إحياء الملف الإيراني النووي من جديد: التحديات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية

{title}
نبأ الأردن -

الباحثة: فاطمة العمارات
لطالما كانت قضية الملف النووي من القضايا الحاسمة والتي تشعل التوتر بين ايران وأمريكيا. بداية لنستعرض ظهور خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
عملت الجهود الإيرانية لتطوير السلاح النووي توتر بين إيران والمجتمع الدولي؛ فقبل عام 2015م كان لإيران مخزون كبير يكفي لإنتاج ما بين 8 إلى 10قنابل، وفي تاريخ 14 تموز 2015 وقعت إيران خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) والتي وضعت قيود كبيرة على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات التي أرهقت كيان الاقتصاد الإيراني، وقد شارك في هذا الاتفاق عدد من القوى العالمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، ألمانيا والصين روسيا والمملكة المتحدة، سمي هذا الاتفاق بمجموعة الدول الخمسة زائد واحد (P5+1)؛ فالهدف من هذا الاتفاق تقليص برنامج النووي الإيراني، فإذا قررت ايران امتلاك سلاح نووي سيستغرق هذا الأمر عاما واحد وهذا كفيل لإعطاء مهلة كافية للقوى العالمية للرد, وتم دخول الاتفاق حيز التنفيذ عام 2016م. ومن الجدير بالذكر بأن الاتفاق كان في عهد الرئيس الأمريكي أوباما لكن في عام 2018م قام دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق ونعته بأنه "أسوأ اتفاق على الإطلاق". وعادت العقوبات المصرفية على الاقتصاد الإيراني من جديد, وكرد من إيران عملت على تجاهل القيود المفروضة على برنامجها النووي واستأنفت تخصيب اليورانيوم واستأنفت البحث والتطوير في أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ووسعت مخزونها من الوقود النووي. والآن بايدن حريص على عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى خطة العمل المشتركة, لكن ما الدوافع التي دفعت بايدن إلى إحياء المفاوضات بشأن الملف النووي من جديد؟
نستطيع القول بأن الولايات المتحدة في موقف لا تحسد عليه فهي تقف بين ناريين، ولعل من أبرز التحديات التي تواجهها إدارة بايدن إذا تم إحياء الملف النووي من جديد هو الضغوطات التي تحاول إسرائيل فرضها على الولايات المتحدة الأمريكية لمنعها من أن تكون جزء من خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن من الواضح بأن الرئيس بايدن لن ينتهج الطريق الذي سار عليه ترامب والذي عمل على إرضاء إسرائيل في قراره بخروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق. أضف إلى ذلك تقف الولايات المتحدة الأمريكية بين خيارين صعبين حيث أنها أيضا لا تستطيع أن تقف خارج الاتفاق فلو نظرنا إلى القضية بلغة الأرقام نجد بأن قبل انعقاد الاتفاق كان لإيران 102 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب لكن بعد خروج ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة أصبح لديها أكثر من 2440 كيلو غرام من اليورانيوم وذلك بناءا على دراسات الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ فإيران بدأت باعتماد أجهزة متطورة لتخصيب اليورانيوم مما يضيق على الولايات المتحدة الأمريكية الخيارات.
وإذا نظرنا بمنظور أخر فإن إيران هي العدو اللدود لإسرائيل والتي تهدد أمنها؛ فأكدت واشنطن المتمثلة بوزير الدفاع الأمريكي على"التزام أمريكا الكامل بأمن إسرائيل"، وهنا يتوجب على إدارة بايدن بإقناع إسرائيل بعودة المفاوضات للحد من السلاح النووي الإيراني.
ومن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية التعويض المالي الذي تطمع به ايران كتعويض عن انسحاب ترامب من الاتفاق.
ويعتبر الإخطار الذي أرسلته إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية شكل من أشكال الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتضمن الإخطار قرار يتوجب بمنع الزيارات التفتيشية المفاجئة للمواقع النووية في إيران حيث استعملت ايران هذا الإخطار كوسيلة للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لرفع العقوبات عليها. ومن الجدير بالذكر في حال تم منع الزيارات التفتيشية سيتسع لإيران الملعب لتخصيب اليورانيوم بحرية دون حسيب أو رقيب، أضف إلى ذلك لن يستطيع المجتمع الدولي من تتبع الملف النووي في إيران.
ومن الواضح بأن بايدن يتعامل مع الموقف بعقلانية ويحتسب الإجراءات قبل القيام بها وهذا ما تم فقدانه بإدارة ترامب التي بنيت على التعثر والعشوائية في اتخاذ القرارات وعلى وجه الخصوص بانسحابه من خطة العمل المشتركة.


تابعوا نبأ الأردن على