الأرصــاد : آثـار مبـاشـرة لارتـفـاع الـحـــــرارة وانـخـفــاض الأمـطـار عـلـى النـاتــج الـزراعـي
نبأ الأردن -
التغير المناخي، عنوان كبير لحالة جوية يقف عندها العالم لبحثها ودراستها تحسّبا لنتائجها، وانعكاساتها على قطاعات مختلفة، الأمر الذي يجعل من دائرة الأرصاد الجوية الجزء الأبرز في بحث هذا الملف والوقوف على تفاصيله.
وقال مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد آل خطاب إن التغير المناخي هو تغير في المعدلات العامة للعناصر المناخية خصوصا درجات الحرارة والمجاميع المطرية نتيجة زيادة تراكيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي والناتجة عن الأنشطة البشرية.
وبين مدير الأرصاد لـ «الدستور» أن التغيرات المناخية باتت من أهم المواضيع في العقد الأخير نظرا لطبيعة التغيرات المتطرفة في قيم الطقس في العديد من دول العالم، ولأن هذه التغيرات هي عابرة للحدود فلا يوجد دولة بمنأى عن آثاره، والأردن واحدة من هذه الدول.
وأشار آل خطاب إلى أن الأردن شهد في الآونة الاخيرة العديد من التغيرات في قيم الطقس ومن أهمها الأمطار الوميضية التي اودت بحياة ما يقارب 25 شخصاً في الموسم قبل الماضي نتيجة الفياضات التي تسببت بها هذه النوعية من الهطولات المطرية.
التحليلات المناخية في ادارة الارصاد الجوية/ مديرية المناخ تشير إلى أن تكرار هذه الامطار الوميضية بارتفاع نظرا لتزايد حالات عدم الاستقرار الجوي الناشئة عنها خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية من المملكة والذي يترافق معها شدة في الهطولات المطرية تؤدي الى تشكل السيول في المناطق المنخفضة خاصة في الرويشد ومعان، والتي تكون ناتجة عن منخفضات حرارية حيث تكون فيها درجات الحرارة السطحية مرتفعة ودرجات حرارة منخفضة في طبقات الجو العليا.
وحول درجات الحرارة، أوضح مدير الأرصاد أن الأردن يشهد ارتفاعا ملحوظا في معدلات درجات الحرارة الدنيا في معظم مناطق المملكة وخاصة في عدد الليالي الدافئة التي تزيد فيها درجات الحرارة الصغرى عن 20 درجة مئوية، حيث من المتوقع ان تشهد الرويشد تزايدا في هذه الليالي تصل الى ما يقارب ليلة لكل سنة.
وبحسب آل خطاب فإن هناك ارتفاعاً في نسب عدد الايام الحارة على مستوى المملكة، وتشير الدراسات إلى أن اقصاها يبلغ 0.26% في الكرك.
وأضاف آل خطاب أن من تداعيات التغير المناخي في الأردن الانخفاض في مجاميع الهطولات السنوية في معظم مناطق المملكة واعتماد المملكة على مياه الامطار في تغذية المياه الجوفية وزيادة الطلب على المياه من مختلف المصادر لتلبية الاحتياجات الزراعية والصناعية والضخ الجائر التي تشهده العديد من الاحواض المائية في مختلف المناطق، ناهيك عن الهجرات القسرية التي شهدها الاردن، وتضاعف اعداد السكان باكثر من ثلاث مرات في الاربعين سنة الماضية، والارتفاع في القيم المتطرفة لدرجات الحرارة ومعدلاتها العامة، كل هذا يشكل ضغطا هائلا على مصادر المياه، في الوقت الذي يعتبر فيه الأردن من افقر دول العالم في المياه.
ولمواجهة هذه التحديات تستدعي الحاجة الى التشبيك بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة للاستفادة من مشاريع متكاملة في مختلف المجالات.
وبحسب مدير إدارة الأرصاد الجوية، فإن أثر التغير المناخي على الأمن الغذائي، فالمناخ يؤثر تأثيرا مباشرا على العمليات الإنتاجية لمختلف القطاعات، لا سيما المنتجات الزراعية التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالمناخ، ونتيجة لارتفاع درجات الحرارة حسب ما تشير إليه السيناريوهات العالمية وانخفاض المعدلات الموسمية لكميات الأمطار فإن ذلك سيؤدي إلى انخفاض الكميات المتوقعة من الناتج الزراعي.
وبين آل خطاب أنه يضاف لما سبق، أن يتحول المزارعون الى أصناف زراعية جديدة غير معتادين على زراعتها مما يؤثر على التنوع الزراعي في البلد الواحد، وبالتالي استيراد كميات من المنتجات الزراعية لتلبية السوق المحلي.
وأضاف آل خطاب أنه نتيجةً للتغير المناخي وانخفاض المعدلات الموسمية لكميات الأمطار وتقليص حصص المزارعين من المياه للزراعات المروية، سيلجأ المزارعون إلى زراعات تحتاج إلى كميات أقل من المياه في عمليات الري وتكون مقاومة للتغيرات في درجات الحرارة.
وأشار آل خطاب إلى أن التغير المناخي يؤدي إلى ظهور العديد من الآفات الزراعية والحشرات الناقلة للأمراض نتيجة الظروف المناخية الجديدة التي تكون بيئة مناسبة لتكاثر هذه الحشرات، ما يستدعي إضافة تكاليف أخرى لمجابهة مثل هذه الآفات باستخدام المبيدات الحشرية، كما أن التغير المناخي يزيد من الحالات الجوية المتطرفة التي تضر بالمحاصيل الزراعية بشكل مفاجئ كما الصقيع والفيضانات.
ونتيجةً لارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار أيضاً فإن حالات الجفاف سوف تزداد، والتي تؤثر بدورها على المنتجات الزراعية انخفاضاً وكذلك المساحات الزراعية وبالتالي على الثروة الحيوانية، وفق آل خطاب.