بدائل القهوة.. هل يجبرنا تغير المناخ عليها؟

{title}
نبأ الأردن -

 هل تستطيع الاستغناء عن قهوتك الصباحية؟ إذا كانت قد اعتدت على هذا المشروب الصباحي، فمن الصعب عليك التخلي عنه.

هذه المشكلة أدركتها فرق بحثية عدة حول العالم، فبدأت تعمل من الآن على توفير البدائل، بعد أن صار تغير المناخ يمثل تهديداً واضحاً لمحصول البن.

وخلصت أكثر من دراسة إلى تأثيرات تغير المناخ على محصول البن، ومنها دراسة أسترالية نُشِرت في مارس/آذار بدورية "بلوس كلايمت"، وجدت أن زراعة البن ستكون أكثر صعوبة في المناخ الأكثر دفئاً.

وجمع فريق بحثي من جامعة زيورخ النماذج المناخية العالمية (توقعات التغيرات المناخية في المستقبل)، وبيانات عن التربة والمتحدرات ومستويات الأس الهيدروجيني (التي تتحكم في حموضة التربة) المطلوبة للمحاصيل الشائعة، لفحص مستقبل أهم المنتجات الاستهلاكية، ووجدوا أن الأراضي المتاحة لزراعة بعض هذه المنتجات، أهمها البن والأفوكادو والكاجو، ستنخفض بشكل كبير.

وتقول داليا الشيخ، الباحثة في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية في مصر، لـ"العين الإخبارية": "أمام هذا الوضع الذي يهدد محصول البن، كان لا بد من البحث عن بدائل، وكان البديل الذي عملت عليه، هو نوى التمر".

ولا يحتاج تحويل نوى التمر إلى قهوة، إمكانيات خاصة، إذ يكفي فقط تحميصه في الأفران، ثم طحنه، ومن ثم يتم وضعه في الماء ليصبح مشروباً طبيعياً، كما توضح الباحثة.

بدائل القهوة





ووجدت الباحثة بعد اختبار عدة نسب من مطحون نوى البلح لكل كوب ماء " 3 جرامات – 6 جرامات – 9 جرامات"، أن أفضل نكهة تأتي كلما زادت كمية مطحون النوى.





ووثقت في الدراسة المنشورة بمجلة "علوم الغذاء والألبان" الدولية، قيمة هذا المشروب الجديد، من الناحية الصحية، حيث وجدت أنه مفيد في مكافحة الميكروبات الممرضة، المسببة لبعض الأمراض مثل الإنفلونزا، وكذلك الخلايا السرطانية.





وتعود القيمة الصحية الكبيرة لقهوة نوى البلح إلى احتوائها على المركبات الفينولية ومركبات الفلافونيد.





وبالإضافة لنوى التمر، ظهرت مقترحات أخرى تضيف لهذا المكون جذور الهندباء البرية والبقوليات، مثل العدس، حيث يجري تحميصها وطحنها، ثم تخميرها مع مادة الكافيين بهدف إنتاج خليط يشبه القهوة، وهي الفكرة التي قدمتها شركة "ماينس كوفي" في كوستاريكا.





وبدلاً من زراعة ومعالجة وتحميص وتخمير حبوب القهوة، تصنع "ماينس كوفي" منتجا أقل اعتماداً على الحبوب من خلال التخمير، وتعاونت الشركة مع علماء في أجل فهم الظروف التي تنمو فيها القهوة، ونجحوا في تنمية نكهات مختلفة.





هل ستكون هذه الحلول ملاذاً آمناً لمحبي القهوة؟ هذا ما يتمناه مايكل هوفمان، البروفسور في جامعة كورنيل، والذي يهتم في أبحاثه بالعلاقة بين التغيرات المناخية والغذاء، وله عبارة شهرة دائماً ما يرددها، وهي أن "ذوبان الأنهار الجليدية أمر سيئ بما يكفي، لكن خسارة القهوة أمر مرعب للغاية".


تابعوا نبأ الأردن على