وزير الصحة: الأردن قدم أنموذجا لإدارة الأزمات الصحية خلال جائحة كورونا
نبأ الأردن-قال وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، إن الأردن خاض بفضل النهضة الشاملة لديه في قطاع الرعاية الصحية حربا على وباء كورونا، مكنته من تقديم أنموذجا مدروس لإدارة الأزمات الصحية والاستجابة للتحديات التي تفرضها.
وأضاف الهواري بمناسبة إعلان منظمة الصحة العالمية أن جائحة كورونا لم تعد حالة طوارئ عالمية، "يحق للأردن اليوم أن يفخر بأدائه وأداء قيادته وأبنائه في هذه الجائحة، هذا الأداء الذي ضمن للأردن المحافظة على نظامه الصحي من الانهيار أثناء الجائحة، حيث حافظ على نسب الوفيات لتكون في حدودها العالمية المعقولة، والتي تعتبر ضمن الحدود الدنيا مقارنة بالدول الأخرى".
جاء ذلك خلال كلمة افتتح بها الهواري، ورشة عمل الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات والاستجابة لها التابعة لمنظمة الصحة العالمية، والتي تجتمع في الأردن اعتبارا من أمس الاثنين وحتى يوم غد الأربعاء بحضور أكثر من 70 خبيرا من مختلف دول العالم، لمناقشة استراتيجيتها.
وأشار إلى أن الأردن ركز في جهوده للتعامل مع هذه الجائحة على بناء استراتيجية وطنية، أخذت بالاعتبار خطة التعافي، واستقرار المنظومة الصحية، وتأهيل الكوادر الطبية وتدريبها، وفقا لمتطلبات التعامل مع الأوبئة والنهوض بالبنية الصحية وتعزيز التشاركية مع القطاع الصحي الخاص.
وبين أن الأردن استطاع تجنب موجات كثيرة للجائحة كان يمكن حدوثها، ويعتبر من أوائل الدول التي استطاعت أن تؤمن اللقاحات لجميع المواطنين دون تمييز، كما أثبت للعالم أن هذا البلد هو حاضن للجميع ويوفر الرعاية ويتقاسم موارده المحدودة مع الجميع.
ولفت إلى أن الأردن وبشهادة العديد من المنظمات الدولية الصحية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية استطاع بتعامله خلال الجائحة أن يحظى بالإعجاب والتقدير للجهود التي بذلها في الحفاظ على النظام الصحي.
وقال الهواري، "نواصل بناء نظامنا الصحي، فاليوم علينا مسؤولية حماية ودعم كوادرنا الصحية ومؤسساتنا ما بعد الجائحة، بالإضافة إلى استمرارية تقديم الخدمة الصحية ذات الجودة العالية لمرضانا، كما أننا اليوم أكثر عددا وأكثر عدة وأجود تدريبا وجاهزين للتعامل مع التحديات الصحية القادمة.
وعرض خلال الورشة لقصة النجاح الأردنية في الاستجابة للجائحة والتي كانت كما وصفها "نتاج جهد مشترك والتنسيق بين جميع الجهات الوطنية، بمشاركة ودعم جميع الشركاء".
وهنأ الهواري الشبكة العالمية للإنذار والاستجابة بإطلاق استراتيجيتها الجديدة، والتي تأتي في مرحلة مهمة للعالم يتم العمل فيها على إعادة التفكير والنظر الجاد في تحسين وتطوير وتعزيز النظم الصحية والعمل على كيفية تحسين الأداء في مجال الاحتواء والاستجابة والتصدي للأوبئة، في حال حدوثها لا قدر الله مستقبلا.
وثمن دور الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت)، في استضافة هذه الفعالية في الأردن، والتي تأتي ضمن جهودها المبذولة على المستويين الإقليمي والعالمي، والتي حققت من خلالها سمعة طيبة وساهمت في تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع المشتركة، كما ثمن مساهمتها في الجهود الوطنية المبذولة للتصدي لجائحة كورونا.
من جانبه قال المدير التنفيذي للشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية ( امفنت )ونائب رئيس اللجنة التوجيهية للشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات والاستجابة لها الدكتور مهند النسور، إنه سيتم مناقشة استراتيجية الشبكة 2022-2026 التي تم إطلاقها أخيرا.
وأضاف، إن نجاح هذه الفعالية والتظاهرة النوعية، هو ثمرة التعاون والتنسيق المستمر بين (إمفنت) والشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات والاستجابة لها، بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية.
وبين النسور، أن هذه الورشة هي الخطوة الأولى من بين العديد من الخطوات المستقبلية التي ستسهم جميعها في تطوير الاستراتيجية وتنفيذها، مؤكدا أن الشبكة ستدعو شركاءها الشركاء للمشاركة في تنفيذ الأنشطة الرئيسة لأولويات الاستراتيجية في مجالات التعاون المتعددة للمشاريع على المستوى الإقليمي والدولي، وستدعم خطة التنفيذ وتوثيق الموارد المطلوبة، وتوجيه الشركاء وأصحاب المصلحة والشبكة وفريق الدعم التشغيلي التابع لها ولجنتها التوجيهية في العمليات والتطوير والرقابة.
وشارك عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع (عن بعد) المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية الدكتور مايك ريان، إضافة إلى كل من، ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الراعبي، رئيس اللجنة التوجيهية للشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات والاستجابة لها الدكتورة جيل كارسون، والذين اكدوا أهمية هذه الورشة والاجتماع، الذي من شأنه زيادة الجاهزية و الاستعداد للتحديات الصحية التي قد تحدث مستقبلا .
يشار إلى أن هذه الورشة التنفيذية تم عقدها بعد 3 أشهر من إطلاق الاستراتيجية التي وضعها شركاء الشبكة، لضمان استمرار تركيزها استراتيجيا خلال السنوات الأربع المقبلة، لضمان التأهب والاستجابة المناسبة لطوارئ الصحة العامة.
وتهدف موضوعات الاستراتيجية إلى تطبيق نهج يسعى إلى التركيز على المجتمع وتجديد الالتزام في الاستثمار بالقوى العاملة العالمية في حالات الطوارئ الصحية العامة وإيجاد حلول لاستجابة أفضل وتعزيز الاستجابة التعاونية.
ويعد هذا الاجتماع الأول الذي يعقد في الأردن لإقليم شرق المتوسط.