بربطانيا : الأردن من أقرب الدول الصديقة على مدى التاريخ

{title}
نبأ الأردن -
استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، وزير الخارجية والتنمية في المملكة المتحدة جيمس كليفرلي، في اجتماعٍ بحث جهود تعزيز العلاقات التاريخية المتينة بين المملكتين الصديقتين في كافة المجالات، وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وجهود حل الأزمة السورية، وأزمات اللجوء وتبعاتها.

وأكد الوزيران الحرص المشترك على تعزيز التعاون الاقتصادي، والتجاري، والدفاعي، والأمني بين الأردن والمملكة المتحدة، واستعرضا فرص التعاون في المجالات التقنية، والاستثمارية، والتنموية، والاقتصادية، والتجارية، والدفاعية، والأمنية، وفي جهود مكافحة الإرهاب.

وثمّن الصفدي الدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة لبرامج التنمية الاقتصادية في الأردن، ولمساندته في مواجهة آثار الأزمات الإقليمية، والدعم الذي أعلنته المملكة المتحدة لبرنامج الأغذية العالمي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمقدار ٣٠ مليون جنيه استرليني.

وأكد كليفيرلي أهمية الدور الأردني الرئيس، الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني في حل الأزمات الإقليمية وتعزيز الأمن والاستقرار.

وفي تصريحات صحافية مشتركة بعد المباحثات، قال الصفدي إنه أجرى ونظيره البريطاني حواراً شاملاً معمقاً أكد مركزية علاقات الشراكة والصداقة الاستراتيجية التي تربط المملكتين. وأكد تميز العلاقات الأردنية البريطانية على جميع المستويات، لافتاً إلى العلاقة بين العائلتين المالكتين في البلدين، وعلاقات التعاون المتنامية بين الحكومتين، وعلاقات الصداقة التي تربط الشعبين.

وزاد الصفدي "تاريخياً المملكة المتحدة هي شريكنا الأقدم وهي أحد أهم شركائنا، نعمل معاً انطلاقاً من رغبة مشتركة في تطوير التعاون في مختلف المجالات". وثمن الصفدي الدور الذي تقوم به المملكة المتحدة في دعم مسيرة التنمية في المملكة، وفي مساعدتها على تحمل تبعات الأزمات الإقليمية التي تنعكس عليها وعلى اقتصادها.

وقال الصفدي أنه اتفق وكليفري على الاستمرار في العمل على تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية، والاستثمارية، والسياحية، والتعليمية، وفي مجالي الدفاع والأمن. وقال "الشراكة مع المملكة المتحدة عميقة وقديمة، مؤثرة وفاعلة، ونحن مستمرون في تطويرها في إطار حرصنا المشترك على تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.

وشكر الصفدي المملكة المتحدة على قرارها تسهيل عملية منح تأشيرات الدخول للمواطنين الأردنيين عبر توفير التأشيرة إلكترونياً.

وفي الشأن الإقليمي، قال الصفدي "تحدثنا اليوم بشكل معمق حول القضايا الإقليمية، وكان التركيز على القضية الفلسطينية، مشيراً إلى تثمين موقف المملكة المتحدة الداعم لحل الدولتين "الذي نتفق وأصدقاؤنا في بريطانيا على أنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، الذي يشكل ضرورة لأمن واستقرار المنطقة، وحاجة دولية.

وأضاف الصفدي "نعرف صعوبة التحديات التي تواجه جهود إعادة إطلاق مفاوضات حقيقية للتقدم نحو حل الدولتين"، لكنه أكد ضرورة وقف كل الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، وبالتالي تقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل، بما في ذلك الاستيطان وتوسعته ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم.

وأكد الصفدي خطورة استمرار الأعمال الاستفزازية في المسجد الأقصى المبارك/الحرم الشريف، محذراً من أن هذه الإجراءات لا تسهم إلا في زيادة التوتر، وتصعيد التدهور.

ودان الصفدي اقتحام متطرفين إسرائيليين المسجد الأقصى المبارك، وممارسة طقوس دينية فيه في عمل استفزازي وخرق للقانون الدولي، مؤكداً أن المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين.

وشدد الصفدي على أن وقف التدهور، وإيجاد أفق سياسي، والتقدم نحو تحقيق السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد الذي يخدم المصالح المشتركة للجميع. وزاد "السلام خيار استراتيجي لنا، طريق هذا السلام هو حل الدولتين، هذه الإجراءات وهذه الاستفزازات تهديد واضح لحل الدولتين، وبالتالي لا بد من وقفها حتى نصل إلى هذا السلام الذي نريده ونحتاجه جميعاً".

وأكد الصفدي أن المملكة الأردنية الهاشمية مستمرة في بذل كل جهد ممكن لوقف التدهور، ولحماية حل الدولتين، وبالتالي حماية حقوق المنطقة وشعوبها، والعيش بأمن وسلام واستقرار.

وفيما يتعلق بقضية اللاجئين، قال الصفدي "تحدثت ومعالي الوزير أيضاً عن العبء الذي يتحمله الأردن نتيجة استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين، بالتحديد تحدثنا عن تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين والمنظمات الأممية التي تعنى بهم". وثمن الصفدي الدعم الذي نقدمه بريطانيا للاجئين وللمنظمات الدولية التي تعمل من أجل توفير العيش الكريم لهم.

وقال الصفدي إن المملكة تجاوزت طاقاتها الاستيعابية، "ولن نستطيع أن نستمر في تقديم الخدمات الضرورية لتوفير العيش الكريم للاجئين، إلا إذا التزم المجتمع الدولي بمسؤولياته وقام بما عليه فعله".

وأضاف الصفدي "توفير العيش الكريم للاجئين هو مسؤولية جماعية، المجتمع الدولي، يقدم ما عليه والدول المستضيفة تقدم ما عليها، نحن في الأردن قمنا بكل ما هو ممكن لتوفير العيش الكريم لأشقائنا السوريين، حوالي ١،٣٠٠،٠٠٠ شقيق منهم، لكن تراجع الدعم الدولي وإعلان منظمات أممية، مثل برنامج الغذاء العالمي، وقف مساعداته سيزيد من معاناة اللاجئين". وزاد "أقولها بكل بصراحة أن مسؤولية هذه المعاناة هي مسؤولية هذه المنظمات، ومسؤولية من قصر في توفير الدعم لهم، وليس مسؤولية الأردن".

وأكد الصفدي بأن مستقبل اللاجئين هو في بلدهم، وبالتالي يجب أن نعمل من أجل توفير الظروف التي تتيح العودة الطوعية لهم إلى بلدهم، وهذا جزء من الجهد الذي نقوم به في المملكة وبالتعاون مع الأشقاء في الدول العربية والمجتمع الدولي، مشيراً إلى "أن هذا كان محط جهودنا المكثفة في الفترة الماضية".

وقال الصفدي بأنه أطلع نظيره البريطاني على الجهد الذي يقوم به الأردن وبالتعاون مع الأشقاء في الدول العربية من أجل إيجاد مسار سياسي يأخذنا باتجاه حل الأزمة السورية، ومعالجة كل تبعاتها الأمنية والإنسانية والسياسية، وبما يتيح العودة الطوعية للاجئين.

وختم الصفدي "تحدثنا في مجمل قضايا إقليمية ودولية أخرى، وأعتقد أن نقطة الانطلاق لنا هي أننا مستمرون في العمل معاً في جهودنا لحل الصراعات الإقليمية، وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء، وتوفير البيئة الإقليمية التي تسمح بتحقيق التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص العمل، ومعالجة تحديات المناخ وغيرها من التحديات".

من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي "سعيد بعودتي لزيارة الأردن، هذه أول رحلة لي للأردن بصفتي وزيراً للخارجية، ولكنني زرت الأردن قبل ذلك، هذا البلد الرائع، في دوري عندما كنت وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وأضاف "بريطانيا تعتبر الأردن واحدة من أقرب الدول الصديقة على مدى التاريخ، وحليف جيد، ولدينا تاريخ طويل يمتد إلى أكثر من قرن، وتتجلى قوة العلاقة في العديد من المستويات" لافتاً إلى أن العائلات المالكة في البلدين تعرف بعضها جيداً.

وسجل كليفرلي امتنان الشعب البريطاني الحضور الملكي لجنازة جلالة الملكة إليزابيث الراحلة، والمشاركة في احتفال تتويج جلالة الملك تشارلز. وهنأ كليفرلي المملكة بمناسبة عقد قران سمو ولي العهد الشهر الماضي.

وأكد كليفرلي عمق الروابط التي تجمع البلدين، وقال "أقدر آراء وخبرة صديقي وزير الخارجية عندما أتخد قراراتي المتعلقة بالمنطقة". وأكد أهمية الدور الذي يلعبه الأردن باعتباره فاعلاً في صنع السلام، مقدراً الجهد الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل التقدم في مسار السلام والأمن الإقليمي، ومؤكداً دعم المملكة المتحدة للإجراءات التي يتخذها الأردن لمحاولة تحسين الوضع الإقليمي، وحماية الأردنيين وكل من يعيش على الأراضي الأردنية.

وقال كيلفرلي "ركزت محادثاتنا على رغبتنا المشتركة في رؤية حل الدولتين يمضي بشكل سلمي ومستدام ليعيش الفلسطينيون والإسرائيليون بسلام وازدهار"، مؤكداً استمرار العمل مع المملكة من أجل الوصول إلى هذا الهدف.

وأشاد كليفرلي بالوصاية الهاشمية على المقدسات، وبالدور الذي يقوم به الأردن في الرعاية والوصاية على الأماكن المقدسة من خلالها، مؤكداً دعم جهود الأردن في جمع الأطراف لوضع خارطة طريق لتحقيق السلام الذي هو مصلحة مشتركة للجميع.

وأشار كليفرلي إلى أن الأردن ولسنوات طويلة وعديدة، وعقود من الزمن كان موطناً لعدد كبير من اللاجئين في المنطقة، يمثلون جزءاً كبيراً من السكان في الأردن، وإلى أن الأردن يستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين مقارنة بالدول الأخرى، وقال "نحن نعرف كل هذه التحديات التي تواجه الأردن والاقتصاد الأردني، والبنية التحتية في الأردن"، مشدداً على ضرورة الاعتراف بالضغط الذي يواجهه الأردن بسبب هذه الاستضافة الكريمة للاجئين، ومؤكداً استمرار بريطانيا في تقديم الدعم الدائم وطويل الأمد للأردن، معلناً عن تمويلٍ جديد للاجئين بما قيمته ٣٠ مليون جنيه استرليني.

وقال كليفرلي إن أفضل طريقة لحل أزمة اللاجئين والتحديات التي تواجه الدول المضيفة، هي التأكد من أن تصبح الدول التي أتى منها اللاجئون آمنة، وأن يتمكن اللاجئون من العودة إلى بلادهم وموطنهم، وأضاف "هذا هو الحل فيما يخص سوريا بالذات".

وأضاف "أنا أدرك رغبة الدول العربية في إيجاد السلام والاستقرار في سوريا، حتى يتمكن كل السوريين المشتتين في المنطقة من العودة إلى بيوتهم وإلى بلادهم".

وقال كليفرلي "أنا سعيد جداً بأن حجم التجارة في الأردن قد ازداد كثيراً مع الاتفاقية الجديدة للتجارة المبرمة بين بلدينا، وسوف نستمر بالعمل مع الأردن من أجل بناء اقتصادها، ومن أجل أن نتأكد أن المستقبل أمام الأردنيين، خاصة الشباب، سيكون ممتازاً ومزدهراً".

وأشار كليفرلي إلى أنه التقى اليوم بمجموعة من الرياديين الرجال والنساء، الذين شاركوا في عدد من المشاريع المهمة، التي تدعم الرؤية الاقتصادية الأردنية ٢٠٣٣، ومجموعة من رؤساء الشركات الناشئة في مجال الإنتاج الغذائي، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الرقمية، لافتاً إلى أن الدعم المتواصل من بريطانيا في تثقيف وتعليم الأردنيين الشباب قد أوتي ثماره، وقال "هذا الازدهار المشترك سيكون العلامة المميزة لعلاقتنا القوية وطويلة الأمد، وهذا هو نتاج الصداقة بين عائلاتنا المالكة، والتنسيق بين حكومتينا".

ويشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الأردن وبريطانيا ارتفع العام الماضي إلى ٢١٠ مليون دينار أردني، بزيادة في حجم الصادرات الأردنية إلى بريطانيا بنسبة ١٦٢٪؜ مقارنة بعام ٢٠٢١.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير