افتتاح المؤتمر السنوي العاشر للرابطة العلمية لمراكز بحوث تنمية الموارد البشرية

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن-مندوبا عن سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، افتتح الدكتور عدنان بدران، اليوم الأربعاء في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، المؤتمر السنوي العاشر للرابطة العلمية لمراكز بحوث تنمية الموارد البشرية في الوطن، المنعقد بعنوان "إدارة تنمية الموارد البشرية ما بعد كورونا".
وقال الدكتور بدران في كلمته بحفل افتتاح المؤتمر الذي يعقد بدعم من اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، إن جائحة كورونا أربكت المشهد العالمي حياتيا وصحيا واجتماعيا، وتباينت جهود الدول في كيفية التصدي لهذه الجائحة.
وأشار إلى أن الأطفال كانوا الأكثر تأثراً بالجائحة، إذ اضطر نحو 1.6 مليار طفل للغياب عن مدارسهم، وخسروا نظام دراستهم الوجاهي، ما أثر على نوعية التعلم.
وأكد بدران الحاجة إلى وضع سياسات تعليمية تخضع للمتابعة والتقويم لمعالجة الفاقد التعليمي وفقر التعلم الناجم عن الجائحة، مشيرا إلى أن نسبة فقر التعلم في الوطن العربي ارتفعت حتى زادت عن الخمسين بالمئة، وأن نحو 617 مليون طفل على مستوى العالم لا يستطيعون القراءة بعد جائحة كورونا.
وأشار إلى أن الأردن، وكما عُهد عنه جعل من التحديات فرصاً، فأبدعت المؤسسات الوطنية وقامت بأداء متميز في التعامل مع جائحة كورونا، مضيفا "نطمح أن نقدم نموذجا عربيا في كيفية التعامل مع مثل هذه الجائحة مستقبلا".
وعبر بدران عن يقينه بأن المؤتمر سيقدم إجابات واضحة لأصحاب القرار حول أسئلة عديدة تتعلق بمستقبل التعلم في حال حدوث أزمات مشابهة لجائحة كورونا، مؤكدا أهمية تحويل التحديات في ظل الأزمات إلى فرص تتعاظم فيها عوائد الاستثمار في تعليم الأجيال العربية.
بدوره، قال أمين عام الرابطة لمركز بحوث تنمية الموارد البشرية ورئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية، الدكتور عبد الله عبابنة، إن جائحة كورونا أوجدت حالة وعي جديدة لدى الطلبة والأهل بأن التعلم عن بعد والمدمج والهجين وسائل مهمة في التعلم، وبأنها الخيار الأهم التي ستعتمده مؤسسات التعليم والتدريب مستقبلا.
وأشار الدكتور العبابنة إلى أن الجائحة زادت من أهمية الاستثمار في تدريب المعلمين لتمكينهم من مساعدة الطلاب على تحقيق نواتج التعلم المقصودة بدرجة عالية، كما أنها رسخت الشراكات بين مؤسسات التعليم العالي والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وحفزت راسمي السياسات على التسريع في تصميم برامج لتعويض فاقد التعلم لردم الفجوة بين المتعلمين التي سببتها الجائحة.
و قال العبابنة إن الأردن يعتبر تنمية الإنسان استثماره الأهم، لأنه الضامن لاستدامة التنمية ودفع مسيرتها، مشيرا إلى أن ذلك سياسة ثابتة عبر مسيرة المملكة خلال مئويتها الأولى، وترسخت في بداية المئوية الثانية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني.
بدورها، أشارت رئيس جامعة الأميرة سمية التكنولوجيا، الدكتورة وجدان أبو الهيجاء، إلى أهمية هذا المؤتمر المنعقد برحاب الجامعة، ورحبت بالضيوف من الدول العربية المشاركة.
وقدمت الدكتورة أبو الهيجاء إيجازا عن جامعة الأميرة سمية ورؤيتها ورسالتها وأهدافها وتفردها في طبيعة برامجها الدراسية، واستعرضت بعض إنجازاتها على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي خاصة في التصنيفات العالمية.
أما المتحدث الرئيس في المؤتمر الدكتور وليد المعاني، فقال إن حدوث وباء كورونا أدى الى تحديات في التعليم ومناهجه وقدرة الطلبة على الوصول الى مدارسهم، مشيرا إلى أن تأثيره الأشد كان في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل، إذ لم تساعد البنية التحتية التكنولوجية وخدمات الإنترنت في مناطق كثيرة من هذه الدول أصحاب القرار التربوي على إتاحة فرص تعليم متكافئة أمام الطلبة.
وقال إن التقارير العلمية الصادرة من مؤسسات البحث وعن التربويين تظهر أن المتعلمين أثناء كورونا متأخرون عن أقرانهم بنحو السنتين وهو عمر الجائحة.
وأكد المعاني، أن مبدأ التعليم حق للجميع اختبر خلال الجائحة، لنجد أنه تداعى تحت وطأتها، "إذ كيف يمكن تحقيق ذلك في ظروف الجائحة في دول غير متقدمة تكنولوجيا أو فقيرة اقتصاديا".
وقال إن المدارس الخاصة كانت أسرع وأقدر في التكيف مع متطلبات فأغلبها موجودة في مدن كبرى مغطاة بشبكة الإنترنت بصورة واسعة، بعكس غالبية طلبة المدارس الأخرى خاصة في المناطق النائية.
وأشار إلى أن مؤسسات التعليم العالي لم تكن بأحسن من حال المدارس خاصة أن معظم تخصصاتها تتطلب حضور الطلبة للتدريب في المستشفيات والمختبرات والمشاغل والملاعب والغرف الصفية المدرسية.
وعرض المعاني عددا من الدروس المستفادة من هذه الجائحة منها: ضرورة تجهيز البنية التحتية التكنولوجية وخدمة الإنترنت لمؤسسات التعليم والتدريب، وزيادة الاستثمار في التكنولوجيا، وزيادة الدعم المالي والتقني للدول النامية والفقيرة لتوفير التكنولوجيا اللازمة للتعلم عن بعد.
ودعا إلى أن يكون امتلاك المهارات الرقمية والقدرة على توظيف التكنولوجيا شرطا أساسيا للتعيين في مهنة التعليم، وتخصيص موارد كافية لدعم التعليم عن بعد، وزيادة الاستثمار في تطوير المناهج ومصادر التعلم، إلى جانب تطوير منصات تعليمية، وتوفير الدعم الاجتماعي والنفسي للطلبة.
وسيقدم المشاركون في المؤتمر من الأردن ومصر والعراق واليمن والجزائر والإمارات وليبيا وفلسطين والسودان على مدار يومين أوراقا علمية تغطي المحاور الأساسية للتعليم ما قبل الجامعي بعد كورونا، والتعلم الجامعي ما بعد كورونا، وتحديات تنمية الموارد البشرية بعد كورونا، والشراكة بين القطاعين العام والخاص بعد الجائحة.
يشار إلى أن الرابطة تتخذ من المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية في الأردن مقراً لها.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير