د. ذوقان عبيدات يكتب: ملاحظات على الفرح الأردني!!

{title}
نبأ الأردن -
اعتقد معظمنا أن الشعب العربي ومن ضمنه الشعب الأردني مصاب بظاهرة تسمى: "تآكل المعادن"، وهي ظاهرة تعني أن المعادن ومن دون سبب، وربما بعامل الاحتكاك مع البيئة أو مع بعضها تتآكل
وتتلف، وبهذه الظاهرة. سقطت عدة طائرات من دون أي سبب تقني، وعزوا ذلك إلى تآكل المعادن! والشعب العربي والأردني تفاعل مع بيئات قاسية مثل هزائم ٤٨، ٦٧، والتآمر على انتصار اكتوبر٧٣، ثم كامب ديفيد ، وأخواتها، ثم التآمر على ثورات رافقت الربيع العربي، ودمار ليبيا، والغزو المجرم للعراق، والتآمر على سورية ، وحرب اليمن؛ كل ذلك أصاب الشعب العربي بالتآكل، وفقد الإحساس بكل شيء، ولم يعد يغضب لشيء ولا يفرح لشيء!
هذا التحليل بالرغم من وجاهته، إلّا أنّ ما أبداه الشعب الأردني من مشاعر الفرح الوطنية التي فاقت حدود مناسبتي الاستقلال والزواج
الأميري! هناك فرح مخالف للتوقعات، فالشعب الأردني صبر وتحمّل ووُعِد، ولكنه اكتشف أنه لا يزال في عنق الزجاجة الصلبة!
إذن؛ أتحدث عن ظاهرة إبداعية فعلًا تختلف عن المقدمات! بعيدًا عن ذلك ظهرت مشاعر فرح غير مسبوقة، ويهمني أن لا نناقش أسبابها، أو نتفوق على ناكريها، بل في كيفية استثمار هذا الفرح والدعم الشعبي الذي عزز قوة الأردن وطنا ودولة!
فكيف نستثمر هذا الفرح مستقبليًا:إيجابيًا وبنائيًا ؟
تابعت مقالات التشفي والانتقام
ممن تسلقوا على ظهر الفرح، وأتجاوز مما أحدثوه من تلوث!
وقبل ذلك، سأبدي ملاحظة أو أكثر:
١-ثبت بوجه قطعي أن علاقة الملك بالشعب علاقة قوية تلقائية مباشرة، لم تستطع أي حكومة إفسادها، ولم تستطع أي مؤسسة التأثير عليها سلبًا ولا حتى مؤسسات المعارضة إن وجدت!
٢-وبناء على ما سبق، فإن الملك لا يحتاج إلى أي من المنافقين؛ لأن الملك يستطيع مخاطبة الشعب، ولأن صوت الشعب يمكن أن يصل للملك بعشرات الوسائل، وبرأيي حان الوقت لإقفال مؤسسة النفاق التي لم يكن لها في الواقع سوى آثار سلبية على قيم الوطن.
نعود إلى استثمار الفرح بطريقة إيجابية؛ فما المطلوب؟ ومع الاعتراف بأن كثيرًا من الفرح الشعبي كان تلقائيًا بدافع حب القائد،وأنّ كثيرًا من الفرح الرسمي كان بدوافع أخرى قد لا تكون كذلك!!
برأيي: المطلوب؛
١-تعزيز المواطَنة والعدالة، وبعض المساواة، دون تحيّز ضد أحدٍ أو تمييز بين أبناء الوطن الواحد، فالمواطنون لم يعودوا محبين، أو محايدين أو معارضين، بل كلهم فسيفساء وطنية منتمية.
٢-عدم الاكتفاء بإهمال المنافقين
، وعدم مكافأة أيٍّ منهم! على مقالة أو قصيدة أو دبكة أو منسف غير ضروري.
٣-تحسين إجراءات اختيار القادة
وفق معايير لا تهمل الكفاية، ولا تخضع للولاءات والوساطات التي برعت فيها حكوماتنا.
٤-تحرير المواطن من مشاعر الخوف والرعب والحذر من الاشتباك مع أي مصدر سلطة،
وهذا يتطلب إشاعة جو من الحرية.
٥-إيصال الروح المَلِكية إلى كل مسؤول ! لنتخيل أن الأردنيين يحبون السلطة! ألا يطلق ذلك
إبداعات كل أردني، ويفجر طاقاته؟
لا أطالب بتواصل مباشر بين كل مظلوم والملك، بل أريد كل مسؤول أن لايشعِر المواطن بأي ظلم يقوده إلى رفع شكوي إلى الملك؟
والتحدي الكبير: كيف تنتقل عزيمة الملك إلى كل مسؤول!
وكيف يمكن لكل مسؤول أن يفجر الطاقة التي فجرها الملك!
تخيلوا لو أحَبّ الناس المحافظ!
ولو أحَبّ الطلبة مدير المدرسة
وأحَبّ المواطن رجل الأمن!!!
أي طاقات ستتفجر!
لعل المطلوب هو البحث عن حلول
لمفاصل الألم الأردني، ربما الحريات، نقابة المعلمين، مضايقة بعض الأحزاب، الإعلام الوطني-لا أفهم أن التلفزيون الوطني يقاطع مواطنين تتهافت عليهم تلفزيونات العالم-
ولعل المطلوب إعادة النظر في أولويات الدولة ومشروعاتها لتتركز على تشغيل الشباب وبناء الشباب وتطوير التعليم!
ولعل المطلوب إقناع الشعب بالعدالة وتكافوء الفرص، ولعل المطلوب تعميق المواطنة!
لعل المطلوب أن يقدم كل مسؤول تقريرًا بما أنجز، بعيدًا عن حماية المتنفذين. فالمطلوب هو إلغاء نفوذهم!!
الشعب هو الأقرب للملك ، فليختفِ الوسطاء والمزيفون والطبالون!!!
انتهى العرس وحان وقت استثمار الفرح!!!

تابعوا نبأ الأردن على