بتاريخ عام 106 ميلادي، وتم اكتشافها على الحدود بين الأردن والسعودية

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن - في أقصى الشمال الغربي لشبه الجزيرة العربية، وعلى الحدود بين ما يعرف اليوم بالمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، رصد باحثون آثار ثلاثة معسكرات حربية محصنة ذات طابع روماني، يعود تاريخها إلى عام 106 بعد الميلاد.





في الدراسة التي نشرت يوم 27 إبريل/ نيسان الماضي، في مجلة أنتيكويتي، قال باحثون في كلية الآثار في جامعة أكسفورد البريطانية إن تحليلات الصور الجوية تشير إلى أن الاكتشاف يحتمل أن يكون دليلاً على حملة عسكرية غير موثقة، مرت عبر جنوب شرق الأردن إلى المملكة العربية السعودية. وبحسب الباحثين، ربما كانت هذه المعسكرات جزءاً من حملة عسكرية رومانية غير مكتشفة سابقاً، مرتبطة بالاستيلاء الروماني على المملكة النبطية في مدينة البتراء في الأردن حالياً.





"تتمثل أهم نتائج هذا البحث في تحديد ثلاث حاويات كبيرة مستطيلة الشكل تمتد شرق منطقة باير الأثرية في محافظة معان في جنوب الأردن. الحاويات هي الشكل النموذجي للمعسكرات المؤقتة التي بناها الجيش الروماني في أثناء حملته لتوفير الحماية في أثناء وجود قواته في المعسكر"، يقول المؤلف الرئيسي للدراسة مايكل فرادلي، باحث ما بعد الدكتوراه في علم الآثار في جامعة أكسفورد، والمتخصص في آثار منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويشير فرادلي إلى أن هناك القليل من الشك حول تاريخ المعسكرات، لكن الفريق البحثي على يقين من أن الجيش الروماني هو الذي بناها، بالنظر إلى شكل أوراق اللعب النموذجي للحاويات ذات المداخل المتقابلة على طول كل جانب. والفرق الوحيد الملحوظ بينها هو أن المعسكر الغربي أكبر بكثير من المعسكرين إلى الشرق.
يعتقد الباحثون أن هذه المعسكرات هي اكتشاف مذهل؛ إذ تمثل رؤية جديدة مهمة للحملات الرومانية في شبه الجزيرة العربية. تظهر الحصون الرومانية كيف سيطرت روما على مقاطعة ما، لكن المعسكرات المؤقتة تكشف كيف حصلت عليها في المقام الأول. كان الجيش يبني المعسكرات كمحطات مؤقتة للدفاع في أثناء سير الحملة. يضيف فرادلي: "تم تحديد المعسكرات من خلال المسح المنهجي لصور الأقمار الصناعية على منصات مثل Google Earth كجزء من عمل مشروع الآثار المهددة بالاندثار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (EAMENA). تمكن زملاؤنا في مشروع APAAME الذي يعمل مع سلاح الجو الملكي الأردني، بعد ذلك، من التقاط صور جوية مفصلة للمعسكرات الغربية والوسطى من طائرات الهليكوبتر".
طرح المؤلفون فرضية مفادها بأن المعسكرات تسير في خط مباشر باتجاه دومة الجندل في السعودية، لكنها كانت في السابق مستوطنة على الحافة الشرقية للمملكة النبطية في القرن الثاني الميلادي. لا يوجد سرد موثق تاريخياً لحملة عسكرية رومانية في هذه المنطقة، لذلك يعتقد الباحثون أن السياق الأكثر احتمالاً هو أن هذه المعسكرات كانت جزءاً من حملة الضم الروماني للمملكة النبطية من قبل الإمبراطور تراجان بعد 106 ميلادي.
"تشير الروايات التاريخية الرومانية من تلك الفترة إلى أن ضم المملكة النبطية كان سلمياً، لكن هذه المعسكرات تشير إلى أنه ربما كانت هناك بعض المقاومة من بعض المستوطنات النبطية مثل دومة الجندل"، يوضح الباحث الرئيسي في الدراسة.
يعتقد فرادلي وزملاؤه أن مستوى الحفاظ على المعسكرات يشير إلى أنها، ربما، لم تُستخدم إلا لأيام أو أسابيع. ونظراً إلى أن المسافة بين كل معسكر وآخر تتراوح بين 37 كم إلى 44 كم، يتوقع الفريق أن هذه المسافة كانت مخططاً لها، بحيث لا يمكن للمشاة عبورها في يوم واحد، وبدلاً من ذلك، كان سلاح الفرسان هو المسؤول عن الربط بينها. كما يعتقد الباحثون أن معسكراً رابعاً ربما كان موجوداً في الغرب بالقرب من القلعة الأموية اللاحقة ومحطة الآبار في باير أو ربما في نفس موقعها. العربي الجديد


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير