طبيب يقدم استشارات مجانية لقاصديه أملا في الأجر والثواب
نبأ الأردن -
أبدى الطبيب العام الدكتور أنس صبح اقتداء بطبيب عربي آخر استعداده لتقديم الاستشارات الطبية والتبرع بعلاج المرضى مجانا لكل من يطلب ذلك عبر الاتصال على رقمه الذي أدرجه عبر ملصق على سيارته الخاصة وأرفقه مع عبارة "إذا كنت بحاجة لاستشارة طبية مجانية أوقفني أو اتصل 0798049180 ".
وقال إنه تتبع خطى طبيب آخر في هذه الفكرة علها تعود عليه بالخير والبركة، وذلك منذ نحو 3 أعوام، حيث لمس استفادة الناس منها وشكرهم لها، مبينا نيته لتوسيع نطاق مبادرته لتضم عددا من الأطباء بحيث يقدمون خدماتهم عبر موقع إلكتروني معين.
ودعا صبح إلى المبادرة في عمل الخير أيا كان أملا بتحصيل البركة والأجر من الله عز وجل، مهما كان العمل أو الخدمة المقدمة وفي أي مجال، انطلاقا من رسالته التي يؤمن بها "الطب إنسانية مش تجارة"، ولسان حاله القائل "ما زال قلبي ينبض داعيا .. رب اجعلني سببا لشفائهم".
وفي هذا الصدد أكد أخصائي التنمية البشرية محمود الخروف أن للمبادرات فوائد جمة على المجتمع لأنها تنشأ من حاجة المجتمعات وتبرز الفائدة الأهم منها كون المجتمع ذاته هو الأعلم باحتياجاته لأن فكرة المبادرة تغطية فجوة معينة في المجتمع أو حل مشكلة أو سد احتياج معين لذا من المهم أن تنبثق هذه المبادرات من المجتمع لا أن تجهز له.
وأضاف: من وجهة نظري إذا كانت المبادرات الخيرية نابعة من أفراد المجتمع وتهدف لخدمة أبنائه فلا بد أن يكون ذلك مدعاة لوجود إرادة أكبر لتلبية تلك الاحتياجات وبالتالي خلق انتماء أكبر لتنفيذ هذه المبادرة وإنجاحها.
وألمح الخروف إلى أن مؤسسات المجتمع المدني تحقق دورها في التكافل المجتمعي وتلعب دورا تكامليا مع عمل الحكومات بحيث تنعكس المبادرات الخيرية بأشكالها المختلفة إيجابا على سلوكيات الأفراد وتوجهاتهم، لافتا إلى أن التغيير المرجو منها يأتي بعد سنوات متواصلة وجهود متراكمة.
بدوره، قال أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة اليرموك الدكتور خالد الشرمان إن الإسلام هو دين الخير والعطاء دين التعامل مع الآخرين لذلك فإن الإسلام فتح كل أبواب الخير للناس في شتى المجالات، وقال الله عز وجل في محكم التنزيل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، في إشارة إلى أن كل ما في الإسلام من تعاليم وشرائع ومن أمور التعاملات فيها تقديم الخير للناس وربنا سبحانه وتعالى يعلم أن هذا الأمر مركوز في طبيعة الإنسان فهو يحب فعل الخير وتغلب نزعة الخير لديه على الشر لذلك حث الإسلام على إطلاق هذا الفعل بشتى المجالات.
وكان فعل الخير جليا في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكل معروف صدقة وهو هنا أي أمر يستطيع الإنسان أن يفعله من أمور الخير، وقد حث الإسلام على كثرة الصدقات في اليوم الواحد والمقصود بالصدقات في هذه الأحاديث هي تلك الأعمال المتعدي نفعها إلى الناس لقول رسول الله : "كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته، فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة" فقد حث الرسول الكريم الناس على فعل الخير بالصدقات التي تجعل الإنسان كتلة من الخير يقدمها أينما كان وفي أي زمان فيعود بالخير على نفسه والمجتمع.
واضاف الشرمان إن من أحد أبرز أسباب السعادة التي اكتشفها العلماء في الدراسات المعمقة هي حب فعل الخير والعطاء للآخرين فكلما استطاع الإنسان أن يعمل خيرا من مثل المبادرات الخيرية فردية كانت أم جماعية يحل فيها مشكلة أو يبني فيها عقلا أو يجبر فيها كسرا، فإنها تعد أحد أهم أسباب تحقيق السعادة التي يجب أن يدركها الإنسان حتى يكون معطاء على الدوام.
وأشار الشرمان إلى أهمية أعمال الخير في الاستثمار لما بعد الحياة والذي يشير إليه الحديث النبوي الشريف (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) وهي أعمال تعود بالنفع على المرء بعد وفاته ولا تؤدى حقوق الأفراد والمجتمع إلى إذا قدم الإنسان جزءا من وقته لعمل الخير الذي أراده الله عز وجل من الناس.