّفاعل والفرح والحركة الاقتصادية والسِّياحية النَّشطة، إلا أنه في دورته لهذا العام حقَّق العلامة الكاملة بفضل كل الجهود التي بذلتها مؤسسات الدَّولة كافة.
وكالة الأنباء الأردنية (بترا) رصدت خلال أيَّام المهرجان كل التفاصيل لتبين أنَّ تخطيطا سليمًا وتنفيذا واقعيا وإجراءات دقيقة اوصلت المهرجان إلى تحقيق كل أهدافه التي وجد من أجلها طيلة عقود مضت، لينتقل الشعور بالمهرجان ونجاحه إلى دول عالمية انتشرت بها مقاطع مصورة من فعاليات المهرجان.
المدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي قال، إنَّ عدد الزوار والسياح الذين قصدوا المدينة الأثرية في جرش، لحضور فعاليات الدورة 37 من المهرجان، الذي اختتم فعالياته قبل أيام، قارب نصف مليون شخص، قضوا أكثر من 500 ساعة من الفرح على مدى 11 يوماً.
وأشار إلى أنَّ المهرجان أشاع جوا من الفرح والسعادة بين زواره من مختلف الجنسيات العربية والعالمية، وهو ما يؤكده تفاعل الجمهور مع فعاليات المهرجان، وكان للمجتمع المحلي في مدينة جرش حصة كبيرة من التفاعل اليومي من خلال وجودهم في موقع الفعاليات، سواءً من المشاركين في المعارض الحرفية ومعارض الفن التشكيلي والفرق الموسيقية والفنية، أو من الزوار الذين رحبوا بضيوف الأردن، بما هو معروف عنهم بخلق وطيب وأصل.
ولفت إلى أنَّ مشاركة المطربين الأردنيين في المهرجان كانت على سوية عالية من الابداع، والاحتفاء الجماهيري بهم، إذ نفدت تذاكر الفنان عمر العبداللات بعد ساعات قليلة من طرحها، كما نجح رهان إدارة المهرجان على الفنان عيسى السقار الذي حقق حضوراً كبيراً في حفله، وهو ما تكرر مع ديانا كرزون، وأمل شبلي وسعد أبو تايه، ومحمود سلطان، ووسام وحسام اللوزي، وحمدي المناصير.
وأضاف، إنَّ حفلات نجوم الفن العربي حظيت بإقبال جماهيري واسع، حيث شهدت حفلات جورج وسوف، وخالد عبد الرحمن، ووائل كفوري، وصابر الرباعي، ونجوى كرم، وراغب علامة، إقبالاً جماهيرياً كبيراً.
وبين سماوي أنَّ المهرجان استحدث اماكن جديدة لإقامة الفعاليات، في العاصمة عمان،في موقع البوليفارد بمشاركة فرق فلكلورية عالمية، ونجوم الغناء الأردني، مثل جهاد سركيس، وزين عوض، ومكادي نحاس، وزياد صالح، ومسرح الأوديون الروماني، الذي أحيا في جنباته حفلات مجموعة من الفنانين الأردنيين الشباب، مثل أحمد الكردي، ونديم نور، وآخرين. في حين استضافت مسارح المركز الثقافي الملكي بعمان مجموعة من الحفلات الفنية لفنانين أردنيين وعرب، فضلا عن أمسيات موسيقية.
وأشار الى العروض السينمائية والمسرحية التي حجزت حصتها عبر عدة عروض سينمائية ومسرحية في مسرح أسامة المشيني في اللويبدة، وكذلك البرامج الثقافية من خلال إقامة "سمبوزيوم الفن التشكيلي" بمشاركة 8 فنانين عرب و32 فناناً أردنياً.
وقال، إنّ المهرجان نظَّم ملتقى الدراما العربية، بمشاركة نقيب الفنانين الأردنيين المخرج محمد يوسف العبادي، ونقيب المهن التمثيلية في مصر الدكتور اشرف زكي، والكاتب والسيناريست المصري ، والدكتور مدحت العدل، والفنانة الكويتية هدى حسين، والفنانة السورية أمل عرفة، حيث تم في الملتقى التأكيد على أهمية وجود خطاب ثقافي فني عربي موحد.
واستضاف المهرجان، بحسب سماوي، ملتقى الإعلام والقدس، بمشاركة الوزير والإعلامي اللبناني جورج قرداحي، والإعلامي المصري محمود سعد، والإعلامي الأردني هاني البدري، حيث تطرقت الجلسة الحوارية النقاشية إلى دور الإعلام العربي في التأكيد على عروبة القدس، والدور الأردني الهام في الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
المستشارة النفسية والاسرية وخبيرة التنمية البشرية وسفيرة السعادة والايجابية للمركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الدكتورة حنان العمري اكدت أن مفهوم السعادة عبر سنوات عديدة كان شغل معظم الناس بين بحث وتفسير وطرق وتوصيات لما لهذا المفهوم من اهمية في حياة جميع الناس.
واضافت، لهذا تعددت تعريفات السعادة بين جمهور المجتهدين فاختلفوا بالتعريف الدقيق للسعادة ونسوا أن السعادة صناعة ذهنية منفردة ترتكز على منظومة "مفاهيمك الخاصة" وانها القدرة على التفاعل مع كافة الظروف والموارد والمعطيات والأحداث بوعي وايجابية لتخلق هذا التناغم.
وأشارت العمري الى مهرجان جرش الذي كان ما يزال مصدر بهجة وسعادة للأردنيين ووجهة يقصدها السائح والمهتم بفعاليات المهرجان ليسعد بأجواء البهجة.. متسائلة عن السر الذي وقف ويقف وراء احتفاظ هذا المهرجان بخصوصيته ورونقه عبر كل هذه السنوات.
وبينت أنَّ الزائر لمدينة جرش في توقيت المهرجان تحديدا يشعر حتى وإنْ لم تتسن له فرصة حضور إحدى الحفلات بالبهجة والسعادة وكأن كل ما في تلك المدينة الأثرية يرقص فرحا، فأعمدتها تعانق ضيوفها بكبرياء التاريخ وعنفوان الحضارة، وأروقتها كما لو أنها قلب محب يتسع للجميع، ولمسرحها هيبة يشعر بها كل من يقف عليه، وباختصار فإن جرش سعادة الصيف للمعزب والضيف.
مديرة دائرة الفن والمنوعات في جريدة الدستور الزميلة رنا حداد، ترى أن مهرجان جرش لهذا العام دحض كل ما قيل مؤخرا عن انحدار الذوق العام، مشيرة الى
حفلة البدوي الجميل خالد عبدالرحمن الذي غنى فأطرب وأسمع وكسب القلوب، وكذلك حفل جورج وسوف وهاني شاكر وعبير وجورج نعمة، والكثير من البرامج التي حازت على رضا جميع الشرائح من زوار المهرجان، وهو النجاح الذي اكدته الصحافة العربية والمحلية بموضوعية وحيادية تامة.
وأشارت حداد الى الحضور القوي للإنتاج الفني الأردني بكل صنوفه، حيث خطف الفنان الأردني إعجاب الكثيرين، ليخرج المهرجان من شارع الأعمدة والساحة الرئيسية ومدرجات المدينة العتيقة بجرش، إلى العاصمة والمحافظات، ناثرا ثقافة تشبهنا في مدننا وشوارعنا، فجاء مهرجانا يشبه تاريخنا وموروثنا الثقافي والفني والحضاري.
الناقد والاعلامي ناجح حسن قال، إن مهرجان جرش للثقافة والفنون شكل على مدار العقود الاربعة الفائتة ظاهرة إبداعية تركت بصمتها على الحياة الثقافية الاردنية والمشهد الثقافي العربي عامة.
وأشار حسن الى برامج فنون الموسيقى والغناء التي عرفت الجمهور المحلي والعربي بصنوف الغناء والموسيقى في ارجاء المعمورة حيث كانت مسارح جرش تعج بالمتابعين من الاردنيين والزوار العرب والأجانب، وعلى جنباته سجل حوار ثقافي وفني ارتقى بذائقة الناس ومتعهم بأطياف من الموسيقى والغناء بدت فيها اشتغالات الشباب على موروث ثقافي فني غني.
واكد أنَّ القادم إلى مهرجان جرش متعطش دوما للتعرف على فنون الغناء والموسيقى الآتية من موروث الفولكلور في المغرب العربي وبلدان أفريقية ولاتينية وآسيوية .